رفضا لـ"الإرهاب الدولي".. أذربيجان تغلق جميع الأبواب بوجه إيران
أغلقت جمهورية أذربيجان، الخميس، جميع الأبواب الدبلوماسية بوجه إيران، بعد أسبوع من هجوم مسلح استهدف سفارتها في طهران.
ورفضت أذربيجان، اليوم، مقترحاً تقدمت به الحكومة الإيرانية لتشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في الهجوم المسلح الذي استهدف سفارة باكو في العاصمة طهران في 27 من يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت وكالة نور نيوز التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "طهران عرضت على باكو المشاركة في تحقيق الاعتداء على سفارتها لكن الأخيرة رفضت المقترح الأخوي بشكل مفاجئ".
وأسفر الهجوم الذي شنه مسلح إيراني عن مقتل رئيس الفريق الأمني بالسفارة الأذربيجانية وإصابة اثنين آخرين بجروح، فيما أغلقت باكو سفارتها في طهران وأجلت جميع الموظفين وعوائلهم من إيران يوم الأحد الماضي.
لكن في المقابل، أبقت أذربيجان قنصليتها مفتوحة في مدينة تبريز الواقعة شمال غرب إيران.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، اقترح في محادثة هاتفية مع نظيره الأذربيجاني، جيهون بيرموف، الأحد الماضي، تشكيل لجنة أمنية مشتركة للتحقيق في الهجوم من أجل توضيح جوانب مختلفة لهذا الحادث.
ووصفت الخارجية الأذربيجانية الهجوم على سفارتها في طهران بأنه "عمل إرهابي"، فيما بررت إيران هذا الهجوم بأنه "ذات دوافع شخصية وعائلية".
والأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية في أذربيجان، اعتقال 39 شخصًا ضمن "شبكة تجسس إيرانية" من بينهم مالك لقناتين فضائيتين يسمى "مطلب باغيروف".
وقالت وكالة الأنباء الأذربيجانية، إن وزارة الداخلية في البلاد تمكنت من اعتقال 39 شخصاً ضمن شبكة تجسس إيرانية، مشيرة إلى أن هؤلاء الأشخاص كانوا يقومون "بأعمال تخريبية" تحت ستار الشؤون الدينية في "عمليات خاصة".
وأضاف الوكالة: "هؤلاء الأشخاص، الذين تظاهروا بأنهم متدينون، نشروا دعاية لصالح إيران على الشبكات الاجتماعية وأساءوا إلى حرية المعتقدات الدينية في أذربيجان".
وتابعت: "هؤلاء الأشخاص يقومون بالفعل بالواجبات الموكلة إليهم من قبل الأجهزة الخاصة الإيرانية ويخالفون تقليد التسامح الذي نشأ في جمهورية أذربيجان".
ومضت في سرد البيان: "من أجل خلق التمييز الطائفي والصراع بين الناس، خلقوا ارتباكًا في المجتمع باستخدام سمات متعلقة بإيران، وكذلك أعلام سوداء مع نقوش مختلفة باللغة الفارسية، في الاحتفالات الدينية التي يحضرها المواطنون الأذربيجانيون وفي الشبكات الاجتماعية، ونقل المعلومات التي جمعوها إلى الخدمات الخاصة التي كلفوا بها".
علييف يهاجم إيران
بدوره، شن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لدى استقباله وزير التربية الوطنية لجمهورية تركيا محمود أوزر ومجموعة من أعضاء الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا (GNAT)، هجوماً على إيران، مؤكداً أنه "لم تتخذ الشرطة وقوات الأمن الإيرانية أية إجراءات جادة لمنع الهجوم على سفارة بلاده في طهران".
وقال: "تم تحييد الإرهابي نتيجة بطولة موظف أمن آخر بالسفارة، وبذلك تم منع اعتداء المسلح على موظفين آخرين بالسفارة وأفراد عائلاتهم".
وأشار إلى أن هذا العمل الإرهابي تم التحقيق فيه بدقة من قبل أذربيجان، مشدداً "أنه بالرغم من أن العملية الإرهابية التي ارتكبها ذلك الشخص في مبنى السفارة استغرقت وقتاً طويلاً، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات جادة من قبل الشرطة وقوات الأمن الإيرانية".
وأعرب وزير التربية التركي محمود أوزر عن تعازيه للرئيس إلهام علييف في مقتل رئيس جهاز الأمن أورخان أصغروف خلال عمل إرهابي استهدف مبنى سفارة جمهورية أذربيجان في طهران.
وفي سياق متصل، قالت وكالة أنباء أذربيجان، الأربعاء، إن مجموعة من النواب اقترحوا إلغاء مجموعة العمل الأذربيجانية الإيرانية حول العلاقات البرلمانية.
ونقلت الوكالة عن نائب قوله: "إن الهجوم على السفارة الأذربيجانية في طهران هو عمل إرهابي دولي، وتم اختيار دولة وشعب أذربيجان كهدف".
وأضاف: "دعونا نتخذ خطوة مماثلة في البرلمان وإلغاء مجموعة العمل حول العلاقات البرلمانية الأذربيجانية الإيرانية ".
وفي سياق متصل، زعم المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، يوم الأربعاء أنه تم اتخاذ "إجراءات قضائية" فيما يتعلق بالهجوم على سفارة جمهورية أذربيجان.
وكرر جهرمي في حديثه للصحفيين عقب اجتماع للحكومة الإيرانية، دوافع المهاجم بـ"القضايا الشخصية والعائلية"، مضيفاً أن إيران ليس لديها مشكلة من حيث "ضمان أمن السفارات".
ولم يوضح بهادري جهرمي تفاصيل "الإجراءات القضائية" للحكومة التي تم اتخاذها.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز