اعتداء لندن.. هل يهدد المنحى التنازلي للهجمات الإرهابية حول العالم؟
جامعة «ميريلاند» الأمريكية قالت إن 2017 هو العام الثالث على التوالي الذي انخفضت فيه أعداد الهجمات الإرهابية حول العالم
فجأة، تحولت أصوات الأقدام المارة في محيط البرلمان البريطاني بالعاصمة لندن، إلى ضوضاء وهلع أطاحا بملامح المشهد الروتيني بالمكان.
شخص صدم بسيارته الحواجز الأمنية خارج البرلمان، وتعاملت الشرطة مع حادث الدهس الذي أوقع ثلاثة مصابين، على أنه عمل إرهابي محتمل، في حادثة يخشى خبراء أن تخيب التوقعات القائلة بأن 2018 يمضي على نفس النسق التنازلي للهجمات الإرهابية حول العالم.
وفي الواقع فإن ما حصل، الثلاثاء، بلندن، لم يبد غريبا عن الناس ولا عن المكان أيضا، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فمنذ أقل من عام، وقع هجوم مشابه باستخدام مركبة ثم سكين، خارج البرلمان البريطاني وبالقرب من جسر لندن.
وخلف الهجوم، في حينه، 5 قتلى وأكثر من 50 مصابًا.
ورغم وقوع تلك الهجمات البارزة، إلا أن الصحيفة ذكرت أن الإحصائيات الصادرة هذا الشهر عن جامعة «ميريلاند» الأمريكية ترجح أن 2017 هو العام الثالث على التوالي الذي انخفضت فيه أعداد الهجمات الإرهابية حول العالم – وحالات الوفاة الناتجة عنها، ويبدو حتى الآن، أن عام 2018 على المسار ليكون أقل عن ذلك.
- الشرطة البريطانية: نتعامل مع حادثة البرلمان على أنها عمل إرهابي
- توقيف مشتبه به بريطاني من أصول سودانية في هجوم البرلمان بلندن
ورصد برنامج «ستارت» المتعلق بالإرهاب والتابع للجامعة، وقوع 10900 هجوم إرهابي حول العالم في 2017، ما أسفر عن مقتل 26400 شخص، بينهم جناة، وهذا يعتبر انخفاضًا عن عام 2016، الذي سجل بدوره تراجعا مقارنة بـ 2015.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعداد الهجمات الإرهابية ارتفعت عام 2014، حيث وقع حوالي 17 ألف هجوم وأكثر من 45 ألف ضحية.
وأوضحت أن ما يفسر هذا الانخفاض في الغرب حيث سجلت فيه أعداد الهجمات زيادة طفيفة عام 2017 وانخفضت أعداد الضحايا بنسبة 65 بالمائة، ربما يكون متعلقًا بعمل الشرطة ومكافحة التجسس.
وأمس الثلاثاء، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إن بلادها أحبطت 13 مؤامرة إرهابية و4 مؤامرات لليمين المتطرف منذ مارس/آذار 2017، تاريخ وقوع الهجوم قرب البرلمان البريطاني.
وعلى الصعيد العالمي، ورغم أنه كانت هناك زيادة في الهجمات في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، لاتزال معظمها تقع في الشرق الأوسط وأفريقيا.
لكن شهدت تلك المناطق انخفاضًا هائلًا عام 2017، حيث انخفضت أعداد الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ38 بالمائة على أساس سنوي، طبقًا لبرنامج «ستارت»، فيما انخفضت أعداد الضحايا بـ44 بالمائة.
ويمكن إرجاع هذا بشكل كبير إلى خسارة تنظيم «داعش» لأراضيه، والهزائم العسكرية التي تكبدها خلال 2017.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إنه من المبكر للغاية القول ما إن كان 2018 سيواصل الاتجاه المشجع للثلاثة أعوام الماضية.
من جانبه، حذر المركز الدولي لتحليل الإرهاب "جين" في "آي إتش إس ماركيت"، من أنه ربما يكون هناك زيادة في الهجمات في أوروبا مع عودة مقاتلي «داعش» من الشرق الأوسط.
ورجح تقريران منفصلان للمركز أن أعداد المقاتلين الذين لايزالوا مع داعش في العراق وسوريا أعلى بكثير من التي تم تقديرها سابقًا.