تصريحات المسؤولين القطريين تؤكد التخبط في اتخاذ موقف من سوريا؛ فمرة تريد قطر التدخل عسكرياً مع تركيا، ومرة أخرى تؤيد الحل السلمي، وأحياناً تدعم الفصائل العسكرية المتطرفة.. وبين هذه وتلك أدرك السوريون متأخراً أن قطر لا تريد الخير لبلادهم.
منذ بداية الأزمة السورية في مارس / آذار2011 وعلى قطر يتمثل الجزء الأكبر من المسؤولية السياسية والاقتصادية والإعلامية تجاه ما حل بهذا البلد من دمار.
فورة شبابية كبيرة ومقولات فضفاضة كان يحملها الناس في المظاهرات تثميناً لما أسموه "جهود قطر في دعم الثورة السورية بالمال والسلاح"٬ ولعل الكثير منا قرأ لافتات الاحتجاجات المذيلة بعبارة "شكراً قطر".
بعد حوالي سنتين من الأزمة السورية تبدد حلم الشباب السوري في الاعتماد على السياسة القطرية في دعم ثورتهم المزعومة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء بين قتيل وجريح وسجين ومفقود ومغتصب.
تصريحات المسؤولين القطريين تؤكد التخبط في اتخاذ موقف من سوريا؛ فمرة تريد قطر التدخل عسكرياً مع تركيا، ومرة أخرى تؤيد الحل السلمي، وأحياناً تدعم الفصائل العسكرية المتطرفة.. وبين هذه وتلك أدرك السوريون متأخراً أن قطر لا تريد الخير لبلادهم.
ولعل التصريحات الصادرة عن المسؤولين القطريين يوماً بعد يوم كانت تؤكد التخبط في اتخاذ موقف من سوريا٬ فمرة تريد قطر التدخل عسكرياً مع تركيا٬ ومرة أخرى تؤيد الحل السلمي٬ وأحياناً تدعم الفصائل العسكرية المتطرفة٬ وبين هذه وتلك أدرك السوريون متأخراً أن قطر لا تريد الخير لبلادهم.
- كيف لدولة كقطر أن تحمي السوريين وتدعو إلى إحلال الديمقراطية في بلادهم وهي في نفس الوقت تنسق مع إيران؟
- كيف تعيد قطر الأمان لسوريا وهي على علاقة مع الحرس الثوري الإيراني الذي يمطر سوريا بمئات الصواريخ يومياً؟
- كيف للسوريين أن يقولوا "شكراً قطر" بعد أن أدركوا أنها خانتهم مع قتلتهم من النظام السوري وحزب الله وإيران؟
- كيف للسوريين أن ينسوا دعم قطر الصريح لمنظمة الإخوان المسلمين الإرهابية؟
تأكد السوريون بعد أقل من ٦ سنوات أن لقطر مصالح جيوسياسية وأجندة في سوريا وليس من مصلحتها حل الأزمة٬ ولعل المتابع لسياسة الدولة عبر قناتها "الجزيرة" سيدرك من خلال تحليل مضمون النشرات الإخبارية كيف تدعم قطر تنظيماً كجبهة النصرة المبايع لتنظيم القاعدة الإرهابي أصلاً٬ وكذلك استضافة شخصيات إرهابية كـ"الجولاني" وغيرهم ممن تلطخت أيديهم بدماء أطفال سوريا.
وكانت قطر على مدى الصراع السوري تزعم أنها تنادي بالحل السلمي٬ لكنها كانت تدعم سراً وعلانية أطراف هذا الصراع٬ كل طرف ضد الآخر٬ حيث تتحمل هذه الدولة نسبة العبث في أمن سوريا وإدخال شخصيات غريبة من دول كثيرة إلي ديموغرافية سوريا٬ فإدلب في الشمال مثلاً صارت تحكمها جبهة النصرة بدعم أموال قطرية وتحويلات مادية مشبوهة بهدف شراء السلاح٬ وكذلك عدم وضوح الرد الإيراني على مجمل التنظيمات التي تساندها الدوحة والبقاء على الحياد بهدف إطالة أمد النزاع السوري وتنفيذ أجندة خطيرة وإفساح الدور لإيران في السيطرة على المنطقة والتمتع بخيراتها.
وبحجة أنها معادية للنظام السوري٬ سبق أن صرح وزير الخارجية القطري السابق خالد العطية أن "الحل في سوريا يكمن في الحوار مع إيران٬ وبأنه لا يمكن للخليج العربي أن يكون عوناً في الأزمة السورية بدون إيران٬ ولكن التصريح لم يؤخذ وقتها بالجدية المطلوبة".
أعتقد أن شعاراً من مثل "شكراً قطر" الذي رفعه السوريون في مظاهراتهم كان كافياً لاكتشاف خدعة قطر في دعم أعداء السلام والديمقراطية في العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة