"حصار تعز جريمة".. حملة يمنية لفضح تعنت الحوثي
كثف اليمنيون حملات الضغط لفتح شرايين الحياة إلى مدينة تعز المحاصرة عبر توسيع رقعة الاحتجاجات التي تفضح تعنت الحوثي ورفضه للسلام.
وأطلق باحثون وناشطون وإعلاميون في اليمن حملة ضغط جديدة تحت وسم "حصار تعز جريمة"، في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بالتزامن مع وضع المبعوث الأممي إلى اليمن لمساته الأخيرة لإعلان الاتفاق بكامل تفاصيله المتوقع، غدا السبت.
- حرب وعار وعزلة.. "الحوثي" يفاقم مأساة مرضى الجذام في اليمن
- الحوثي في تعز.. مفاوضات على الطاولة وتلغيم على الأرض
وبحسب مصادر يمنية فإن مباحثات الأردن حققت تقدما نسبيا، مساء الجمعة، بعد موافقة مبدئية لطرفي الشرعية والحوثي على مقترح أممي يقضي بفتح ممر إنساني رئيسي يستهدف فك جزئي لحصار تعز لتخفيف معاناة سكانها.
ويرى ناشطون يمنيون أن مباحثات الأردن أثبتت مجددا تعنت الحوثي تجاه السلام الذي يعري إرهاب المليشيات، كجماعة تريد أن تسعر الحرب ضمن شبكة بيادق وتجار حروب تعمل بالوكالة لصالح النظام الإيراني.
وتحت هشتاق "#حصار تعز جريمه" أكد اليمنيون أن إصرار مليشيات الحوثي ورفضها فتح منافذ إنسانية إلى تعز طيلة 3 أيام من المشاورات التي انطلقت، الأربعاء الماضي، يعبر عن نكثها التاريخي بالعهود وعدوانها ضد السلام.
وكتب مستشار وزير الإعلام اليمني فهد طالب الشرفي أن"الأيام والسنين والأحداث والتاريخ، تثبت أن الحوثية حركة حرب وإرهاب وليست مشروعا سياسيا قابلا للشراكة أو السلام"، مستشهدا بانقلابها على كل الاتفاقات ونقضها كل المعاهدات منذ حربها الأولى عام 2004.
وأضاف على حسابه في "تويتر" تابعته "العين الإخبارية"، أن "الحوثيين كذبوا على الشعب اليمني والإقليم والعالم خلال جولات الحروب قبل 2004، بدعوى أنهم كانوا في صعدة يدافعون عن أنفسهم من اعتداءات الجيش".
واستدرك قائلا: "لكن السؤال الساخر الآن يقول هل أتيتم إلى تعز بسلاحكم وعدوانكم عليها لتحاصروها تحت مبرر الدفاع عن النفس؟.. إن حصار تعز جريمة".
رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي هو الآخر غرد قائلا: إن "التحالف بقيادة السعودية فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والحوثي يصر على حصار تعز".
وأشار إلى أن التحالف عمل في دعم تأهيل شريان حيوي إلى مدينة تعز عبر هيجة العبد لتخفيف معاناة أهل تعز، ليثبت حرصه على رفع معاناة الشعب اليمني فيما يثبت الحوثيون أنهم عدو للشعب، بدلالة جريمة حصار تعز.
ويوافقه في الرأي رئيس مركز نشوان للدراسات باليمن عادل الأحمدي، الذي قال إن هناك فارقا كبيرا بين مشروع الموت ومشروع الحياة بين ملالي إيران الذين يخنقون تعز وأشقائنا في السعودية الذين يعبّدون الطرقات.
وذكر على حسابه في موقع "تويتر"، تصفحته "العين الإخبارية"، أن "رفع الحصار الكهنوتي الإيراني عن تعز يعد أولوية وطنية لا تقبل التأجيل، وأن فك الحصار يعد خطوة أولى باتجاه النصر" على خطى أن معابر الحياة لا تفتح إلا بمعابر الرصاص.
وبالنسبة للباحث السياسي الأحمدي فإن "الوقوف اليوم مع تعز في وجه الحصار الحوثي الخانق هو وقوف مع إرادة الخير ضد مشروع الشر.. ودليل استحقاق للحياة الكريمة"، مشيرا إلى أن تعز هي قلب اليمن وتقطيع شرايينها معناه إصرار حوثي على قتل اليمن كله.
وطالب الناشطون اليمنيون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية لإنقاذ مدينة تعز من الحصار الحوثي.
وأشاروا إلى أن "الدواعي الإنسانية التي تذرعت بها الضغوط الأممية والدولية تجاه الشرعية في اليمن للحصول على تنازلات قاسية، استبقت تعز رهينة حصار نازي حوثي شجع المليشيات على الرفض واستغلال اتفاقيات السلام لتحقيق مكاسب سياسية وحربية.
كانت تعز قد شهدت الجمعة 4 وقفات احتجاجية نفذها مواطنون وناشطون أمام شرايين الحياة التي تغلقها مليشيات الحوثي وذلك ضمن تصعيد شعبي واسع النطاق يستمر للأسبوع الثاني على التوالي.
وفيما يراوغ الحوثيون على فتح الطرقات، تطوي الهدنة الإنسانية أيامها سريعا ولم يتبق منها غير 6 أيام، ولا يزال مصير تمديدها خاضعا لمقايضة المليشيات التي تبحث عما تسميه "مزايا اقتصادية وإنسانية".
وكان الفريق الحكومي هدد في وقت سابق، الجمعة، بالانسحاب من المباحثات مع مليشيات الحوثي، إثر تعنت الانقلابيين ورفضهم فتح الطرقات إلى مدينة تعز.
ودخلت الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان الماضي وتستمر حتى 2 يونيو/حزيران المقبل، حيث استوفت الحكومة اليمنية تنفيذ بنودها الإنسانية عبر تدفق الوقود عبر ميناء الحديدة ورحلات إلى مطار صنعاء، فيما لم ينفذ الحوثي أي بند بما فيه رفع حصار تعز وتسليم المرتبات.
وعرقلت مليشيات الحوثي بشكل متكرر الجهود الأممية لفتح الممرات والطرقات إلى تعز التي يسكنها أكثر من 5 ملايين نسمة، كان آخرها تفاهمات بموجب اتفاق ستوكهولم والذي وافق الانقلابيون عليه قبل أن يتنصلوا عن تعهداتهم.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4yMzEg جزيرة ام اند امز