معارضون سوريون يعودون من مناطق السيطرة التركية إلى حمص
عناصر وعائلات من المعارضة المسلحة قدموا شكاوى تخص أوضاع المخيمات الواقعة تحت السيطرة التركيا في إدلب وجرابلس
في سيناريو غير متوقع، يحمل المئات من عناصر وعائلات المعارضة المسلحة أمتعتهم ليعودوا من مناطق السيطرة التركية في شمال سوريا إلى حمص الخاضعة بالكامل لسيطرة الحكومة السورية التي كانوا يقاتلونها.
فبعد شهرين فقط من إتمام إخلاء حي الوعر في محافظة حمص، وسط سوريا، من المعارضة المسلحة وفق اتفاق للمصالحة بين الحكومة وبين فصائل المعارضة التي اختارت الرحيل إلى الشمال، فإن الكثير من أفراد تلك الفصائل وعائلاتهم يقدمون طلبات للحكومة للعودة إلى الحي والخضوع التام لها؛ نظرا لسوء الأوضاع التي واجهوها في المخيمات هناك.
وعاد إلى مدينة حمص، الثلاثاء، نحو 150 أسرة من مدينة جرابلس شمال سوريا كانت قد خرجت من حي الوعر وذلك بسبب المعاناة الناتجة عن غياب مقومات الحياة والإقامة في المخيمات التي أقيمت لهم هناك.
وفي تصريحات صحفية قال محافظ حمص طلال البرازي إن نحو 150 عائلة تضم نحو 630 شخصا من أهالي حي الوعر وصلوا على متن 14 حافلة إلى مدينة حمص قادمين من جرابلس.
وأشار إلى أن ترتيبات تم اتخاذها منذ أسابيع برعاية الحكومة والتعاون مع الهلال الأحمر السوري لإتمام عملية إعادة الأهالي إلى حي الوعر.
ووفق المحافظ فإن الدفعة الحالية هي الدفعة الخامسة لأهالي حي الوعر العائدين من جرابلس وإدلب، قائلا إنه كان المفترض أن يكون العدد أكبر لولا "المعوقات التي وضعها الطرف التركي من خلال المجموعات المسلحة التابعة له حالت دون عودتهم".
وعن أسباب عودة هؤلاء أرجعها المحافظ إلى ما وصفها بالمعاناة والنقص الكبير في الخدمات والرعاية الصحية والإيواء التي عانى منها السكان في المخيمات.
وأعلنت الحكومة السورية حي الوعر في 21 مايو/أيار الماضي خاليا من جميع الأسلحة بعد خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين وعائلاتهم الذين رفضوا اتفاق المصالحة.
وأبرمت الحكومة بدعم من روسيا اتفاق مصالحة مع فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا يقضي برحيل المسلحين الرافضين للخضوع للحكومة السورية وإلقاء السلاح مع عائلاتهم، وتسوية أوضاع المسلحين القابلين للمصالحة.
وأقرت مواقع محسوبة على المعارضة المسلحة بتردي الأوضاع في المخيمات الخاضعة للسيطرة التركية في جرابلس.
فقال موقع "عنب بلدي" من مصادره في جرابلس أن المئات قرروا العودة إلى حي الوعر بعد مفاوضات مع الحكومة السورية بسبب الأوضاع المتردية في المخيم.
كما أشار إلى أن الأتراك يسعون لإقناع الشباب بشكل خاص بعدم العودة.
وبحسب الموقع ذاته فإن محافظة حمص وضعت شروطا لقبول العائدين، منها عودة العائلة كاملة بحسب ما وردت أسماؤها في دفتر العائلة دون نقصان أحد من أفرادها، وأن تكون العودة على نفقة العائلات.
في المقابل قدمت المحافظة تطمينات إلى العائدين بتسوية أوضاعهم وعودة الطلاب إلى جامعاتهم.
ولم يتضح بعد لأي فصيل من المعارضة المسلحة ينتمي العائدون، كما لم يصدر من تركيا تصريحات رسمية ترد على الاتهامات التي تخص أوضاع المخيمات في جرابلس وإدلب.