بين الوردي والأبيض.. بيلوسي تحبس أنفاس العالم وتغادر تايوان بسلام
أيام والعالم يحبس أنفاسه، بعد أن تحدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الصين، وعزمت على زيارة تايوان متجاهلة تهديد سلامتها.
فلوهلة ظن العالم أن الصين والولايات المتحدة، القوتين النوويتين، قاب قوسين أو أدنى من حرب طاحنة، بسبب تصاعد لهجة التهديدات بين واشنطن وبكين، التي ترفض بشكل قاطع زيارة بيلوسي لتايوان.
وزاد من توقع الخطر إضافة إلى التهديدات الصادرة من الصين باستهداف طائرة بيلوسي إن عبرت أجواء تايوان، الوضع العالمي المحتقن والمتوتر بين القوى الكبرى حاليا، على خلفية اندلاع الحرب في أوكرانيا وما لحق بها من إعادة تشكيل التحالفات وترتيب الأوضاع في النظام الدولي على نطاق واسع.
وقال تقرير لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق إن التوتر حول زيارة بيلوسي يعتبر "غيضا من فيض"؛ إذ يخشى المسؤولون الأمريكيون أن يفكر الرئيس الصيني شي جين بينج في استخدام القوة لفرض السيطرة على جزيرة تايوان.
في هذا الجو المشحون صدرت تهديدات قوية من الصين للمسؤولة الأمريكية التي تحتل الرتبة الثالثة في بروتوكول ترتيب الشخصيات الهامة بالولايات المتحدة.
ومع اقترابها من تايوان حلقت مقاتلات صينية فوق مضيقها، فيما قالت وسائل إعلام صينية إن الطائرة التي تقل رئيسة مجلس النواب الأمريكي تقترب من تايوان من بحر الفلبين لتجنب اعتراض الجيش الصيني لها.
لكن في النهاية حطت طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي في مطار سونجشان بتايوان، بعد متابعة إعلامية حثيثة لمسار الرحلة القادمة من ماليزيا في سياق جولة آسيوية قادتها أولا إلى سنغافورة، وستواصلها نحو كوريا الجنوبية واليابان.
وعقب وصولها إلى تايبيه أعلنت بيلوسي، أن وفدها جاء إلى تايوان بدافع "السلام للمنطقة" ودعم الديمقراطية ومؤازرة حليفتها الآسيوية، المتمتعة بحكم ذاتي، وتشدد الصين في ذات الوقت على تبعيتها لها، وبعدما التقت المسؤولين في البلاد غادرت رئيسة مجلس النواب الجزيرة بسلام في ثوب أبيض بعدما قدمت وهي ترتدي اللون الوردي.