خبيران جزائريان لـ"العين": الجيش يشن ضربات استباقية ضد الإرهاب
تصفية أبرز مطلوب للأجهزة الأمنية
القضاء على المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الجزائرية والمصنف ضمن أخطر القيادات الإرهابية النشطة في ولايات الوسط والغرب الجزائري.
أعلن بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية، أن مفرزة تابعة للجيش الوطني الشعبي، تمكنت بالتنسيق مع المصالح الأمنية، من القضاء، الأربعاء، على أمير المنطقة الغربية الساحلية للتنظيم الإرهابي "جند الخلافة" في منطقة (قوراية) التابعة لولاية تيبازة (75 كم غرب الجزائر العاصمة).
الإرهابي الذي تم القضاء عليه المكنى "عقبة"، يعتبر المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الجزائرية التي صنفته ضمن أخطر القيادات الإرهابية النشطة في ولايات الوسط والغرب الجزائري.
وأضاف بيان وزارة الدفاع الجزائرية، أن هذا الإرهابي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 1998، وأن عملية التمشيط التي لازالت مستمرة، مكنت الجيش من اكتشاف مخزن ذخيرة مملوء، إضافة إلى قنبلة تقليدية الصنع، وأسلحة أوتوماتيكية وأجهزة اتصال متطورة.
وبالتوازي مع عملية شمال البلاد، تمكنت عناصر الجيش الجزائري، الأربعاء، أيضاً، من إلقاء القبض على إرهابي آخر يدعى (أ.علي)، إثر دورية استطلاعية بمنطقة (واد إيسيين) التابعة لجانت (2300 كم جنوب العاصمة الجزائر) على الحدود مع النيجر وليبيا، بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، الذي لم يكشف عن الجماعة الإرهابية التي ينتمي إليها.
وفي إطار محاربة التهريب والجريمة المنظمة، أوقف الجيش الجزائري ثلاثة من أكبر بارونات المخدرات على متن 3 مركبات سياحية بحوزتهم 44 كيلوجراماً من الكيف المعالج بمدينة عين تيموشنت غرب البلاد، و43 مهاجراً غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة، كما ذكر بيان للجيش الجزائري.
كانت وزارة الدفاع الجزائرية قد كشفت عن حصيلة عملياتها ضد الجماعات الإرهابية لشهر فبراير/شباط الماضي بمختلف مناطق البلاد، حيث تمكنت في شهر واحد من تحييد 28 إرهابياً من بينهم 19 تم القضاء عليهم بكل من البويرة، جيجل، وإليزي، وتسعة إرهابيين آخرين قُتلوا بمنطقة تيزي وزو، فيما تم توقيف تسعة عناصر دعم وإسناد للجماعات الإرهابية بأدرار، تبسة، وبورمرداس، وتدمير 46 مخبأ للإرهابيين، وحجز كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
الخبير الأمني الجزائري، عمر بن جانة، اعتبر في اتصال مع "بوابة العين الإخبارية"، أن هذه العمليات "تندرج في إطار استراتيجية الكمائن الفعالة التي ينتهجها الجيش الجزائري، لوضع حد للنشاط الإرهابي في بلادنا، من خلال ملاحقة الإرهابيين في معاقلهم وفي كل مناطق البلاد، وتوجيه ضربات استباقية وقاتلة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يعكس الكفاءة العالية التي باتت تتمتع بها القوات المسلحة الجزائرية".
وأضاف الخبير الأمني "أن هنالك ترابطاً كبيراً بين الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات والأسلحة، لهذا نجد أن عمليات الجيش الجزائري منسقة وعلى أكثر من صعيد، وتستهدف قطع أي تواصل بينها، وهي المخاطر التي يدركها الجيش الجزائري جيداً، خاصة في ظل المعلومات الأكيدة عن الانتشار الواسع للأسلحة في 14 دولة إفريقية أغلبها مجاور للجزائر، والتي قدرتها تقارير أممية بـ 30 مليون قطعة سلاح".
أما العسكري السابق في الجيش الجزائري والخبير الأمني، علي الزاوي، وفي حديث لـ"العين" اعتبر أن العمليات الأخيرة للجيش الجزائري "تؤكد التضييق المحكم على هذه الجماعات المتطرفة، وإرهابها في معاقلها قبل أن ترهب المواطنين".
واضاف: "أن تحركات الجيش خاصة منذ بداية هذا العام تؤكد تغيراً كبيراً في موازين القوى بميدان المواجهة المباشرة بين قوات الجيش والجماعات المسلحة، وأعداد القتلى والموقوفين في صفوف هذه الجماعات دليل على نجاح الجيش الجزائري في تعجيز الجماعات الإرهابية على الرد كما كان سابقاً".
يشار إلى أن بيانات وتقارير الجيش الجزائري في السنتين الأخيرتين التي أكدت توجيه ضربات موجعة للتنظيمات الإرهابية من خلال قتل أزيد من 150 إرهابياً واعتقال أكثر من ضعف هذا العدد، أبرزت أيضاً فشل ما تبقى من تنظيمات مسلحة في الرد على الضربات العسكرية التي تعرضت لها، حيث فشلت في تنفيذ عمليات نوعية منذ 2015، آخرها الهجوم الانتحاري الفاشل على مقر للأمن بمدينة قسنطينة شرق الجزائر.
كما تمكن الجيش الجزائري بحسب التقارير الأمنية الصادرة عنه في الفترة ما بين 2014 و2016، من القضاء على أغلب القيادات المؤسسة لفرع التنظيم الإرهابي داعش في الجزائر، ويتعلق الأمر بعثمان العاصمي، وعبد المالك قوري، وقوادر مسعود المدعو أبو ميسرة، خاصة في منطقة البويرة المعروفة سنوات العشرية السوداء بأنها المعقل الرئيسي والآمن ومنطقة عمليات للجماعات المسلحة.