خطاب ترامب في الأمم المتحدة..أضحك دولا وأغضب وهدد أخرى
الرئيس الأمريكي لم يتخلَّ عن إثارة الجدل خلال خطاباته، وآخرها كلمته خلال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة
لم يتخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إثارة الجدل خلال خطاباته، فقد أضحكت كلماته خلال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بعض الدول، وأغضبت أخرى، بينما وصلت رسائل تهديده لبعض الدول، ولم تخفِ دول أخرى قلقها من خطابه.
- ترامب: نعمل مع دول الخليج ومصر والأردن لإقامة تحالف استراتيجي
- فلسطين عن خطاب ترامب بالأمم المتحدة: يبدد فرص السلام
بداية تضحك الحاضرين
للوهلة الأولى يبدو أن الرئيس الأمريكي اعتقد أنه يتحدث في قاعدة انتخابية، فاستهل خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعبارة "في أقل من عامين أنجزت حكومتي أكثر من أي إدارة في تاريخ بلادنا".
ضحك الحاضرون فالتفت إليهم الرئيس الأمريكي بابتسامة قائلا: "لم أتوقع رد الفعل هذا.. لكن حسنا".
ترامب يثير الدهشة.. ألمانيا والاشتراكية والشيوعية
وفي لحظات أخرى تسبب ترامب برسم علامات الاندهاش على وجوه بعض الوفود.
وهذا تماما ما حصل للوفد الألماني عندما قال ترامب: "ستعتمد ألمانيا كليا على الطاقة الروسية إذا لم تغير مسارها على الفور".
ولم تتوقف علامات الدهشة عند هذا الحد، فقد شخصت أبصار الدول الاشتراكية نحوه عندما قال: "لقد جربت الاشتراكية أو الشيوعية في كل مكان تقريبا، فأنتجت المعاناة والفساد والانحلال، التعطش الاشتراكي للسلطة يؤدي إلى التوسع والتوغل والقمع، يجب على جميع دول العالم مقاومة الاشتراكية والبؤس الذي تجلبه للجميع".
الرئيس الأمريكي يغضب الفلسطينيين
ولم تقتصر مشاعر الحاضرين على الضحك والاندهاش وإنما تعدتها أيضا إلى الغضب، وبدا ذلك واضحا على وجوه الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس عندما تمسك ترامب بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وألمح إلى شطب قضية اللاجئين.
وقال ترامب: "هذا العام اتخذنا أيضا خطوة مهمة أخرى إلى الأمام في الشرق الأوسط، اعترافا بكل دولة ذات سيادة لتحديد عاصمتها نقلت السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس".
وأضاف: "أن الولايات المتحدة ملتزمة بمستقبل السلام والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هذا الهدف متقدم، لا يتضرر، من خلال الاعتراف بالحقائق الواضحة".
وتضمن الخطاب إعلانا عن عقوبات، وقال في إشارة إلى فنزويلا: "اليوم.. نعلن عن فرض عقوبات إضافية ضد النظام القمعي، وتستهدف الدائرة الداخلية لمادورو والمستشارين المقربين".
قلق من هجوم ترامب على "الجنائية الدولية"
وبعث خطابه أيضا إشارة قلق عندما هاجم المحكمة الجنائية الدولية، وقال: "لقد انسحبنا من مجلس حقوق الإنسان، ولن نعود إلى أن يتم سن الإصلاح الحقيقي، ولأسباب مماثلة لن تقدم الولايات المتحدة أي دعم للمحكمة الجنائية الدولية".
وأضاف: "فيما يتعلق بأمريكا فإن المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص ولا شرعية ولا سلطة، تطالب المحكمة الجنائية الدولية بالسلطة القضائية شبه العالمية على مواطني كل بلد، منتهكة جميع مبادئ العدالة والإنصاف ومراعاة الأصول القانونية".
وتابع: "لن نسلم أبدا سيادة الولايات المتحدة إلى بيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة، أمريكا يحكمها الأمريكيون، نحن نرفض إيديولوجية العولمة، ونعتنق عقيدة الوطنية".
ترامب.. لهجة حاسمة بوجه إيران
عندما تعلق الأمر بإيران فإن لهجة ترامب كانت حاسمة، حيث أكد أن قادة إيران ينشرون الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مطالبا جميع الدول بعزل نظام إيران.
وقال "قادة إيران يبذرون من أجل الفوضى والموت والدمار، إنهم لا يحترمون جيرانهم أو الحدود أو الحقوق السيادية للدول، وبدلا من ذلك ينهب قادة إيران موارد البلاد لإثراء أنفسهم ونشر الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءها".
وأضاف أن "الشعب الإيراني غاضب لأن قادته اختلسوا مليارات الدولارات من خزينة إيران، واستولوا على أجزاء قيمة من الاقتصاد، ونهبوا الأوقاف الدينية التابعة للشعب، كل ذلك لضبط جيوبهم الخاصة وإرسال وكلائهم لشن الحرب.. وهذا غير جيد".
وتابع: "لقد دفع جيران إيران خسائر فادحة لأجندة النظام في المنطقة القائمة على العدوان والتوسع، وهذا هو السبب في تأييد العديد من دول الشرق الأوسط بقوة لقراري بسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الفظيع لعام 2015 وإعادة فرض العقوبات".
وأشار إلى أن "الصفقة الإيرانية كانت مفاجئة لقادة إيران، وفي السنوات التي انقضت منذ التوصل إلى الاتفاق نمت الميزانية العسكرية الإيرانية بنسبة 40% تقريبا، واستخدمت الديكتاتورية هذه الأموال لبناء صواريخ قادرة على حمل السلاح النووي، وزيادة القمع الداخلي، وتمويل الإرهاب، وتمويل الفوضى والذبح في سوريا واليمن".
وأشار ترامب إلى أن "الولايات المتحدة شنت حملة من الضغوط الاقتصادية لحرمان النظام من الأموال التي يحتاج إليها لدفع جدول أعماله الدموي، في الشهر الماضي بدأنا بإعادة فرض عقوبات صارمة تم رفعها بموجب الاتفاق مع إيران، وسوف تستأنف العقوبات الإضافية يوم 5 نوفمبر، وسيتبعها المزيد".
وتابع: "نحن نعمل مع الدول التي تستورد النفط الخام الإيراني لقطع مشترياتها".
وأكد ترامب أن "على جميع الدول عزل نظام إيران طالما استمر عدوانها، ونطلب من جميع الدول دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل استعادة مصيره الديني والصالح".
مفاجآت ترامب
لم يخل خطاب الرئيس الأمريكي من مفاجآت، وقال ترامب: "في أمريكا نؤمن بقوة بأمن الطاقة لأنفسنا وحلفائنا، ولقد أصبحنا أكبر منتج للطاقة في أي مكان على وجه الأرض".
وأضاف ترامب: "تقف الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد لتصدير إمداداتنا الوفيرة والميسورة التكلفة من النفط والفحم النظيف والغاز الطبيعي".
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA= جزيرة ام اند امز