عبر تجار المخدرات.. معهد أمريكي يفضح طرق إيران لتهريب الأسلحة للحوثيين
مليشيا الحرس الثوري تتعاون مع تجار المخدرات في كولومبيا للاستفادة من وسائلهم في التهريب لتوصيل السلاح لليمن
كشف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، استنادا لمعلومات من عناصر استخباراتية أمريكية، الطريقة الجديدة التي تتبعها إيران لتهريب الأسلحة والمدربين إلى مليشيات الحوثي في اليمن، يظهر فيها تعاونها مع تجار المخدرات في كولومبيا.
وفي دراسة بحثية نشرها المعهد -مقره واشنطن- وأجراها برنامج الشؤون الأمنية والعسكرية به، أوضح أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني تعاونت مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج غواصات صغيرة ومراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ إلى الحوثيين.
فوسط الغموض المسيطر على أنشطة غواصات الحرس الثوري ودورها، رصد المعهد تعاونا غير تقليدي بين عناصر من فيلق القدس التابع للحرس، ويقوده الإرهابي قاسم سليماني، وبين كبار تجار المخدرات في كولومبيا بأمريكا اللاتينية في استخدام كارتيلات المخدرات أو ما يشبه الغواصات الصغيرة محلية الصنع والمراكب الغاطسة التي يستخدمها التجار الكولومبيون لتهريب المخدرات إلى المكسيك.
فعبر هذه الغواصات والمراكب يمكن نقل ما يصل إلى 8 أطنان من البضائع، بالإضافة إلى طاقم من 4 أفراد، حيث تشرع هذه المركبات في رحلات سرية قد تستمر 14 يوما، ويصعب رصدها أو اكتشافها من الجو.
وتابعت الدراسة أنه في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضبط صيادون يمنيون مركبة إيرانية يُشتبه في أنها كانت تحمل أسلحة للحوثيين، قبالة السواحل اليمنية وقريبة الشبه بالكارتيلات الكولومبية.
وتستخدم إيران ما تطلق عليه عمليات "مكافحة القرصنة" قبالة السواحل اليمنية كغطاء لتهريب الأسلحة، حيث تستخدم الغواصات الصغيرة لنقل المدربين الإيرانيين- والذين تسميهم طهران بالمستشارين- والأسلحة والذخائر الإيرانية عالية القيمة إلى الحوثيين، ولاسيما أجزاء من أنظمة توجيه الصواريخ وأدوات التعديل والصواريخ المضادة للدبابات وبنادق القنص وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
وأضافت الدراسة أن ميناء الحديدة يعد منفذ الحوثيين الرئيسي لاستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة، وهو لا يبعد سوى 3 آلاف كم عن أقرب قاعدة بحرية تابعة لمليشيا الحرس الثوري على الساحل الإيراني.
وإرسال تلك الغواصات من الممكن أن يكون مباشرة من السواحل الإيرانية نظرا للمسافة الصغيرة بين الساحل الإيراني وميناء الحديدة.
وحذرت الدراسة أن الحرس الثوري الإيراني يعكف على مساعدة الحوثيين ممن كانوا ضمن القوات البحرية اليمنية قبل الانقلاب الحوثي، لتصنيع مركبات غاطسة خشبية خاصة بهم يغطيها زجاج معزول خلال أقل من 30 يوما لإرسالها إلى البحر.
ويمكن أن تشكل هذه المركبات تهديدا خطيرا لحركة الملاحة البحرية في خليج عدن إذا ما قررت إيران استخدامها لإعاقة الملاحة الدولية.
وأشارت الدراسة إلى أن بعض المهربين الكولومبيين يستخدمون طوربيدات مجوفة يمكن أن تحمل ما يصل إلى 5 أطنان من البضائع، في حين يجري سحبها لغاية 30 مترا تحت سطح الماء و200 متر خلف قوارب صيد غير مثيرة للشكوك.
ويكاد يكون من المستحيل كشف هذه الغاطسة من الجو، وإذا تم اعتراض قارب السحب هذا يمكن للطاقم ببساطة تحرير الحمولة واستردادها في وقت لاحق باستخدام أجهزة لتحديد الموقع.
ويقينا، تؤدي هذه الطريقة إلى انخفاض كبير في الحمولة مقارنة بسفن الشحن والمراكب الشراعية الصغيرة.
ومؤخرا رصدت أجهزة مخابرات غربية إرساء ما بين قاربين إلى 5 قوارب قادرة على القيام بسحب مثل هذه الحمولة في كل قاعدة ومحطة بحرية تابعة لمليشيا الحرس الثوري.
ونبهت الدراسة، إلى أن أغلب الخبراء العسكريين يلقون بالمسؤولية المباشرة على طهران في تحديث ترسانة اليمن الواقعة في يد الحوثيين والمتبقية من صواريخ "سكود"، حيث رصد تهريب خزّانات وقود وأجزاء هياكل لصواريخ إلى اليمن.
وأشارت الدراسة إلى الصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من نوع "بركان 2H" باتجاه الرياض.
ودعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بجهود مكثفة للكشف عن دور إيران في برنامج تطوير الصواريخ الحوثية، ومنعها من تطوير استراتيجيتها لتهريب مكونات الصواريخ والأسلحة إلى الإرهابيين في المستقبل حرصا على استقرار وأمن المنطقة.
وإضافة إلى كولومبيا فإن مليشيا إيران تعاونت أيضا مع تجار أسلحة برازيلييين، ففي 2016 كشفت وثائق نشرتها وكالة "رويترز" عن تورط شركة برازيلية في تهريب أسلحة إلى الحوثيين عبر مهرب أسلحة معروف.
ولإيران ومليشيا حزب الله تواجد واسع في أمريكا اللاتينية، خاصة في مجال غسيل الأموال والتهريب وتمويل الإرهاب.