رئيس «سلامة الغذاء» المصرية: نراقب كل ما يأكله المواطنون.. والملف «أمن قومي» (حوار)

أسست الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر، شبكة من المعامل الحدودية والمكاتب الإقليمية بالمحافظات، لمراقبة كل ما يأكله المصريون من الإنتاج المحلي، أو من المستورد، فضلا عن ما يعتزمون تصديره، وذلك في إطار استراتيجية تجعل من سلامة الغذاء المصري أولوية.
وبرز اسم الهيئة القومية لسلامة الغذاء بشكل كبير في مصر خلال الأشهر الماضية، بعد أن تصدت بقوة لواحدة من أشهر سلاسل بيع الحلويات والأغذية، وألزمتها باتخاذ إجراءات تصحيحية ووقائية لمنع التلوث العرضي بالميكروبات الممرضة.
"العين الإخبارية" حاورت الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر، لتسليط الضوء على التطور الذي حدث في دور الهيئة، وكشف الكواليس التي مكنتها من رفع كفاءتها بشكل كبير للقيام بدورها على الوجه الأمثل.
وقال الهوبي إن الهيئة بدأت فعليًا في أداء دورها الرقابي والتوجيهي الكامل على منظومة الغذاء الوطنية عقب صدور قانون إنشائها عام 2017، وهو القانون الذي منح الهيئة صلاحيات شاملة ومتكاملة لمتابعة وضمان سلامة المنتجات الغذائية في كافة مراحل تداولها، من المزرعة حتى المائدة، سواء تلك المخصصة للاستهلاك المحلي أو الموجهة للتصدير.
وأضاف الهوبي في حديث خاص لــ"العين الإخبارية" أن أحد أبرز الإنجازات التي تحققت منذ ذلك الحين، هو بناء منظومة تشريعية وتنظيمية متكاملة تتضمن خارطة واضحة من اللوائح الفنية والتشريعات المرجعية، والتي تم تصميمها لتتماشى مع أرقى المعايير الدولية في مجال سلامة الغذاء، وعلى رأسها المرجع العالمي المتمثل في "دستور الغذاء – Codex Alimentarius"، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحة العالمية.
بنية تحتية قوية
وأشار الهوبي إلى أن الهيئة لم تكتفِ بالتنظير أو التشريع، بل شرعت في تأسيس بنية تحتية قوية من خلال إنشاء وتطوير شبكة من المعامل المعتمدة التابعة لها، والتي جرى توزيعها بعناية في كبرى الموانئ والمطارات والمنافذ الحدودية، سواء البرية أو البحرية، لضمان فاعلية الرقابة على الأغذية المستوردة والمُصدّرة على حد سواء، ولتحقيق سرعة الاستجابة في حالات الطوارئ الغذائية أو الاشتباه في تلوث أي منتج غذائي.
ولفت إلى أن الهيئة قامت كذلك بإنشاء منظومة من المكاتب الإقليمية المنتشرة في مختلف محافظات مصر، بما يسمح بمتابعة دقيقة على مستوى الجمهورية، ويُعزز من القدرة على التدخل السريع والفوري عند الحاجة، فضلًا عن دعم المنتجين المحليين بإرشادات مستمرة تضمن الالتزام بمعايير السلامة والجودة.
الأمن القومي المصري
وأكد الهوبي أن الهيئة لا تعمل بمعزل عن المجتمع العلمي أو التجارب الدولية، بل تحرص على تنظيم منتديات ولقاءات علمية متخصصة بشكل سنوي، تستضيف فيها نخبة من الخبراء الدوليين والوطنيين في مجالات سلامة الغذاء والتقنيات المرتبطة بها، مشيرًا إلى أن تلك الفعاليات تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز المعرفة لدى الكوادر المصرية، مع التركيز على تأهيل جيل جديد من الشباب المتخصصين في هذا المجال الحيوي، ليكونوا في المستقبل القريب قادرين على قيادة منظومة متطورة لسلامة الغذاء تتماشى مع تطلعات الدولة المصرية في التنمية المستدامة.وشدد الهوبي على أن الهيئة تنظر إلى ملف سلامة الغذاء بوصفه جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ومن حق كل مواطن أن يحصل على غذاء آمن وسليم وصحي، متابعًا لذلك، فإننا نعمل وفق رؤية شاملة تهدف إلى تهيئة بيئة غذائية وطنية أكثر أمانًا واستدامة، من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتحديث التشريعات، وتطوير القدرات البشرية، والارتقاء بثقافة السلامة والجودة لدى المجتمع، سواء على مستوى المستهلك أو المُنتج.