المعارضة السورية: أمريكا "غير قادرة" على الانسحاب من سوريا
نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية اعتبر أن الولايات المتحدة لا تقدر على تحمل عواقب مغادرة سوريا.
اعتبر نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية أن الولايات المتحدة لا تقدر على تحمل عواقب مغادرة سوريا، حيث إنها لم تحقق بعد أيا من أهدافها في المنطقة، وذلك رغم قول الرئيس دونالد ترامب مؤخرا أن واشنطن ستسحب قواتها.
الحريري قال لوكالة أنباء رويترز : "أنا باعتقادي الشخصي أمريكا غير قادرة على سحب مقاتليها في سوريا".
وقدمت الولايات المتحدة على مدى سنوات دعما عسكريا لمقاتلي المعارضة في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها أوقفت العام الماضي برنامجها للتدريب والإمداد بالعتاد بعد أن حولت تركيزها إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
كما ساعدت واشنطن تحالفا من مقاتلين أكراد في أراض بشمال وشرق سوريا العام الماضي، بما في ذلك الرقة التي أعلنها التنظيم الإرهابي عاصمة له في سوريا، ونشرت نحو 2000 جندي أمريكي في البلاد.
وقال ترامب هذا الشهر إنه يرغب في إعادتهم إلى بلدهم قريبا لكنه وافق بعد ذلك على أن عليهم البقاء وقتا أطول قليلا، بعدما قال مستشاروه إن وجودهم مطلوب لمنع نهوض تنظيم داعش الإرهابي مجددا، ولمنع إيران من تعزيز موطئ قدمها هناك.
وقادت الولايات المتحدة ضربات جوية محدودة نفذتها مع بريطانيا وفرنسا يوم 14 أبريل/ نيسان الجاري، ردا على هجوم كيماوي ضرب مدينة دوما السورية.
وقال الحريري "داعش ما انتهت"، مضيفاً بلهجة شامية: "إذا ما عالجنا الأسباب المؤهبة واللي ولّدت داعش، هي بتكون انتصارات مؤقتة مثل الكثبان الرملية المتحركة، بتختفي هون لكن بتطلع في مكان آخر. ومقاتلة داعش على رأس الأولويات الأمريكية".
وأضاف الحريري أن "الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي التوصل لحل سياسي يؤدي لاستبدال الأسد لأنه يهتم فقط بالحلول العسكرية".
واعتبر أن "الحل السياسي سيكون ممكنا فقط إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا تصميم جاد للتوصل إليه"، متابعا حديثه: "بده (يحتاج الأمر) إجماعا دوليا، يبدأ باتفاق روسي أمريكي".
وأدى تدخل روسيا في الحرب السورية في 2015 إلى قلب الموازين لصالح الأسد، لكن الحريري قال إن موسكو ستحتاج لبذل جهد كبير لتعيد للحكومة قوتها التي كانت عليها قبل الحرب.
وأضاف الحريري: "لن تستطيع روسيا أن تسيطر عسكريا على الأراضي السورية، والمسألة السورية هي أعقد بشكل كبير جدا من موضوع توسيع نفوذ عسكري أو تحقيق مكتسبات عسكرية."
وتابع: "نحن نعرف، والشعب السوري يعرف، أن أمريكا لما ترغب جديا في الوصول إلى الحل السياسي ووضع ثقلها الحقيقي على طاولة المفاوضات هي قادرة أن تحدث تغيير ما".