دراسة فرنسية ترسم ملامح شخصية منفذي العمليات الإرهابية
الدراسة تحاول التنبؤ بسلوك الإرهابيين المحتملين وتحديد سماتهم الشخصية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.
رسمت دراسة فرنسية ملامح الشخصية لمنفذي الهجمات الإرهابية في البلاد، منذ بداية عام 2015.
وأوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي نشرت مقتطفات منها، أنه تم تطبيقها على 163 منهم، في محاولة للتنبؤ بسلوكهم، وتحديد السمات الشخصية للإرهابيين المحتملين.
وأضافت الدراسة أن "متوسط أعمارهم نحو 25 عاما، معظمهم من الرجال، وحاملي الجنسية الفرنسية، وغير ملاحقين قضائيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأكاديميين الفرنسيين، زافييه كريتيز وإيفان باروس، المتخصصين في قضايا التطرف، بكلية العلوم السياسية بجامعة (سان جيرمان أو لاي) بإقليم إيفيلين، توصلا من خلالها إلى الملامح الشخصية والنفسية والظروف المحيطة بهؤلاء الإرهابيين".
وسلط الباحثان الفرنسيان الضوء على جوانب شخصية متعلقة بمنفذي العمليات الإرهابية نادرا ما يتم الالتفات إليها، وذلك في محاولة للتنبؤ بسلوكهم، وتحديد السمات الشخصية للإرهابيين المحتملين، ولتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة.
وأوضحت "لوموند" أنه "منذ بداية موجة الهجمات الإرهابية التي دمرت فرنسا عام 2015، تضاعفت العديد من الأعمال الأكاديمية لتحليل هذه الظاهرة، وذلك بالتزامن مع إحياء ذكرى هجمات باريس الأكثر دموية في تاريخ فرنسا التي وقعت في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015".
وأجريت الدراسة حول 88 هجوما إرهابيا أو مشروع هجوم تم إحباطه في فرنسا خلال الفترة (بين 2015 و2018).
مشاركة المرأة
وتوصلت الدراسة إلى أنه من بين 13 هجوما إرهابيا ناجحا خلال فترة الدراسة، "لم تشارك أي من النساء"، ومع ذلك، فهي ممثلة تمثيلا بسيطا في التخطيط لمشروعات الهجمات الإرهابية التي تم إحباطها، ويتم استغلالها في حمل المتفجرات أو السكين.
ووفقا للدراسة فإنه تم استغلال المرأة في حمل المتفجرات (8 مرات) وحمل السلاح الأبيض السكاكين (7 مرات).
وأشارت إلى أن النساء كُنّ الأكثر عرضة للتحول للتطرف (35%) من الرجال (16%)، كما أن هناك امرأة واحدة فقط لديها سجل جنائي.
متوسط العمر والجنسية
ومن بين نتائج الدراسة التي توصلت إليها، هو أن متوسط العمر لمرتكبي هذه التفجيرات والهجمات الإرهابية يبلغ 25 عاما، حيث شكل القصر 16% منهم، وكان أصغرهم يبلغ من العمر 13 عاما عندما تم اعتقاله، بينما كان عمر رجل آخر 65 عاما.
وأشارت الدراسة إلى أن الغالبية العظمى من منفذي الهجمات من الفرنسيين، موضحة أنه من بين 163 حالة، هناك 32 فقط من الأجانب و9 حالات من مزدوجي الجنسية.
وتمكن الباحثان الفرنسيان من ملاحظة تعددية الأصول الجغرافية لمنفذي الهجمات، موضحة أن معظم الإرهابيين ينحدرون من أصول جغرافية متعددة في نشأتهم، الأمر الذي يمنع التفكير في وجود صلة أحادية بين البيئة التي نشأوا فيها وينحدرون إليها وبين الفكر الإرهابي والمتطرف.
السجل الجنائي
وسلطت الدراسة الضوء على عدم وجود سجل جنائي في كثير من الأحيان لمرتكبي الهجمات الإرهابية، فوفقا للباحثين، من بين 99 فردا تمكنوا من شن هجوم إرهابي، لم يكن لدى 57 منهم سوابق جنائية سابقة، وغير ملاحقين قضائيا.
ويؤكد الأكاديميان أن الدراسة تتعارض مع خطاب الشرطة المسيطر بتطرف معظم منفذي الهجوم في السجون، واستمرارية الأعمال الإجرامية والمتشددة، خاصة فيما يتعلق بالأجيال الحديثة المنخرطة في تنظيم "داعش" الإرهابي، والمتأثرة بفكرهم.
وتبرز الدراسة أيضا أن 3 مهاجمين فقط يمكن اعتبارهم "ذئابا متفردة".
العنف السياسي والفكر المتطرف
وخلص الباحثان إلى ضرورة التمييز بين الإرهاب والفكر المتطرف، والعنف السياسي الذي تمارسه "الجماعات الهيكلية"، مثل منظمة "إيتا" الانفصالية في إقليم "الباسك" أو الجيش الجمهوري الأيرلندي.
وأوضحت الدراسة أنه "في حين أن 13% فقط من 102 ملف تعريف موثق لمنفذي الهجمات ينتمون إلى "تنظيم إرهابي"، وفي نظرهم، أن التطرف يتماشى مع العنف السياسي التقليدي.