"التايمز": الأزمة السورية ستنتهي إلى حرب بين إيران وإسرائيل
الصحيفة البريطانية استبعدت أن تكون صفحة النهاية هي مواجهة مسلحة بين واشنطن وموسكو كما يتوقع البعض، بل بين طهران وتل أبيب.
وسط التراشق و التهديدات بين إسرائيل وإيران حول إبعاد يد كل واحدة منهما عن سوريا، توقعت صحيفة بريطانية أن تنتهي الحرب في سوريا، لا إلى مواجهة عسكرية بين واشنطن وموسكو، بل بين طهران وتل أبيب.
وقال روجر بويز محرر الشؤون الدبلوماسية في مقال تحليلي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم السبت، تحت عنوان "خصومات تدفع بالشرق الأوسط إلى حربه المقبلة"، إن ما وصفه بالصراع السري بين إيران وإسرائيل بات مفتوحا وعلنيا.
ورغم طول الحرب الممتدة منذ 7 سنوات في سوريا، متجاوزة عمر الحرب العالمية الثانية التي استمرت 6 سنوات، فإنها ما زالت مستعرة، ولا أحد يعلم إلامَ ستنتهي.
وتوقع بويز أن تغير الحرب الحالية في سوريا طبيعة النزاعات الحديثة، وتعيد تشكيل منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما نقله موقع "بي بي سي" البريطاني.
وأوضح أن الحرب المتطاولة في سوريا، أضحت ميداناً لاختبار 150 من أنظمة السلاح الروسي- بعضها جديدة- إضافة إلى إعادة استخدام التكتيات القتالية المعروفة في القرن العشرين مثل القصف المكثف المعروف باسم "سجادة القنابل"، والتسميم بغاز الكلور، لمعرفة مدى إمكانية استخدامها في حروب اليوم.
وأبرز الأسلحة الجديدة في الحرب الجارية بسوريا هي وسائل التواصل الاجتماعي، وما نشرته من تمجيد للعنف، وتخطي حدود الأخلاق، حتى أن عناصر التنظيمات المسلحة تحرص على نشر صورها "سيلفي" مع أعضاء بشرية مبتورة، أو خلال قتل رهائن عزل، وتشجيع غيرهم في بلدان أخرى على تنفيذ مثل هذه الجرائم في بلدانهم، بحسب المحلل البريطاني.
وأشار إلى أن الحرب في سوريا وجهت رسالة قاسية بأن الانتصار هو للدولة التي تتجاهل التمييز بين المسلحين والمجتمعات المحلية التي تحتضنهم مهما كانت الخسائر البشرية.
معركة النفوذ الإقليمي
واستبعد بويز أن تنتهي الحرب بمجرد صراع بين المليشيات، بل ستتحول إلى مواجهة بين الدول والجيوش النظامية، إلا أنها لن تكون بين واشنطن وموسكو، خاصة مع تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب جنوده من سوريا قريبا؛ لذا توقع أن تكون المواجهة التي تضع الفصل النهائي لما يجري في سوريا بين إيران وإسرائيل.
واختار الطرفان على أساس إصرار إيران بكل قوة على الاستحواذ على نفوذ واسع في سوريا كأساس للنفوذ الإقليمي الذي تحلم به، وما يقابله من رغبة إسرائيلية في إفشال الحلم الإيراني كي تستفرد تل أبيب بهذا النفوذ مستقبلا.
ومن مؤشرات فرضية بويز، أنه في الوقت الذي غابت فيه المواجهات العسكرية المباشرة بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا، شنت إسرائيل عدة ضربات جوية على أهداف إيرانية داخل المدن السورية، أبرزها ضرب قاعدة التيفور بمدينة حمص في الـ9 من أبريل/نيسان، ما أسفر عن مقتل 7 عسكريين إيرانيين.
و أسقطت إسرائيل في فبراير/شباط الماضي طائرة إيرانية من دون طيار حلقت فوق أجوائها، إضافة إلى زرع فيروسات في أنظمة كمبيوتر البرنامج النووي التابع لطهران.
ولكن، وفق الكاتب البريطاني، فإن الحرب التي يتوقعها بين الجانبين لا أحد يعلم كيف ستُدار.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا في التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل على أعلى المستويات.
و قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة بمناسبة ما تسميه إسرائيل "يوم الاستقلال": "إننا نسمع التهديدات من إيران، ويتم إعداد مقاتلي الجيش وقوات الأمن لكل تطور، سنقاتل كل مَن يحاول أن يؤذينا، لن نتوانى في دفع الثمن، وسنتحصل عليه من أولئك الذين يسعون وراءنا، الجيش الإسرائيلي في أتم جهوزيته، وسوف يحظى بتأييد الشعب".
وفي اليوم ذاته، حذر نائب القائد العام لمليشيات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي إسرائيل بالقول: "لا تثقوا بقواعدكم الجوية فهي في مرمى النيران".
ونفذت إسرائيل وعيدها لإيران عدة مرات على الأرض السورية بتوجيه ضربات جوية لأهداف إيرانية بها، في حين كانت طهران تحتفظ بحق الرد في صمت لانهائي.