كابول تحت سيطرة طالبان.. خوف ونقاط تفتيش وحظر تجول
باتت العاصمة الأفغانية تحت سيطرة طالبان، وفتش مسلحوها منازل ومكاتب المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام، ناشرين الخوف في كل مكان.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المسلحين نصبوا نقاط تفتيش عبر المدينة التي يعيش فيها 6 ملايين، وفرضوا حظر تجوال يبدأ في تمام الساعة التاسعة مساء، وسيطروا على مواقع الجيش والشرطة.
وقالت روزينا، أفغانية كندية تزور كابول مع زوجها، إن مقاتلي حركة طالبان جاؤوا إلى فندقهم، صباح الإثنين، بينما كانت في الحديقة الخلفية.
وبشعورها بالخوف، ركضت على السلالم متجهة إلى غرفتهما. وبعد دقائق، دخل مقاتلو طالبان مع مدير الفندق الذي أقنعها بالخروج من المرحاض حيث كانت تختبئ.
وفتش ثلاثة مسلحين حقيبتها وأمتعتها، وتحققوا من جواز سفرها، ووجهوا إليها بعض الأسئلة حول علاقتها بزوجها، بحسب قولها، مطالبين بالاطلاع على وثيقة الزواج. واحتج زوجها قائلًا إن المسلمين المتدينين لا يتعدون على خصوصية زوجته، فصفعوه على وجهه وضربوه بأسلحتهم على ظهره.
وبمجرد مغادرة المقاتلين، هربت روزينا وزوجها من الفندق، وقالت: "كنت خائفة من أن يأخذوا زوجي أو يختطفوني."
وبدا أن طالبان تمتنع عن الاعتقالات الجماعية الفورية أو العنف في كابول، لكن سلوكها خلال الأسابيع الأخيرة يرجح أنها ستسعى للانتقام على الأقل من بعض من عملوا مع الحكومة أو الدول الأجنبية.
ومع سيطرة المسلحين على الأراضي بشتى أنحاء أفغانستان، أبلغ سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم عن عمليات إعدام ناجزة لجنود تابعين للحكومة، والزواج القسري بين النساء ومقاتلي الحركة، وهجمات غير مبررة على المدنيين.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه بعد يوم واحد من سقوط العاصمة، سيطر المقاتلون على الشوارع، وفتشوا منازل ومكاتب المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام.
وفي الجزء الشمالي من العاصمة، ترددت أصوات طلقات نارية من المطار، وسط الفوضى التي أحدثها آلاف من الأشخاص الذين يحاولون الصعود على متن طائرات الإخلاء للهروب من البلاد، بحسب المصدر نفسه.
وطبقًا للصحيفة، تسببت جهود الولايات المتحدة لإخلاء مواطنين من مطار يطوقه مقاتلو طالبان في مشاكل لحلفائها الذين يحاولون إعادة مواطنيهم لبلادهم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن طالبان تستهدف على ما يبدو المباني الحكومية، لكنهم أظهروا سلطتهم أيضًا في الأحياء بوضع مقاتلين خارج بوابات المباني السكنية.
وقالت سياسية امرأة إن مقاتلي طالبان جاؤوا إلى منزلها، الإثنين، ونزعوا السلاح من حراسها. وكان المسلحون قد أرسلوا لمنعها من المغادرة، على حد قولها.
وأضافت موظفة حكومية في العشرينات من العمر أن مقاتلي طالبان وصلوا إلى البوابة خارج مبنى شقتها، صباح الإثنين، "وكنت بداخل منزلي، وكنت أرتجف. أغلقنا كل باب."
وأشارت إلى أن المسلحين تركوا الناس وشأنهم في الغالب، لكنهم صرخوا على الأطفال الذين حدقوا بهم.
وقالت السيدة إنها أحرقت كل وثيقة تربطها بالعمل مع الحكومة، تحسبًا لاقتحام طالبان لمنزلها، مضيفة: "لا زال لدي شهادات الجامعة. لا أريد حرق كل العمل المضني الذي بذلته."