في خطوة جديدة تهدف إلى توسيع قاعدة عملائها وتعزيز حضورها في شريحة الأسعار المتوسطة، أعلنت شركة تسلا عن طرح نسخة موديل "3 ستاندر" بسعر غير مسبوق، لتصبح السيارة متاحة اليوم بأقل من 37 ألف يورو.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع تسعى من خلالها الشركة الأمريكية إلى إعادة هيكلة أسعارها وجذب فئات جديدة من المستهلكين الذين كانوا يرون في سيارات تسلا خيارًا فاخرًا لا يتناسب مع ميزانياتهم، وفقًا لموقع رولير إلكتريك الفرنسي المتخصص في السيارات الكهربائية.
وتتيح النسخة الجديدة للشركة الهبوط تحت العتبة الرمزية لسيارة كهربائية أقل من 40 ألف يورو، بعد تطبيق الاستراتيجية نفسها سابقًا على طراز موديل واي.
وللوصول إلى السعر الجديد البالغ 36990 يورو، أجرت تسلا تقليصًا مدروسًا لبعض التجهيزات دون الإخلال بجوهر السيارة أو تصميمها العام. فقد حافظت على المظهر الخارجي ذاته تقريبًا، باستثناء اعتماد أغطية للعجلات بدل الجنوط المعدنية، وهو تعديل بسيط لا يلاحظه معظم السائقين، مع الإبقاء على العجلات بقياس 18 بوصة كما في النسخة السابقة.
ورغم هذه التخفيضات، حافظت الشركة على عناصر تصميمية رئيسية تمنح السيارة طابعها المميز، ومنها السقف الزجاجي البانورامي وشاشة التحكم المركزية الكبيرة بحجم 15.4 بوصة. كما تضم النسخة الجديدة نظام التحكم المُحدّث في إشارات الانعطاف، ما يؤكد استفادتها من أحدث التحسينات التقنية التي أدخلتها تسلا مؤخرًا.
أما التجهيزات التي تم حذفها لتحقيق السعر الجديد، فتشمل الإضاءة المحيطية، وشاشة المقاعد الخلفية، والمقاعد الخلفية المزودة بالتدفئة، والضبط الكهربائي لعجلة القيادة، بالإضافة إلى استبدال المقاعد الفاخرة بتنجيد قماشي، وتقليص النظام الصوتي من 9 مكبرات إلى 7 مكبرات، وإلغاء ميزة التغميق التلقائي للمرايا، إلى جانب غياب تهوية المقاعد الأمامية.
وفي المقابل، أبقت تسلا على مجموعة تجهيزات أساسية حيوية بالنسبة للمستخدمين، مثل المقاعد الأمامية الكهربائية والمدفأة، والصندوق الخلفي الكهربائي، فضلًا عن الاتصال الكامل الذي يشمل شاحنًا لاسلكيًا مزدوجًا ومنافذ USB-C، إضافة إلى خدمات تسلا المتصلة بما فيها التحديثات عبر الهواء، ووضع "سانتينيل" الأمني، ومخطط الرحلات المدمج الذي يعد عنصرًا مهمًا في تجارب القيادة الطويلة.
وعلى مستوى الأداء، نجحت تسلا في الحفاظ على قدرات السيارة الأساسية رغم خفض السعر. إذ توفر نسخة موديل 3 ستاندر مدى يصل إلى 534 كيلومترًا وفق معيار WLTP، وهو رقم يقل بنحو 20 كيلومترًا فقط عن النسخة الأعلى تجهيزًا.
ويبلغ استهلاك الطاقة نحو 13 كيلواط/100 كم، وهو معدل يُعد ممتازًا ضمن فئتها. كما تتسارع السيارة من 0 إلى 100 كم/س خلال 6.2 ثانية، وتدعم شحنًا سريعًا بقدرة تصل إلى 175 كيلواط، ما يوفر زمن شحن مناسبًا للمسافات الطويلة عبر شبكة Supercharger.
ومع إطلاق النسخة "ستاندر"، قامت تسلا بإعادة ترتيب تشكيلة موديل 3 بالكامل، حيث حذفت نسخة Propulsion المتوسطة، مما خلق فجوة واضحة بين نسخة الدخول ونسخة Premium Grande Autonomie Propulsion بسعر 44,990 يورو. وتشير هذه الخطوة إلى استراتيجية تسويقية تدفع العملاء نحو طرفي السلسلة بين الخيار الأرخص أو كامل التجهيزات.
وفتحت الشركة باب الطلبات بالفعل مع مواعيد تسليم مقررة في يناير/كانون الثاني 2026. كما يحق للمشترين الاستفادة من مكافأة بيئية قدرها 350 يورو، وهي قيمة متواضعة مقارنة بالمساعدات التي تحصل عليها السيارات المصنعة داخل أوروبا.
وتحقق تسلا من خلال موديل 3 ستاندر اختراقًا رمزيًا لواحدة من أهم حواجز السوق، عبر تقديم سيارة أقل من 40 ألف يورو من دون المساس بجوهر منتجاتها الكهربائية. ورغم أن التخفيضات في التجهيزات مقصودة ومدروسة، فإنها لا تؤثر على هوية السيارة أو كفاءتها الأساسية.