فصائل إرهابية موالية لتركيا تسقط مروحية سورية
أظهر مقطع فيديو، طائرة هيلكوبتر وهي تشتعل في الجو قبل أن تسقط في بلدة النيرب شمال غرب سوريا، وجرى العثور على جثتي طاقمها.. المزيد عبر العين الإخبارية
واصلت تركيا والفصائل الموالية لها أعمالها الإرهابية في سوريا، الثلاثاء، بإسقاط مروحية عسكرية تابعة لدمشق، ضمن أعمالها العدائية المستمرة منذ 3 فبراير/شباط الجاري.
وأظهر مقطع فيديو، تداولته منصات التواصل الاجتماعي، طائرة هيلكوبتر وهي تشتعل في الجو قبل أن تسقط في بلدة النيرب شمال غرب سوريا، وجرى العثور على جثتي طاقمها متفحمتين بعد مقتلهم على خلفية عملية الإسقاط،
ويأتي حادث إسقاط الطائرة بعد يوم من مقتل 5 أتراك في هجوم للجيش السوري شمال غرب البلاد.
تعليق الحكومة السورية
وبينما لم تعلق الحكومة السورية على الواقعة، قالت وزارة الخارجية إن النظام التركي مستمر في عدوانه على سيادة أراضينا عبر نشر مزيد من قواته في إدلب وريف حلب.
بدوره، قال مسؤول تركي لرويترز إن القوات السورية أطلقت النار قرب مواقع مراقبة تركية في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا اليوم الثلاثاء ما دفع قواتنا إلى الرد.
وأشار إلى أنه يمكن لمقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة استعادة السيطرة على الأراضي التي خسروها في الأيام القليلة الماضية في محيط مدينة سراقب شرقي مدينة إدلب بعد أن بدأوا هجوما شاملا هناك.
مطالب روسيا
وفي وقت سابق اليوم، طالب الكرملين، بوقف الهجمات الإرهابية في إدلب السورية ضد قواته بعد ساعات من الإعلان عن فشل محادثات بين موسكو وأنقرة رفعت منسوب التوتر بين البلدين.
وقال الكرملين في بيان إنه "يجب وقف كل الهجمات الإرهابية على القوات السورية والروسية"، معربا في الوقت نفسه عن قلقه إزاء التطورات في إدلب شمال غربي سوريا.
كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن روسيا والولايات المتحدة تتواصلان بشأن الوضع في إدلب السورية على خلفية توتر الأوضاع هناك.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية الثلاثاء عن ريابكوف القول: "نعم، توجد (اتصالات). أستطيع أن أقول بكل ثقة إنه تم حل عدد من المواقف المحددة التي نشأت على الأرض بشكل مُرضٍ إلى حد كبير بسبب الاستخدام الفعال للاتصالات بين العسكريين على مختلف المستويات، ونأمل أن تستمر هذه الاتصالات".
وأكد ردا على سؤال عما إذا كان يتم بحث مسألة التوترات الأخيرة في إدلب خلال تلك الاتصالات أنه يتم بحث كل الموضوعات.
ويحقق الجيش السوري بدعم روسي تقدما في المحافظة التي تمثل حاليا معقلا للجماعات الإرهابية ومليشيات موالية لتركيا وتخضع لاتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في حوار أستانة.
وغادر وفد روسي تركيا دون اتفاق على سبل وقف اشتباكات أودت بحياة 13 جنديا تركيا خلال أسبوع، وفقا لما ذكرته رويترز الثلاثاء.
وكان الوفد الروسي قد وصل إلى أنقرة السبت بعد أيام من هجوم شنته القوات السورية في إدلب وأسفر عن مقتل 8 جنود أتراك، وقصفت تركيا أهدافا سورية فيما بعد في أحد أخطر اشتباكات بين الجانبين منذ قرابة 9 سنوات.
وتعد دمشق الوجود التركي على أرضها بمثابة عدوان على سيادتها، وهو موقف يجد تأييدا عربيا واسعا.
الاجتماع الأخير سبقته محادثات ثنائية السبت بوزارة الخارجية التركية لكن الجانبين أخفقوا في التوصل لاتفاق أيضا.
وقبل بدء الاجتماعات بين الجانبين، تبادلت موسكو وأنقرة الاتهامات بشأن المسؤولية عن تفجر الأوضاع في إدلب التي يهيمن عليها تنظيم "النصرة" فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.
والإثنين بدأت فصائل سورية مسلحة بغطاء مدفعي تركي عملية عسكرية واسعة ضد مواقع لقوات الحكومة السورية شرقي إدلب.
وبينما كان المسؤولون الأتراك والروس يواصلون محادثاتهم أمس الإثنين؛ وقع هجوم ثان على القوات التركية في منطقة تفتناز ما أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك بعد أن أرسلت أنقرة آلاف الجنود للتصدي للهجوم السوري.
وفي ديسمبر/كانون الأول، بدأ الجيش السوري بدعم روسي هجوماً واسعاً في مناطق في إدلب وجوارها، لتطهيرها من الفصائل الإرهابية.
وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر الطريق الدولي "إم. 05" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
ومنذ بدء الهجوم، سيطر الجيش السوري على عشرات المدن والبلدات في ريفي إدلب وحلب، أبرزها مدينتا معرة النعمان وسراقب، حيث يمر الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
ومثلت السيطرة على "معرة النعمان" إعلانا ضمنيا بانتهاء 8 سنوات من الحرب؛ الأمر الذي يقلب "موازين الصراع" في سوريا على المستويات كافة.
وتخضع إدلب لمناطق خفض التوتر التي تم التوافق عليها في حوار أستانة، لكن روسيا طالما أكدت أنها لا تعتبر التنظيمات الإرهابية في المنطقة مشمولة في الاتفاق.
ولم تلتزم أنقرة بالاتفاق الروسي-التركي حول إدلب السورية الذي تم توقيعه يوم 17 سبتمبر/أيلول 2018؛ إذ تم تسجيل أكثر من ألف خرق، وقتل نتيجة ذلك 65 شخصا وأصيب أكثر من 200، فضلا عن انتشار الجماعات الإرهابية والعمليات الانتحارية والخطف.