عرب إسرائيل والانتخابات.. إحباط تواجهه أغنية "راب"
عنصرية حكومة الاحتلال دفعت الكثيرين من العرب لمقاطعة الانتخابات، فلم يكن أمام تامر نفار، إلا أن يلهب حماس أبناء جلدته بأغنية تحثهم على المشاركة، كحق أصيل لهم
قد يجد البعض أن الموسيقى أقوى بكثير من المهرجانات الخطابية أو التصريحات التى تحث وتشجع على المشاركة فى الانتخابات، وكلهم قناعة أن الغناء يلامس شغاف القلوب فسرعان ما يُلهب حماس الناخبين.
مشهدٌ يتجسد اليوم في إسرائيل وبالتحديد، لدى العرب هناك الذين اكتووا بعنصرية حكومة يمينية لم تُغير من الواقع شيئا، بل زادته سوادا، الأمر الذي دفع كثيرين من هذه الأقلية إلى الشعور بالإحباط ومقاطعة انتخابات الكنيست المقررة غدا الثلاثاء.
إحباطٌ واجهه مغني الراب العربي المعروف تامر نفار، بأغنية حماسية تحث على أهمية التصويت كمواطن عربي يعيش في إسرائيل، لصد الهجوم العنصري الذي يتعرض له أبناء جلدته.
وبكلمات قاسية لامست روح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جاءت أغنية تامر تقول: "ما قلتش (لم أقل) راح (سوف) نحرر فلسطين، بس إذا صوتنا ممكن يُحذف (أفيغدور) ليبرمان، يُسجن بيبي ( بنيامين نتنياهو) ، إحنا (نحن) جاهزين، الفاشي ماشي".
وتضيف كلمات الأغنية التي انتشرت على نحو واسع في أوساط المواطنين العرب "اعمل معروف، حط (ضع) الكسل على جنب، حط عدم الأمل على جنب، حط الببجي (لعبة ) على جنب، خلينا (دعنا) نمشي مرة واحدة مع بعض، الشعارات بتتهمش جنب كلمة مع بعض، باللحظة هاي (هذه) في تهديد علينا و على أولادنا، شو (ما هو) قرارنا؟".
"بدي (أريد) أصوت، مش (ليس) منطقي أتنازل عن هاي (هذه) الأداة، لما ما عندناش ل(لم يكن لدينا) أدوات غير، بدي أصوت، من أجل كل لاجئ ولاجئ بدي أصوت، من أجل المعنفات بالملاجئ بدي أصوت".
وبكلمات أخرى تعكس واقع الحال في أوساط المواطنين العرب بإسرائيل، مضى تامر يردد "الفاشي ماشي، كل شي ماشي، كل شي ماشي معاه، يا بنصوت يا بنصفي (ينتهي بنا المطاف) خارج هاي البلاد".
- خبراء لـ"العين الإخبارية": مصير نتنياهو في قبضة الناخبين العرب
- إيمان خطيب.. عربية محجبة تسعى لعضوية الكنيست الإسرائيلي
ويشكل المواطنون العرب نحو 20% من عدد السكان البالغ 8.6 ملايين نسمة، وتشكل قوتهم الانتخابية نحو 17% ممن لهم حق الاقتراع، ما يجعلهم قادرين في حال استخدموا حقهم التصويتي بالكامل على الحصول على 20 مقعدا في الكنيست المكون من 120 نائبا.
ولكن نسبة تصويت المواطنين العرب عادة ما تكون أقل من النسبة العامة، ففي عام 2015 بلغت 63% مقارنة مع نسبة عامة بلغت 72%.
وحصل المواطنون العرب على 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي ما يشكل 11% من عدد مقاعد البرلمان.
وفي انتخابات 2015، خاضت 4 أحزاب الانتخابات ضمن قائمة واحدة أطلقوا عليها "القائمة المشتركة"، وشكلت نموذجا لقوة العرب في حال اتحدوا.
غير أن "القائمة المشتركة" لم تدم طويلا، إذ تخوض الأحزاب الأربعة الانتخابات ضمن قائمتين ترجح استطلاعات الرأي العام في إسرائيل حصولهما معا على ما بين 11-12 مقعدا.
ولاعتبارات عديدة، يتوقع مراقبون بأن تتراوح نسبة المواطنين العرب المشاركين في الانتخابات القادمة بين 54 إلى 55% من أصحاب حق الاقتراع.
وإضافة إلى دعوات المقاطعة فإن الشعور بعدم المبالاة بالانتخابات تعزز المخاوف من عدم استخدام المواطنين العرب أصواتهم من أجل التغيير.
وإلى جانب أغنية تامر، برزت دعوات من سياسيين وأيضا فنانيين في أوساط المواطنين العرب.
ويقول الفنان والمخرج محمد بكري في تسجيل مصور" إلى الجيل المقاطع للانتخابات، أنا احترمكم وأقدركم ولكن نحن في وضع لا يسمح لنا أن نقاطع الانتخابات، صوتوا للأحزاب العربية فقط ".
وأضاف بكري" صوتوا للأحزاب العربية، بإمكاننا أن نسقط نتنياهو وأن نضعه في السجن ويجب أن نضعه في السجن ، هو (نتنياهو) صاحب قانون القومية الذي يريد أن نخرج من هذه البلاد ، بلادنا الأصلية ، يريد أن يمارس الترانسفير ضدنا، إن شاء الله سنعمل له ترانسفير إلى داخل السجن " في إشارة إلى اتهامات الفساد ضد نتنياهو.
وكان وديع أبونصار، الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي قال لـ"العين الإخبارية"، إن "الحديث يدور عن نسبة تصويت قد لا تزيد عن 55% في حين أنه لو وصلت النسبة إلى 70% فإن احتمالات إسقاط نتنياهو تبدو مؤكدة، أما بنسبة تصويت 55% فإنه نتنياهو لن يبقى فقط ولكنه سيفتح المجال لتشكيل حكومة يمينية أكثر تشددا من الحكومة الحالية، والعرب هم من سيدفعون الثمن وكذلك الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأوضح أبو نصار:" الآن يراهن نتنياهو وأحزاب اليمين على أن تكون نسبة المصوتين العرب منخفضة وهو ما سيسمح لأحزاب اليمين الصغيرة باجتياز نسبة الحسم وربما يهدد فرص أحزاب عربية بالفوز في الانتخابات".