إيران تذوق مرارة الإرهاب الإلكتروني.. الفاعل مجهول
ذاع صيت إيران في عمليات قرصنة واختراق لمنشآت وحسابات ومؤسسات، خاصة في الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تذوق اليوم مرارة تلك النوع من العمليات إذا جاز تسميتها "الإرهاب السيبراني".
وأعلنت وزارة الطرق الإيرانية، اليوم السبت، وقوع خلل تقني في أنظمتها الخاصة بالحواسيب الآلية والشبكة المعلوماتية، ما أدى لتعذر الوصول إلى منافذ الوزارة الإلكترونية والمواقع التابعة لها.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن رئيس مركز العلاقات العامة في وزارة الطرق الإيرانية، قاسم بي نياز، قوله: "قبل ظهر اليوم ظهر عطل فني في أنظمة الحواسيب الآلية والشبكة المعلوماتية لموظفي وزارة الطرق، بعد ذلك تعذّر الوصول إلى منافذ الوزارة الإلكترونية والمواقع التابعة لها".
وقال "نياز" إن الخبراء التقنيين يعملون على معرفة سبب ذلك، والتحقيق جار لمعرفة الأسباب.
ولا تزال العديد من المؤسسات الحكومية الإيرانية تستخدم نسخة نظام التشغيل "ويندوز إكس بي" التي لم تعد آمنة منذ فترة طويلة، ومليئة بالثغرات المختلفة التي تسهل مهمة المتسللين.
وبحسب مسؤولين إيرانيين، فإن العديد من المكاتب، والشركات، والهيئات العامة والخاصة، إما ليس لديها خبير لأمن الشبكات على الإطلاق وإما توظف غير متخصصين لخفض التكاليف.
ويعد القانون نفسه أحد العيوب إزاء الحفاظ على أمان بيانات الإيرانيين، حيث يجرم المستخدم وموقع الويب في حالة نشر محتوى مخالف للقوانين المحلية.
ولكن عند اختراق معلومات الأشخاص وتسريبها، لا أحد يتمكن من تغريم أو تحميل الشركة مسؤولية سبب عدم حماية أو تشفير بيانات المستخدمين.
يشار إلى أن تسرب معلومات مستخدمي الهواتف المحمولة في إيران له تاريخ طويل حيث أكدت السلطات المحلية في إيران قبل 4 سنوات قرصنة ونشر معلومات تتعلق بحوالي 20 مليون مشترك لدى شركة "إيرانسل" المشغل الثاني لخدمات الهواتف المحمولة محليا.
وسربت في أبريل/ نيسان 2020، معلومات تخص 42 مليون مستخدم إيراني لتطبيق تليجرام عبر إحدى النسخ غير الرسمية (التطبيق محجوب في إيران) عبر الإنترنت.
وشهدت السكك الحديدية في إيران، أمس الجمعة، ارتباكا شديدا جراء تعرض شركة القطارات الوطنية لهجوم سيبراني مجهول المصدر، كما تعرضت أنظمة الحواسيب التابعة للشركة لخلل فني نتيجة هجوم سيبراني، ما أدى إلى تعليق وإيقاف عمل مئات خطوط القطارات، وخلل في مراكز بيع التذاكر والخدمات الإلكترونية المتعقلة بالمسافرين وأمتعتهم.
وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن شاشات إعلان ساعات وصول ومغادرة القطارات توقفت عن العمل في العديد من المحطات وظهر عليها إعلان بوجود تأخير كبير في حركة القطارات جراء الهجوم، مؤكدة أن تعطل حركة القطارات أدى إلى ازدحام في المحطات في ظل جائحة كورونا.