سياسة
فلول داعش.. مخططات جديدة للفوضى في شمال أفريقيا
الخبير الأمني أكد أن بداية عودة فلول داعش إلى المنطقة تعني أن دول شمال أفريقيا والساحل أمام تحد جديد وأمر واقع
كشف وزير الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، عن وجود معلومات استخباراتية بحوزة الجزائر "تؤكد وجود مخطط جديد للفوضى في دول شمال أفريقيا يقوده فلول داعش العائدون من مناطق النزاع في سوريا والعراق".
- الوجود الإلكتروني لداعش التحدي الأكبر لأجهزة الأمن في 2018
- خراب داعش في ليبيا يتعدى الأحياء إلى أموات الحرب العالمية الثانية
وقال مساهل، في حديث للإذاعة الجزائرية "إن المعلومات تؤكد أن تنظيم داعش في سوريا والعراق دعا عناصره إلى الهجرة نحو ليبيا وحتى منطقة الساحل الأفريقي والصحراء"، مشيرا إلى أن المستهدف الأول من هذه العودة هي دول شمال أفريقيا التي "باتت أمام خطر حقيقي، وما من أمر أكثر خطورة أو أكثر كارثية من عودة العناصر المسلحة الأجنبية".
تصريحات وزير الخارجية جاءت بعد أن كشف خبراء أمنيون في الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي، خلال ندوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بالجزائر، عن معلومات تفيد "باحتمال عودة 6 آلاف إرهابي من تنظيم داعش إلى أفريقيا، وأن المنطقة باتت أمام تحد جديد يضاف إلى جملة التحديات التي تواجهها المنطقة".
الخبير الأمني الدكتور أحمد ميزاب أكد لـ"بوابة العين" الإخبارية "أن تصريحات مساهل مباشرة بموجب معطيات وليس تخمينات، وتؤكد بداية عودة فلول داعش إلى المنطقة، مما يعني أن دول شمال أفريقيا والساحل اليوم أمام تحد جديد وأمر واقع، لأننا لم نعد نتحدث عن احتمال العودة وإنما بداية العودة، والتحدي الأكبر هو طبيعة انتشار الإرهابيين العائدين واستراتيجيتهم الجديدة في المنطقة".
وأضاف "أن منطقة شمال أفريقيا بما فيها الجزائر مقبلة على معطيات أمنية معقدة، وعلى سيناريوهات أكثر تعقيدا، ما يستوجب تكثيف وزيادة التنسيق الأمني بين دول المنطقة، التي أصبحت في حاجة إلى معادلة أمنية إقليمية لمواجهة هذه التهديدات، بالنظر إلى المؤشرات والمعطيات المقلقة على المنطقة كافة".
تكتيك جديد
كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن "وجود تكتيك جديد لم يعرف عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، يهدف إلى وراثة التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم داعش، بعد الخسائر التي مني بها في سوريا والعراق".
وأشارت الصحيفة التي استقت معلوماتها من الأجهزة الأمنية البريطانية أن تنظيم القاعدة الإرهابي "شرع منذ شهر أغسطس/آب الماضي في تجنيد إرهابيين من بعض دول المنطقة من بينها الجزائر، تلتها حملة ثانية أطلقتها في سوريا شهر سبتمبر/أيلول الماضي".
وتضيف الصحيفة أن "محللي ومسؤولي الأمن في الدول الأوروبية سارعوا إلى دراسة ظاهرة التجنيد من قبل القاعدة، ومدى تأثيرها على بلدانهم مستقبلا".
ففي الوقت الذي تحذر فيه الجزائر من عودة فلول داعش إلى شمال أفريقيا والساحل الأفريقي عاد الحديث مجددا عن تنظيم القاعدة، الأمر الذي طرح تساؤلات عن حقيقة "أي خطر جديد يهدد المنطقة والعالم"، إن كان داعش أو القاعدة، خاصة أن الأخير شهد تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة في المنطقة.
وفي هذا السياق أكد ميزاب أن المعطيات التي قدمتها صحيفة "الجارديان" البريطانية "صحيحة ودقيقة، على اعتبار عودة القاعدة منذ 2017، لكن بهيكل جديد وقيادات جديدة، والدليل التصفيات التي قامت بها القاعدة في صفوف قادتها العام الماضي، ما يعني عودة هذا التنظيم بأسلوب جديد".
وأضاف "أن اللعبة اليوم بين تنظيمي داعش والقاعدة لم تعد لعبة شد وجذب بينهما، بل أصبحت ذات أهداف موحدة في المنطقة، سواء في إطار اندماج أو تحالف".
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز