إحباط مخطط إرهابي بنصف طن متفجرات شرق الجزائر
الجيش الجزائري ضبط بمدينة سكيكدة (شرق الجزائر) 500 كيلوجرام من المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة المتفجرات.
كشف بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية، أن الجيش الجزائري "تحفظ يوم 14 يوليو بمدينة سكيكدة (شرق الجزائر) على 500 كيلوجرام من المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة المتفجرات، إضافة إلى معدات تفجير أخرى".
إعلان وزارة الدفاع الجزائرية حجز نصف قنطار من المواد الكيماوية في منطقة سكيكدة التي تضم عددا من المنشآت العسكرية والطاقوية أيضا، جاء بعد الكشف عن أكبر مخطط إرهابي كان يتم التحضير له لاستهداف هذه المنشآت، وهي الأخبار التي نقلتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية، وأكدها لبوابة "العين" الإخبارية مصدر أمني (رفض الكشف عن اسمه).
المصادر الأمنية والإعلامية أكدت أن الجيش الجزائري قرر تعزيز الإجراءات الأمنية على عشرات المنشآت العسكرية والطاقوية والاقتصادية في مدنية سكيكدة.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد تم إرسال 1500 جندي إلى المنطقة للقيام بعمليات تمشيط واسعة ودقيقة في المرتفعات الجبلية التي تحيط بالمدينة، بهدف تعقب الجماعة الإرهابية، بعد ورود معلومات عن وجودها في المنطقة، مع تكثيف الدوريات الأمنية والعسكرية في كامل المنطقة.
وذكرت المصادر الأمنية لبوابة "العين" الإخبارية، أن الجماعة الإرهابية خبأت المواد الكيميائية في هذه المنطقة، وفق مخطط محكم، في انتظار لحظة تنفيذ الهجوم الإرهابي، لكن المعلومات الأمنية والعسكرية أحبطت المخطط الإرهابي قبل بدايته، في حين يبقى الخطر إلى غاية القضاء أو إلقاء القبض على أفراد الجماعة المسلحة.
وفي تعليقه على الموضوع، قال الخبير الأمني، أحمد ميزاب، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية: "إن افشال هذا المخطط يؤكد مرة أخرى، أن الجماعات الإرهابية تبحث عن هدف ثابت من أجل الحصول على الصدى الإعلامي والدعاية لنجاح وهمي، وهذه المنطقة معروفة بوجود منشآت اقتصادية وعسكرية كبيرة".
وأضاف أن "حجز نصف قنطار من مواد كيميائية تستعمل في صناعة المتفجرات هي كمية تؤكد هدف الجماعات الإرهابية جلب أكبر انتباه باستهداف منطقة حيوية مثل سكيكدة تضم منشآت غازية مهمة وعسكرية، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن الجزائر ليست بمعزل عن التهديدات الإرهابية".
وقال ميزاب: "إنه رغم المحاولات المتكررة للجماعات الإرهابية في عدد من المناطق الجزائرية، إلا أن نجاح الجيش الجزائري في إجهاض عمل إرهابي بهذا الحجم يأتي من خلال المقاربة الأمنية الجديدة للجزائر التي أصبحت تنتهج منطق المبادرة والعمل الاستباقي مع الجيل الثاني من الإرهابيين، بعد أن كانت تتعامل بمنطق ردة الفعل مع الجيل الأول من الإرهابيين سنوات التسعينيات وبداية الألفية الجديدة".
بدوره، قال المحلل السياسي، عادل زقار، في اتصال مع بوابة "العين" الإخبارية: "إن هذه المعلومات قد تشير إلى سيناريو شبيه بالهجوم على المنشأة النفطية تيغنتورين عام 2013 جنوب الجزائر، والحديث عن 1500 عسكري في المنطقة لتمشيطها مؤشر أيضا على نقطتين".
حيث قال: "إن الأولى تعني أن المخطط الإرهابي الذي تم إجهاضه كبير فعلا والخطر جدي فعلا، وأن عدد أفراد الجماعة الإرهابية قد يكون أكبر من المتوقع، والنقطة الثانية هي أن الجماعة الإرهابية التي تحاول استهداف منطقة تحوي منشآت عسكرية واقتصادية ضخمة فهذا يعني أن أطرافا أخرى تقف وراءها".
مضيفا "إذا ما استندنا إلى الهجوم على القاعدة النفطية في عين أميناس، فإن التخطيط للعمل الإرهابي وتمويله كان من قبل أطراف خارجية، وهذا احتمال وارد جدا مع هذا المخطط الإرهابي الذي أفشله الجيش الجزائري لحسن الحظ".
يشار إلى أن الجيش الجزائري قد أطلق، في يونيو/حزيران 2014، خطة عسكرية جديدة وواسعة، أطلق عليها اسم "اجتثاث الإرهاب"، حيث تعتمد الخطة على الحسم الأمني الميداني مع بقايا الجماعات الإرهابية، وتوجيه ضربات استباقية ضدها في معاقلها، مع العمل على تجفيف منابع تمويلها ودعمها.
يأتي ذلك فيما تمكنت قوات الدرك الوطني من القضاء على 3 إرهابيين من جنسية تونسية تسللوا إلى الحدود الجزائرية، بعد مواجهات مع الأمن التونسي أجبرتهم على الفرار باتجاه الجزائر
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه بعد وزارة الدفاع الجزائرية بيانا عن العملية، جاء تأكيد الخبر من الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونس، العميد خليفة الشيباني.
وقال العميد التونسي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء: "إن الإرهابيين الثلاثة سبق وأن تبادلوا إطلاق النار مساء الثلاثاء الماضي مع وحدات من الحرس الوطني التونسي قرب المركز الحدودي (بودرياس) بمنطقة القصرين التونسية".
كما أكد المسؤول الأمني التونسي، أن الجهات الأمنية الجزائرية أبلغت نظيرتها في تونس بالقضاء على الإرهابيين على الأراضي الجزائرية، مشيرا في الوقت ذاته "إلى أن عملية التعرف على هوية الإرهابيين جاءت بعد قيام الجزائر بإجراء التحاليل الجينية اللازمة على جثثهم".
وعن تفاصيل اشبتاك الإرهابيين ومن ثم تسللهم إلى الجزائر، أكد العميد شيباني أن العناصر الإرهابية "كانت تترصد الحرس الوطني التونسي من موقع غابي مرتفع ومشرف على الممررات والمسالك المؤدية إلى تلك الوحدات"، مضيفا أن الأمن التونسي "ترصد وجود 3 غرباء ملتحين كانوا يرتدون لباسا طائفيا وقاموا بإطلاق النار على مسافة بعيدة على دورية للحرس الوطني التونسي، وبعد اشتباك مع حراس الحدود في تونس فر الإرهابيون الثلاثة باتجاه التراب الجزائري".
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA=
جزيرة ام اند امز