ملفات الإرهاب وإيران وفلسطين تتصدر افتتاحية الأمم المتحدة
ملفات الإرهاب وإيران وفلسطين تتصدر خطابات عدد من قادة العالم، بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ73
تصدرت ملفات الإرهاب وإيران وفلسطين، خطابات عدد من قادة العالم، بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ73، المنعقدة حالياً بالمقر الدائم للمنظمة بنيويورك.
ورغم اختلاف المصالح والتوجهات، إلا أن مجمل الخطابات تقاطعت عند الخطوط العريضة للقضايا المحورية للرأي العام الدولي، بينها القضية الفلسطينية.
- تميم بالأمم المتحدة.. 6 رسائل متناقضة في خطاب متلعثم
- ترامب في الأمم المتحدة.. أضحك دولا وأغضب وهدد وأقلق أخرى
ترامب يدعو لعزل القيادة الإيرانية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا دول العالم إلى عزل القيادة الإيرانية، في ظل استمرارها في "أنشطتها العدوانية".
وشدد على أن بلاده "لا يمكن أن تسمح لأكبر داعم للإرهاب في العالم"، في إشارة إلى إيران بامتلاك السلاح النووي، مؤكداً أن القادة الإيرانيين "ينهبون جيوب شعبهم وثروات بلادهم لإنفاقها على الحروب".
وتابع: "قادة إيران يودون الدمار والقتل والفوضى في سوريا، ولا يحترمون حقوق الدول السيادية، وينشرون الفوضى في جميع أرجاء الشرق الأوسط".
وبالنسبة للرئيس الأمريكي، فإن طهران "لا تحترم جيرانها وتنشر الفوضى والدمار بالمنطقة".
واعتبر أن إيران استغلت الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لتعزيز تمويلها لبرنامجها الصاروخي.
وقال أيضاً إن بلاده تعتزم فرض عقوبات جديدة على طهران، بعد بدء سريان الحظر الأمريكي على الصادرات النفطية الإيرانية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي سوريا، حمّل ترامب طهران مسؤولية تمويل وإطالة أمد النزاع بهذا البلد.
ودعا إلى ضرورة أن "يضم أي حل لتسوية الأزمة الإنسانية في سوريا طرح استراتيجية للتصدي للنظام العنيف الذي يمولها".
السيسي وتعزيز مكانة الأمم المتحدة
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى ضرورة الاعتراف بوجود "خلل" يعتري أداء المنظومة الدولية.
وقال السيسي، في خطابه: "علينا أن نعترف بأن هناك خللاً يعتري أداء المنظومة الدولية".
وأضاف السيسي أن الدول النامية "لا تحتمل العيش في منظومة دولية لا يحكمها القانون والمبادئ السامية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، وتكون عرضة للاستقطاب والهيمنة من قبل البعض"، دون تحديد. وتابع: "ما أحوجنا إلى تعزيز مكانة ودور الأمم المتحدة".
على صعيد متصل، شدد االسيسي على أنه لا مناص لبناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب حيثما وجد ومواجهة من يدعمه.
وأضاف، خلال كلمته، أن "حجم التمويل والتسليح ووسائل الاتصال التي تحصل عليها الجماعات المتطرفة تدعم بناء هذه المنظومة".
وأشار السيسي إلى أنه "لا مخرج للأزمات في سوريا واليمن وليبيا إلا باستعادة الدولة الوطنية، ومواجهة الإرهاب والطائفية".
جوتيريس: تمييز وديماغوجية بحق المهاجرين
في كلمته، اعترف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، بوجود "غضب من عدم قدرتنا على إنهاء الحروب في سوريا وفي اليمن وغيرها".
وأضاف: "كما أن شعب الروهينجا لا يزال منفياً ومصاباً بالصدمة والبؤس، ولا يزال يتوق إلى الأمان والعدالة".
وتابع: "الفلسطينيون والإسرائيليون لا يزالون في صراع لا نهاية له، وحل الدولتين أصبح بعيد المنال".
واعتبر جوتبريس أن "تهديد الإرهاب يلوح في الأفق مدفوعاً بالأسباب الجذرية للتطرف والتطرف العنيف".
ومضى يقول: "لا يزال المهاجرون واللاجئون يواجهون التمييز والديماغوجية في سياق عدم كفاية التعاون الدولي".
وفيما يتعلق بمخاطر "النووي"، قال: "لم يهدأ الخطر النووي، والدول المسلحة نووياً تقوم بتحديث ترساناتها بما يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سباق تسلح جدي. رأينا استخدامات فاحشة للأسلحة الكيماوية في ظل الإفلات التام من العقاب رغم الحظر المفروض عليها".
وفي سياق متصل، حذّر جوتيريس من أن النظام العالمي "أصبح أكثر فوضى"، داعياً إلى تجديد الالتزام بنظام قائم على القواعد.
كما حذر من وجود "انقسامات صارخة في مجلس الأمن الدولي".
ماكرون: لا بديل عن حل الدولتين
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدا من جانبه حاسماً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أنه "لا بديل عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وقال ماكرون في خطابه: "ما الذى يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين؟ ليست المبادرات الأحادية ولا قمع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في السلام المشروع".
وأضاف: "غالباً ما ندين الانتهاكات فقط رغم أننا قطعنا وعداً منذ تأسيس الأمم المتحدة بحماية حقوق الإنسان".
وفي الملف السوري، قال إن "الشعب السوري دفع ثمناً باهظاً، ولا نريد اتخاذ القرارات مكانه، ولكننا نريد التوصل لحل تحت راية الأمم المتحدة".
وشدد على أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد في سوريا"، أشار إلى أن هذا الحل يأتي "عبر الإصلاح الدستوري وتنظيم الانتخابات".
وحذر ماكرون من أن "الأمم المتحدة يمكن أن تصبح رمزاً للعجز"، قبل أن يضيف: "نحن نسلك طريق قانون الأقوى، وقانون أحادية الجانب".
العاهل الأردني والقضية الفلسطينية
في كلمته، شدد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على أن "حل الدولتين الوحيد الذي يلبي احتياجات الطرفين بإنهاء الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد العاهل الأردني "أهمية العمل المشترك في إنهاء الأزمات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، خاصة أزمتها المركزية، وهي الحرمان الممتد عبر السنين للشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته".
ولفت إلى أن "جميع قرارات الأمم المتحدة الصادرة عن الجمعية العامة أو مجلس الأمن تقر بحق الشعب الفلسطيني كباقي الشعوب، بمستقبل يعمه السلام والكرامة والأمل، وهذا هو جوهر حل الدولتين".
كما تساءل: "إلى متى ستظل القدس تواجه مخاطر تهدد تراثها وهويتها الراسخة والقائمة على تعدد الأديان؟".