طهران تركع أمام واشنطن: سنتفاوض
تراجعت إيران عن موقفها المتعنت، وبدأت تدرك أنه لا إحياء للاتفاق النووي المبرم عام 2015 دون الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن.
ومنذ مقتل قائد فيلق القدس بمليشيات الحرس الثوري، الإرهابي قاسم سليماني في غارة أمريكية عام ٢٠٢٠، تعتبر إيران أن التفاوض مع واشنطن بمثابة "الشيء المحرم".
لكن لا شيء ثابت في سياسة طهران فهي تتحرك وفق مصالحها كما أن ضغط الشارع بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية لا يمكن غض الطرف عنه.
وفي أحدث موقف، قال الجنرال محمد إسماعيل كوثري، قائد قوات فيلق "محمد رسول الله" بالحرس الثوري، المكلف بحماية طهران،، الأربعاء، ، إنه:"من المرجح أن ندخل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن".
حديث كوثري الذي يشغل أيضا عضوية لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، جاء خلال مقابلة مع موقع "عصر إيران" الالكتروني.
وقال:"قد نتفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة وذلك من المرجح إذا تم رفع العقوبات المفروضة على إيران".
ورأى كوثري أن "المفاوضات هذه المرة مختلفة جداً عن سابقاتها، وإذا رفعت أمريكا العقوبات عننا، أتوقع أن نتفاوض معها بشكل مباشر".
وجدد تمسك بلاده بمواصلة عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 % .
وفيما يتعلق بإمكانية التوصل للاتفاق في الجولة الحالية من محادثات فيينا التي بدأت أمس الثلاثاء، قال كوثري: "أستبعد ذلك، الأمريكيون يريدون منا تقديم تنازلات، لذلك ستكون المفاوضات طويلة".
وتشهد الساحة السياسية الإيرانية في الآونة الأخيرة سجالاً بعد الحديث عن إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب 2018.
انقسام إيراني
تصريحات المسؤولين في طهران عن العودة للتفاوض مع واشنطن جاءت بسبب المعاناة التي تواجهها البلاد والضغط الاقتصادي نتيجة العقوبات.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، إن طهران ستدخل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن إذا لزم الأمر، لكن عبد اللهيان تراجع عن موقفه هذا أمس الثلاثاء، وقال خلال جلسة سرية في البرلمان "نحن لا نثق بالأمريكيين ولن ندخل في مفاوضات مباشرة مع واشنطن".
ونقل العضو بالبرلمان الإيراني علي رضا بيجي، عن عبد اللهيان قوله إن "الأوروبيين يقولون لنا إن رفع العقوبات هي مشكلة إيران مع أمريكا، فعليكم الذهاب وحل مشكلتكم مع الأمريكيين".
وفي وقت سابق الأربعاء، استبعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، إمكانية احياء الاتفاق النووي، زاعماً أن "الحكومة الأمريكية لا يبدو أنها تملك تماسكاً لدفع المفاوضات في فيينا نحو الأمام عبر اتخاذ قرارات سياسية".
لكن المفاوضات المباشرة مع أمريكا تحتاج إلى موافقة مسبقة من المرشد علي خامنئي الذي يمسك بالملفات المهمة ومنها السياسة الخارجية والتعامل مع واشنطن.
ونظر البعض لإعلان الحرس الثوري اليوم، تصنيع صاروخ باليستي بمدى يصل إلى 1450 كم من الجيل الثالث الذي يعمل بالوقود الجامد ويسمى "خيبر الضارب"، محاولة من الحرس الذي يعد ثقلا كبيرا في النظام الإيراني، لعرقلة المفاوضات الجارية في فيينا، أو خطوة تكشف عن وجود انقسام داخل المؤسسة العسكرية حيال التعامل مع واشنطن.