إن كلمات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي وجهها إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في الهند على هامش قمة العشرين الكبار في العالم لا تزال تستحوذ على النصيب الأكبر من التحرير الخبري والتحليل السياسي والتغطية الإعلامية في مشارق الأرض ومغاربها.
هذا لأنها عبرت عن امتنان أهم زعيم عالمي لزعيم عربي يستطيع نسج خيوط العلاقات الممتازة بين القارات بحكمته ومحبته وسعة اطلاعه وقدرته على تذليل الصعاب، حيال أي مشروع عالمي جديد يخدم مستقبل الشعوب وبرامج الحكومات.
أضف إلى ذلك كله، هذه الحقيقة التي أكد عليها "بايدن" حرفياً، حين أتبع الشكر لـ"رئيس دولة الإمارات" بالقول: "لولاك ما كنا هنا"، أي بعبارة أكثر شرحاً، لولا جهود القائد الإماراتي، ما كان لاتفاقية الاستثمار العالمي والبنية التحتية العالمية والممر البحري البري بين الهند ودول الخليج العربي والأردن وإسرائيل أن تبصر النور ويسمع بها أحد.
وفعلياً يضع هذا المشروع العابر لحدود القارات والمنجزات الإمارات والسعودية والأردن كدول عربية في قلب التجارة الكبرى مستقبلياً، ناهيك عن خطط طموحة وغير مسبوقة لإيجاد فرص العمل لعشرات ألوف الأشخاص، وتحديث الطرق والموانئ والسكك الحديدية، والشروع في صناعة اقتصاد متين وقوي ينافس دول الشرق والغرب.
ومنذ زمن ليس بالبعيد قال كبار النخب السياسية والإعلامية في أمريكا علناً، إن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو القائد الأكثرُ تأثيراً في الشرق الأوسط، وقوة دولة الإمارات في صنع التوازن بين القوى العظمى مثل أمريكا وروسيا والصين، نموذج واضح في بلورة العلاقات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية والاقتصادية بين الشركاء الدوليين، بغض النظر عن الخلافات الآنية أو المرحلية".
وقد سال حبر كثير منذ التوقيع على الاتفاقية قبل أيام في نيودلهي، حتى اعتبرها قادة ورؤساء دول، أهم حدث تمخضت عنه قمة العشرين في الهند، وأنها بمثابة المفاجأة السارة غير المتوقعة، وأن مهندسها الأول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، صاحب المكانة المثلى في نفوس قادة البلدان، لأنه يفكر في المستقبل والسلام المستدام والتنمية الحقيقية والقادرة على إطفاء نيران الحروب وإسكات فوهات المدافع للأبد.
ولعل النموذج الاتحادي الفيدرالي الإماراتي والفريد من نوعه على مستوى العالم العربي، كان بمثابة غرس يانع حصدت ثماره إماراتُ دولة الإمارات السبع وشعبها والمقيمون فيها وحتى الزوار لها، وآن الأوان ليرى العالم كله، توجهات دولة الإمارات في التوحد والعمل المشترك والاتحاد العالمي والإقليمي من أجل الإنسان العربي وغير العربي، وتحقيق قفزة نوعية في مختلف المجالات الاقتصادية الضخمة والمباشرة ذات القدرة على التفاعل الصحيح في عالم متعدد الأطراف والأمزجة.
ومن الطبيعي أن تكون كلمات "بايدن" المكرسة لشكر دولة الإمارات بالثلاث، مدخلاً لمشاركته المتوقعة في قمة المناخ الكبرى في دبي، إلى جانب زعماء وقادة العالم الحريصين على تعزيز التعاون الوثيق مع الإمارات بشخص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مستقبلاً، لأنه وعدهم ويعدهم بمبادرات مناخية تنقذ الكون وتوقف نزيف الكوكب، وتضمن السلامة السكانية من خلال أفعال كثيرة تسبق الأقوال والتصريحات.
وشكراً ثم شكراً ثم شكراً للشيخ محمد بن زايد آل نهيان من كل مواطن عربي وغير عربي على جهوده الكبيرة، لأنه أرسى مفاهيم الحكم الرشيد في أبهى صورها، وحقق كل معايير المصداقية الدولية في تاريخ العلاقات، وجعل دولة الإمارات - ذلك البلد العربي الخليجي الناجح والقوي - محط أنظار الجميع وملتقى الثقافات والحوار بين أتباع الديانات، وتهفو إليه قلوب وعقول الشباب من مختلف الأنحاء بحسب آخر المؤشرات المعنية بتلك المتابعات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة