يشكل المواطنون العرب نحو 20% من عدد سكان إسرائيل البالغ 8.6 مليون نسمة، وتشكل قوتهم الانتخابية نحو 17% ممن لهم حق الاقتراع
في حال تمكنها من النجاح في الانتخابات الإسرائيلية العامة التي تنطلق الثلاثاء المقبل، ستصبح إيمان ياسين خطيب أول نائبة ترتدي الحجاب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي.
وتخوض خطيب الانتخابات على قائمة تحالف القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي، وهو تحالف تتنبأ استطلاعات الرأي العام في إسرائيل حصوله على ما بين 4 إلى 6 مقاعد في الانتخابات المقبلة.
ولكن خطيب تتواجد في المقعد التاسع من القائمة ما يجعل فرصها في الوصول إلى مقاعد الكنيست صعبة.
باتت خطيب أول امرأة تخوض انتخابات الكنيست على قائمة الحركة الإسلامية–الجناح الجنوبي (القائمة العربية الموحدة) ما سجل سابقة في تاريخ الحركة التي تمثل منذ سنوات في الكنيست الإسرائيلي من خلال ممثلين رجال.
وتؤيد الحركة الإسلامية-الجناح الجنوبي خوض انتخابات الكنيست خلافا للحركة الإسلامية-الجناح الشمالي التي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات.
إيمان ياسين خطيب، 54 عاما، انتصرت على مرض السرطان قبل 9 سنوات، وتأمل في أن تشق طريقها إلى الكنيست.
وقالت، في شريط مسجل: "قبل 9 سنوات اكتشفت أنني مريضة بالسرطان، وهناك الكثيرون الذين يعتقدون أن السرطان آخر محطة بالحياة، ولكنني كنت أريد أن أعيش من أجل أهلي وأولادي وناسي، وهذا كان دافعا لي من أجل أن أتحدى".
وأضافت خطيب: "بعد سنة من العلاج، عملنا حملة تبرعات وجلبنا جهازا للعلاج، بات ينقذ عشرات آلاف من النساء من منطقة الناصرة".
وليست الخطيب المرأة الوحيدة التي تخوض الانتخابات للكنيست لهذا العام، فهناك العديد من النساء العربيات على عدد من القوائم، ولكن التقديرات تشير إلى إمكانية فوز 4 منهن.
فإلى جانب خطيب، تخوض هبة يزبك وشيماء هنداوي الانتخابات على قائمة تحالف القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي.
ولكن فرص يزبك، 34 عاما، بالوصول أكبر لوجودها في المقعد الرابع للقائمة.
وتقول يزيك في شريط دعائي: "عندنا خطة وعندنا أولويات، ولدينا قرار حول كيفية العمل، سأكون عضوة كنيست جديدة ولكنني أعلم إلى أين ذاهبة وعلى ماذا سأركز؟، سأدافع عن حقوق المهمشين وسأمثل شعبا بكرامة، أمضي وأنا على علم بأن لدي دورا مركزيا كعاملة اجتماعية وناشطة سياسية".
وللمرشحة عن قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية للتعبير عايدة توما سليمان فرصة كبيرة للتمثيل مجددا في الكنيست الإسرائيلي.
وتقول سليمان في شريط دعائي: "قلناها لنتنياهو والعنصريين من على منبر الكنيست، ونقولها اليوم في الميادين، وسنقولها بشكل أوضح في 9 نيسان/أبريل في الصناديق، نحن أهل البلاد الأصليين".
وكانت سليمان فازت ضمن القائمة العربية المشتركة في الكنيست في انتخابات عام 2015 حيث برز دورها أساسا في قضايا المرأة.
ولسليمان فرص أفضل من سندس صالح التي تخوض الانتخابات على نفس القائمة ولكن في المقعد السابع، ما يجعل فرصها في الوصول إلى الكنيست غير مضمونة وإن كانت ممكنة.
وتقول صالح في شريط دعائي: "أنا ابنة المشهد التي تعتز وتفتخر ببلدها وأهلها".
وتضيف: "نعيش تحديات عديدة وصعوبات كبيرة في ظل سياسات عنصرية تمييزية، لن تمثلنا الأحزاب الصهيونية في البلاد، ولن ينجح العرب في تمثيلنا من داخل الأحزاب الصهيونية، صوتنا للأحزاب العربية".
ولا يقتصر تمثيل النساء العربيات على الأحزاب العربية، إذ تخوض الإعلامية غدير مريح، 34 عاما، الانتخابات على قائمة تحالف "أزرق أبيض" برئاسة الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس.
ولـ"مريح" مقعد مضمون على القائمة يؤهلها في الوصول إلى الكنيست.
وتنحدر "مريح" من الطائفة الدرزية، التي يخوض بعض رجالها الانتخابات على قوائم يمينية، وتقول مريح في شريط دعائي: "أَخواتي: نحن نصنع التاريخ، نحن على الأجندة العالمية".
ويشكل المواطنون العرب نحو 20% من عدد السكان البالغ 8.6 مليون نسمة، وتشكل قوتهم الانتخابية نحو 17% ممن لهم حق الاقتراع، ما يجعلهم قادرين في حال استخدموا حقهم التصويتي بالكامل على الحصول على 20 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا.
ولكن نسبة تصويت المواطنين العرب عادة ما تكون أقل من النسبة العامة، ففي عام 2015 بلغت نسبة المصوتين العرب 63% مقارنة مع نسبة عامة بلغت 72%.
وحصل المواطنون العرب على 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي ما يشكل 11% من عدد مقاعد الكنيست.
وفي انتخابات 2015، خاضت 4 أحزاب إسرائيلية الانتخابات ضمن قائمة واحدة أطلقوا عليها "القائمة المشتركة"، وشكلت نموذجا لقوة العرب في حال اتحدوا.
ولكن "القائمة المشتركة" لم تدم طويلا، إذ تخوض الأحزاب الأربعة الانتخابات ضمن قائمتين ترجح استطلاعات الرأي العام في إسرائيل حصولهما معا على ما بين 11-12 مقعدا.
ولاعتبارات عديدة، يتوقع مراقبون بأن تتراوح نسبة المواطنين العرب المشاركين في الانتخابات القادمة بين 54 إلى 55% من أصحاب حق الاقتراع.