الاتفاقيات الضبابية قسمت الشارع السوري بين متفائل بأي مبادرة تحقن الدماء وبين أولئك المتشائمين بمثل هذه الاتفاقيات
"مناطق خفض التوتر".. ربما أراد عرابو هذه التسمية إيجاد مخرج لكل من الحكومة والمعارضة وتجميل تنازلاتهما معا في سوريا، بحيث يبقى كل في مكانه تحت معاهدة عدم اعتداء وفق خطوط تماس معتمدة في كل من درعا جنوبا، وغوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي وسط البلاد وصولا إلى المنطقة الرابعة والأهم " محافظة إدلب وامتدادها في ريف حلب الغربي".
هذه الاتفاقيات الضبابية قسمت الشارع السوري بين متفائل بأي مبادرة تحقن الدماء وتوقف آلة القتل من جهة، وبين أولئك المتشائمين استنادا إلى تاريخ غير مشجع لمثل هذه الاتفاقيات التي غالبا ما كانت تولد ميتة.
إشكالية أخرى يرى السوريون أنها تشكل عقبة في وجه نجاح مناطق خفض التوتر، تتمثل بالدول الضامنة للاتفاق وهي إيران وروسيا وتركيا، حيث إن الثقة بهذه الدول معدومة، بحيث يرى مؤيدو النظام أن تركيا داعم رئيسي للإرهاب في البلاد، فيما ترفض أوساط المعارضة أي دور لإيران وترى أن روسيا دولة محتلة.
وبما أن السياسة فن الممكن، لايرى أبناء بلد عايش الحرب والدمار سبعا عجافا من السنوات، مهربا من القبول والتفاؤل بأي بادرة توقف شلال الدم، وينتظرون نتائج إيجابية على الأرض، تخالف تلك الأجواء السياسية السائدة بالانقسام الحاد جدا بين المعارضة والنظام من جهة، وبين المعارضة والمعارضة من جهة أخرى حيث تعيش الأخيرة حالة تشتت جعلت منها فصائل متناحرة لا تتفق على رأي.