تسلل الجماعات الإرهابية للسودان.. دعوات لليقظة
أطلت المخاوف برأسها مجدداً في المشهد السوداني عقب تقارير ضبط السلطات عناصر يتبعون تنظيم داعش الإرهابي بعد أن تمكنوا من التسلل للخرطوم.
مخاوف تصاعدت نظراً لتراجع الوضع الأمني في السودان، والذي ربما يشكل وفق خبراء، بيئة خصبة لانتشار المجموعات الإرهابية ما لم تسارع الأجهزة المختصة بوضع الاحترازات اللازمة لتدارك الأمر.
ومع تقليل البعض من هذه المظاهر بوصفها فزاعات تطلقها جهات لإرباك المشهد لتحقيق أغراض سياسية، يشدد آخرون على ضرورة أن تتعاطى الأجهزة الأمنية على أساس ما يتم تداوله حقيقة ماثلة.
ونقلت وسائل إعلام محلية في السودان عن مصادر أمنية، الثلاثاء، أن السلطات تمكنت من ضبط 5 أشخاص يتبعون تنظيم داعش الإرهابي في العاصمة الخرطوم بعد أن تسللوا إليها من الخارج.
وأشارت إلى أن السلطات ضبطت بحوزة المتهمين 2 مليون دولار يرجح أنها مخصصة لتنفيذ عمليات إرهابية، وأن عملية توقيفهم تمت عقب متابعة ورصد لتحركاتهم.
ولم يؤكد أو ينفِ عدد من القيادات الشرطية تحدثت معهم "العين الإخبارية" حقيقة ضبط عناصر من داعش، معللين بأن الأجهزة الأمنية لديها تقديرات خاصة بشأن الإعلان عن مثل هذه الأنباء، في حين أشار البعض إلى أن ملف الإرهاب ممسك به جهاز المخابرات، والذي يحيطه بسياج من السرية.
وسبق هذه التقارير بأشهر قليلة، ضبط السلطات السودانية خلية إرهابية شرقي الخرطوم، وبحوزتها متفجرات، وأعقب هذا الحدث انتشار مقطع مصور لمجموعة في ولاية القضارف أعلنت عزمها إقامة إمارة على غرار ما يفعل تنظيم داعش.
ويقول رئيس جمعية "صحفيون ضد الجريمة" السودانية، الدكتور طارق عبدالله، إنه لا يستبعد وصول عناصر من داعش بشكل منفرد إلى العاصمة الخرطوم، لكن من المستحيل أن يجد هذا التنظيم فرصة للانتشار في البلاد مثلما فعل في دول أخرى.
إجراءات صارمة
وأضاف عبدالله في حديثه لـ"العين الإخبارية": "حاول تنظيم داعش كثيراً خلال السنوات الماضية التوغل إلى السودان، ولكنه فشل في الترويج لفكره المتطرف بسبب طبيعة السودانيين الذين يتبعون المنهج الوسطي في التدين، وينبذون الغلو والتطرف والتشدد".
واعتبر أن ما يجري بشأن ظهور بعض التنظيمات الإرهابية نتاج طبيعي لحالة السيولة الأمنية التي يعيشها السودان، وربما تعمدت جهات محددة الترويج لمثل هذه الأنباء بغرض الحصول على مكاسب سياسية.
لكن الدكتور طارق، يرى ضرورة أن تتعاطى الأجهزة الأمنية بصورة جادة مع هذه الظواهر بغرض قتلها في مهدها إن كانت حقيقة ماثلة، عن طريق ما يعرف بالتدابير القوية، أي التدخل قبل وقوع الجريمة، وهي مهمة تقع على عاتق المخابرات والشرطة على وجه التحديد.
أما الخبير الأمني اللواء عبدالرحمن أرباب، يرى أن حالة التضييق التي فرضت على التنظيمات الإرهابية في العديد من الدول جعلتها تفكر في السودان لإيجاد موطئ قدم، وقد يكون حفزها على ذلك وضع الانتقال في البلاد وما يلازمه من مشكلات.
وقال أرباب لـ"العين الإخبارية" إن مثل هذه الأنباء تثير القلق بشكل كبير، خاصة أن السودان خرج لتوه من قائمة الدول الراعية للإرهاب والتي ألحقت به أضراراً بالغة.
وأضاف: "يجب أن يتحسب السودان للهجمة الإرهابية التي تحدق به، ويعيد ترتيب الوضع الأمني ويجري مراجعة شاملة للوجود الأجنبي بغرض ضبطه وإبعاد أي وافد يثبت تبعيته لمجموعات متطرفة".
جوازات مزورة
وتابع "في ظل الوضع الماثل نتوقع كل شيء ويجب على الدولة وضع كافة الاحتمالات ومواجهتها بالاحترازات اللازمة".
ويقول الخبير السياسي، الدكتور عبده مختار: "هذه الظاهرة جاءت بعد حالة السيولة الأمنية، والقانونية بالبلاد، وضعف الرقابة في المسارات وللمعابر والمطارات".
وأضاف مختار في حديثه لـ"العين الإخبارية": "الخلايا تدخل البلاد عبر المطارات والمعابر بجوازات سفر مزورة بغرض السياحة وعلى العاملين بهذا القطاع الحذر والانتباه، وعلى السفارات التعامل بدقة في إعطاء التأشيرات".
ونصح الحكومة السودانية بضرورة سحب الجوازات عن الشخصيات المشتبه بها والجنسيات التي ترعى هذه النشاطات والتي كان قد منحها لها نظام الإخوان المعزول".
وشدد مختار على أن البيئة غير مواتية لنشاط الدواعش رغم السيولة الأمنية، لأن الفكر في السودان مختلف والعقيدة التي يتبعها السودانيون وسطية.
وشهد السودان خلال العقود الثلاثة الماضية حوادث إرهابية فردية، لم ترتق إلى مستوى ظاهرة، وتمت معالجتها وفق تدابير قانونية وفكرية.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز