قوات سورية حكومية وكردية تتوغل جوا وبرا في الرقة
الطيران السوري يدمر مقرات وآليات مدرعة لداعش في قرى بالرقة بالتزامن مع التحرك البري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية.
قصف الجيش السوري الحكومي، الخميس، أهدافاً لتنظيم داعش الإرهابي في قرى بريف الرقة الغربي شمال سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله، إن الطيران السوري دمر مقرات وعربات وآليات مدرعة لداعش في قرى دير مليحان ودبسي عفنان والقادسية.
ويأتي هذا بعد يومين من الإعلان عن تحرك الجيش السوري باتجاه محافظة الرقة، الثلاثاء، وانتزاعه السيطرة على قريتين على بعد 80 كم من المدينة من تنظيم داعش، وهو التحرك الأقوى للجيش الحكومي نحو المحافظة منذ شهور.
وتزامن تحرك الجيش الحكومي باتجاه الرقة مع إعلان "قوات سوريا الديمقراطية"، تحالف كردي- عربي، انطلاق "المعركة الكبرى" التي تقول إن هدفها تحرير المدينة من داعش.
وكانت الأشهر الماضية للتحرك باتجاه الرقة والتحضير للمعركة يظهر فيها فقط "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.
ومن ناحيتها، تواصل "قوات سوريا الديمقراطية" تقدمها صوب مشارف الرقة التي دخلتها، أمس الأربعاء، من الجهة الشرقية في حي المشلب.
كما تمكن هذا التحالف الكردي- العربي من اقتحام الرقة من الجهة الغربية أيضاً بعد تحرير قلعة هرقل"، حسب قيادة حملة "غضب الفرات" الهادفة إلى السيطرة على المدينة.
ويبدو أن التحرك صوب الرقة يأتي بالتنسيق بين القوات الكردية والقوات السورية الحكومية؛ حيث سبق وأن وصفت الحكومة السورية في مايو/أيار الحرب الكردية على داعش بأنها "مشروعة".
وأصبحت الرقة منذ سيطرة التنظيم المتطرف عليها في 2014، رمزاً لأساليب الترهيب والممارسات الوحشية التي يستخدمها ومركزاً من أجل التخطيط لاعتداءات قام بتنفيذها في الخارج.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوماً من روسيا وإيران، خاصة أنها محاذية للمدن التي تسيطر عليها دمشق مثل حلب وحمص وحماة ودير الزور.
وهي مطمع للمليشيات الكردية، لأنها محاذية لمدينة الحسكة التي بها وجود كردي كثيف؛ ما يسهل تحقيق حلم الأكراد في بسط نفوذ مستقل لهم.
كما أنها مطمع للجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر؛ كونها محاذية للحدود التركية وقريبة من مدن يسيطر عليها حلفاء تركيا مثل إدلب وجرابلس ومناطق بريف حلب، إضافة لأنها محاذية لمناطق كردية في تركيا التي تخشى أن تؤدي سيطرة الأكراد على الرقة إلى حصول وصل جغرافي يحقق مشروع الدولة الكردية.
كذلك تكتسب معركة الرقة زخماً وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.
وعلى الصعيد السياسي، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخية، أنور جيناكوف، الخميس، إرجاء اجتماع أستانة حول الأزمة في سوريا الذي كان من المقرر عقده يومي الـ12 والـ13 من يونيو/حزيران الجاري إلى موعد لم يحدد بعد.
وقال جيناكوف لوكالة سبوتنيك "وفقاً للمعلومات الواردة الآن من الدول الضامنة لمحادثات أستانة فإن ممثلي روسيا وإيران وتركيا سيواصلون خلال الأيام والأسابيع المقبلة الاجتماعات في عواصمهم على مستوى الخبراء حول مسألة تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، فضلاً عن عدد من القضايا الأخرى المتعلقة بتعزيز وقف الأعمال القتالية".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA== جزيرة ام اند امز