ملف المعتقلين السوريين.. الأمل والمساومة في أستانة 7
جولات من المفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية، إلا أن أستانة 7 تمثل مرحلة مهمة لتناولها ملف المعتقلين والأسرى السوريين.
جولة سابعة من محادثات أستانة تنطلق، الإثنين، في العاصمة الكازاخية لمدة يومين، بهدف الوصول لحلول بشأن الأزمة السورية التي اندلعت في مارس/آذار 2011.
ورغم تعدد المحادثات والمفاوضات المتعلقة بالأزمة السورية طوال السنوات الماضية، إلا أن الجولة الـ7 من أستانة تمثل مرحلة مهمة لتناولها ملف المعتقلين والأسرى السوريين الذي تم تأجيل مناقشته مرات عدة سابقة، إضافة إلى مراجعة سبل البحث عن المفقودين وتسليم جثث قتلي الصراع السوري.
وعود سابقة
ملف المعتقلين السوريين.. يعد ملفا شائكا ونقطة خلافية واضحة بين الأطراف السورية المتصارعة، خاصة أن جيش النظام السوري ينكر تهم المعارضة التي تؤكد بقاء الآلاف من المعتقلين داخل أسوار السجون والمعتقلات السرية.
ومنذ 2015، طرح هذا الملف على ساحة المفاوضات؛ حيث خرج جون كيري وزير الخارجية الأمريكية وقتها بتصريحات تفيد بأن التفاوض مع النظام السوري في جنيف 1 جاء بهدف فك حبس المعتقلين السوريين من السجون.
حينها خرج الرئيس السوري بتصريحات عبر التلفزيون الإيراني ملمحا إلى أن الجلوس على طاولة المفاوضات وإحداث أية تغييرات دولية في الوضع السياسي مشروطا بوقف الدعم السياسي والمادي واللوجستي للجماعات المسلحة في سوريا.
ولم يكتفِ النظام بهذا التصريح فحسب، بل لوّح بملف المعتقلين والأسري كورقة ضغط وإحدى نقاط القوة التي يمتلكها ضد المعارضة خاصة الفصائل المسلحة منها، موضحا أن الأعداد الحقيقة للأسري لم يتم إعلانها بعد.
وطوال فترات تنفيذ الهدنات بالمدن السورية، يتردد ملف المعتقلين كثيرا في المنتديات والجلسات المغلقة لاتخاذ قرار وقف إطلاق النيران بين جيش النظام والمعارضة المسلحة، وفي منتصف مايو/آيار من العام نفسه طالبت بعض وفود المعارضة من ممثلي وفد النظام بضرورة تسليم قائمة بأسماء المعتقلين.
وفي كل جلسة جديدة للمفاوضات، يتنفس السوريون الصعداء حالمين أن تفتح السجون ويطلق سراح ذويهم، ولكن مع الجلسة الختامية لمؤتمر أستانة 5 في يوليو/تموز الماضي، تبددت تلك الأحلام بتشكيل مجموعات عمل لمتابعة بحث قضية خفض التصعيد فقط، دون التطرق لملف المعتقلين.
وتشابه سناريو مفاوضات أستانة 5 مع جولة المفاوضات الـ4 والـ6 من المؤتمر نفسه، حيث اقتصر الحديث في مؤتمر أستانة 4 على آليات وقف إطلاق النيران فقط، ولم يختلف الأمر كثيرا في مفاوضات أستانة 6 رغم حصول المعارضة السورية على وعد من المبعوث الروسي ألكسندر لافرينتييف، بفتح ملف الأسري في جون جيش النظام.
وبعد أن حصلت الوفود الأممية على شهادات حية من عائلات المعتقلين، اختتمت المحادثات دون حل، متوقعين أن عدد المعتقلين وصل لربع مليون معتقل منذ 6 سنوات.
أرقام مخيفة
واكتظت السجون السورية بأعداد المعتقلين؛ حيث تجاوزت أعداد المعتقلين القتلى بالسجون السورية أكثر من 17 ألف سجين ومعتقل منذ اندلاع الازمة السورية، وفقا لتقرير المنظمة الحقوقية الدولية لعام 2016.
وكشف التقرير نفسه أن المعتقلين والأسرى السوريين يعانون من سوء المعاملة والتعرض لانتهاكات وتعذيب، ما أدى لارتفاع نسبة القتلى بالسجون بمعدل أكثر من 300 شخص شهريا.
وفي الوقت نفسه، أشار التقرير إلى اختفاء عشرات الآلاف من السجناء، دون معرفة محددة لأماكن احتجاز المعتقلين. مشيرا إلى أن عدد المعتقلين بالسجون وصل لأكثر من 300 ألف معتقل.
بنود جولة المحادثات
مع تواصل التحضيرات لعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تعقد جولة أستانة 7 لمناقشة وضع الأسرى والمعتقلين، يعد هذا الملف هو أكثر الملفات الشائكة التي تم تأجيل متابعتها وطرحها خلال الفترة الماضية.
كما ذكرت مصادر سورية أنه تم الاتفاق على تناول أماكن تمركز القوات المراقبة التابعة للدول الضامنة في محافظة إدلب بشكل واضح، خاصة مع دخول قوات تركية للمدينة بجانب عناصر مسلحة من جبهة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا"، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء وماء إلى مدينة الغوطة الشرقية المحاصرة بدمشق.
كما ألمحت الأطراف المشاركة في جلسة المباحثات من روسيا وتركيا وإيران إلى إمكانية توسيع مناطق خفض التصعيد لتضم إدلب إضافة لـ3 مناطق بشمال حمص والغوطة الشرقية مع استمرار قرار وقف إطلاق النيران على المناطق الخاضعة للاتفاقية خفض التصعيد التي أعلنت منذ 5 أشهر.