مقتل وزير دفاع الحوثيين.. الفشل أفشى السر
مع ضربات الفشل المتلاحقة التي مني بها الحوثيون وسقوط عدد كبير من قيادات الصف الأول، لم يعد تكتم أمر مقتل طه المداني أمرا ذي جدوى
عام كامل فصل بين مقتل القيادي الحوثي البارز طه المداني، وبين إعلان مقتله، الأمر الذي آثار تساؤلات حول الأسباب التي دعت الجماعة إلى إعلان سر اجتهدت عاما في إخفائه طيلة تلك الفترة.
وأعلنت قيادات حوثية الاثنين 7 فبراير 2017 مقتل المداني، الذي يعد الذراع اليمين لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ويوصف بأنه "وزير دفاع الجماعة".
ويرى مراقبون ان تكتم الجماعة نبأ مقتله طوال هذه المدة يأتي حرصا منها على الحفاظ على معنويات المقاتلين وعدم تصدعها لما يمثله المداني من تأثير كبير داخل الجماعة، ولكن مع ضربات الفشل المتلاحقة التي منيت بها الجماعة وسقوط عدد كبير من قيادات الصف الأول، لم يعد تكتم أمر مقتل المداني أمرا ذي جدوى.
وتتضارب المعلومات حول المكان الذي لقي فيه القيادي الحوثي مصرعه، ففيما تقول المعلومات إنه لقي مصرعة في العند بمحافظة لحج أثناء تحرير القاعدة العسكرية أواخر يوليو 2015، تشير معلومات أخرى أنه قتل في مدينة دمت بمحافظة إب في نوفمبر 2015 على يد المقاومة الشعبية، بينما ترجح المعلومات التي تناولتها وسائل الإعلام خلال اليومين الماضين مقتله في محافظة الجوف على الحدود مع المملكة العربية السعودية بغارة جوية.
تحصيل حاصل
ولا يبدو الجيش اليمني مهتما بترجيح كفة رواية عن أخرى، فما يهمهم هو دلالة هذا الإعلان المتأخر عن وفاة المداني.
ويقول العميد محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة اليمنية، إن المداني يعتبر من القيادات الحوثية الكبيرة، وهو بالنسبة للجماعة بمثابة وزير الدفاع، وقد أخفوا مقتله خوفا من أن يؤثر ذلك على معنويات المقاتلين حينها، لكن اليوم أصبح الإعلان عن مقتله بمثابة تحصيل حاصل لا سيما بعد مقتل العديد من قيادات الجماعة.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة العين الإخبارية، أنه تم تسريب خبر مقتله حتى لا يتفاجأ أنصار الجماعة لأنه كان من القيادات المؤثرة والقريبة من زعيم الجماعة.
ولم يعرف عن طه المداني ظهوره في الإعلام إلا في احتفال الجماعة في دار الرئاسة بالسيطرة على العاصمة صنعاء وإإهار ما أسموه بالإعلان الدستوري، حيث ظهر مع شقيقه مرتديا الزي العسكري، وفي اليوم التالي ظهر في اجتماع لقيادات عسكرية وأمنية كعضو في اللجنة الأمنية العليا، كما ظهر في إحدى الصور وهو في قصر المعاشيق بعدن.
خسارة كبيرة
ووصف المحلل السياسي اليمني علي الفقيه، مقتل المداني بـ "الخسارة الكبيرة" لجماعة الحوثي.
وقال الفقيه: " المداني من القيادات الميدانية الكبيرة ومقرب جدا من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي وشارك في الجولات الأخيرة من حروب صعدة ويحظى بثقة زعيم الجماعة ويعتبر من صف أبوعلي الحاكم بالإضافة إلى كونه صهر زعيم الجماعة، وترتبط العائلتان بعلاقات قوية ومصيرية منذ أكثر من قرن من الزمان كونهما عائلتان ارتبطتا بالحكم في عهد الأئمة ما قبل ثورة سبتمبر ".
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة العين: "أعتقد أن خسارة الجماعة لقيادة بهذا الحجم يشكل خسارة كبيرة على صعيد القيادات الميدانية لأنه ليس كل القيادات لديهم صلاحيات كبيرة مثل المداني للتوجيه والتخطيط واتخاذ القرار فيما يتعلق بالعمليات الميدانية بعيدا عن زعيم الجماعة والمجموعة المحيطة به".
وأشار إلى أن التكتم على مقتله يأتي بغرض الحفاظ على معنويات المقاتلين وعدم إشعارهم بالضربات القوية التي تتعرض لها الجماعة في الميدان.
وتكرر تكتم الجماعة على مقتل قيادات بارزة وبحكم البنية العقائدية للجماعة فإنها تمتلك القدرة على إخفاء خبر مقتل قيادي بهذا الحجم طوال هذه الفترة.
الذراع الأيمن
ويرجح الصحفي ذويزن مخشف مقتل طه المداني، الذراع الأيمن لزعيم الجماعة الحوثية، في العند شمال لحج أثناء تحرير القاعدة العسكرية في يوليو 2015، مشيرا إلى أن المليشيات تكتمت خبر مقتله ولم تفصح خوفا من أن يؤثر ذلك على معنويات المقاتلين.
وأوضح مخشف أن المداني هو من قاد الهجوم على دار الرئاسة في فبراير 2015 ويعد مقتلة ضربة كبيرة للجماعة الآن، وأن إعلان مقتله بعد عام من مصرعه لن يؤثر بسبب خسارة الجماعة لعدد كبير من القيادات الميدانية ولم يعد إخفاء مقتله مجديا في هذه الحالة.