في العام 1996 وبمبلغ قارب 150 مليون دولار من حاكم قطر السابق حمد؛ تم إعلان انطلاق قناة الجزيرة بفكر ومنظور جديد مختلف عن الإعلام في ذاك الوقت، بداياتها كانت بمخالفة المألوف للفت الأنظار وكسب المتابعين
في العام 1996 وبمبلغ قارب 150 مليون دولار من حاكم قطر السابق حمد؛ تم إعلان انطلاق قناة الجزيرة بفكر ومنظور جديد مختلف عن الإعلام في ذاك الوقت، بداياتها كانت بمخالفة المألوف للفت الأنظار وكسب المتابعين، فكانت برامج الحوار التي تنتهي عادة بالعراك لسبب أرادته الجزيرة تمثل في سعيها لكسب المتابعين آنذاك من الشباب والمراهقين الذين كانوا يهتمون بالإثارة ونوع العراك الذي سينتهي به الحوار، لأنها كانت تتنوع بين رش الماء أو رمي الطاولة نهاية بالتشابك بالأيدي أو التراشق بكل ما تصل إليه يد الضيف.
هي برامج الرأي والرأي الآخر لكنها كانت في حقيقتها موجهة تجد أن أحد أطراف الحوار الدكتور الخبير والعلامة بينما يقابله ناشط أو مهتم أو كاتب، في صورة واضحة تم رسمها لحوار يراد به تمرير فكرة ما، فكان لزاما أن يكون الحوار غير متكافئ، وتكمن المشكلة فيه أن الفكرة المراد ترسيخها في نهاية الحوار تتعلق بدولة ما وتصويرها بأنها عميلة ومجرمة ومقصرة في حق الإسلام والعروبة، وفي المقابل إظهار دولة يقارن بها أنها نصيرة الحق وأنها من تعز الإسلام والمسلمين رغم أنها لم تقدم ما يشفع لها لترسيخ تلك الفكرة عنها، كما أن تلك البرامج في نهاية المطاف ظهرت أهدافها في تهيئة جيل ثائر حانق غاضب يخدم الربيع العربي المخطط له منذ سنوات.
في العام 1996 وبمبلغ قارب 150 مليون دولار من حاكم قطر السابق حمد؛ تم إعلان انطلاق قناة الجزيرة بفكر ومنظور جديد مختلف عن الإعلام في ذاك الوقت، بداياتها كانت بمخالفة المألوف للفت الأنظار وكسب المتابعين
نظرية الإغراق التي مارستها الجزيرة رسخت عنها فكرة بأنها منبر من لا منبر له، وأنها قناة الحقيقة المطلقة والمقدسة التي لا يجب معارضتها أو حتى مناقشتها، والغريب أن قناة الجزيرة القطرية عاثت فسادا في أسس المهنية والأخلاق والأمانة فغضت الطرف عن كل ما يتعلق بقطر من أخبار وتسريبات وتقارير ومقالات وتسلطت في المقابل على المملكة العربية السعودية وشقيقاتها، لمحاولة إظهار كل ما هو سلبي وتغاضيها عن كل ما هو إيجابي، بل الأدهى من ذلك أنها عندما كان أتباع القاعدة يهددون ويتوعدون المملكة بإرهابهم ويفجرون ويقتلون الأبرياء كانت الجزيرة تنقل بشكل حصري ومكرر لقاءات حصرية مع أسامة بن لادن والظواهري، فكانت الجزيرة منبرا لكل إرهابي أراد إطلاق التهديدات أو بث رسالة لأتباعه باستهداف دولة ما، كما أن الغريب في الأمر أن ما عجزت عنه أكبر وأقوى أجهزة الاستخبارات في العالم استطاعت الجزيرة من قطر أن تحققه بوصولها لأوكار زعماء التنظيمات الإرهابية!
لم تقتصر فظاعة الجزيرة واستعداؤها للمملكة وشقيقاتها عند ذلك الحد؛ بل عمدت إلى استضافة محمد المسعري وسعد الفقيه اللذين تقدم لهما قطر كل الدعم ويعارضان السعودية ويستعدونها بالمنظمات الحقوقية المسيسة التي تبث الأكاذيب عنها، وكانت تتصيد السلبيات لإبرازها كسيول جدة، التي ركزت عليها وكأنها حدث عالمي وجب تغطيته، وحين غرقت قطر لم تتطرق للموضوع على الرغم من أن الحدث واحد باختلاف الدولة، وظهر وجهها القبيح باستهدافها البحرين حيث دعمت المعارضة المسلحة المدعومة من إيران والتي كانت تستهدف قلب نظام الحكم في هذه المملكة الخليجية العزيزة على كل أبناء الخليج، وانحازت لمظاهرات الكويت التي أساءت لأميرها الوالد صباح الأحمد، كما انحازت قناة الإرهاب القطرية في تغطيتها للتنظيم السري الذي كان يستهدف نظام الحكم في دولة الإمارات وأطلقت القرضاوي عبر منبرها ليطلق التهديدات للإمارات والذي تعهد بتكرار خطابه للضغط عليها للإفراج عن خلية الإخوان والتنظيم السري، إلا أن قطر رضخت وأوقفت القرضاوي بعد وقوف المملكة والبحرين بجانب الإمارات وسحب السفراء من قطر، فالسلبيات في قطر ممنوع التطرق لها حتى وإن كانت قد وصلت إلى اعتقال مجموعة من شيوخ آل ثاني في سجون سرية، كما لم نجدها تتناول أيا من الأخبار التي تتعلق بدعم قطر وتمويلها للإرهاب، آخرها رفض قطر فرض قوانين تتعلق بمنع تمويل الإرهاب.
ما يفسر نهج الجزيرة أن قطر أرادت ذراعا يخدم توجهاتها وأجنداتها في المنطقة كي تتحول من دولة صغيرة ليس لها أي وزن سياسي مؤثر في المنطقة إلى لاعب رئيس ومؤثر، فسخرت ذاك الذراع القذرة الذي كانت تسلطه إما لتشكل الضغط المطلوب على الدولة المستهدفة لابتزازها، أو لتلميع إنجاز غير حقيقي لجهة إرهابية، كما حدث مع تلميع الإخوان في مصر وتونس والخليج، وتلميع الجماعات المتطرفة في ليبيا وسوريا، وبعد نجاح قمة الرياض ألقت تصريحات تميم بظلالها فعادت قطر لاستخدام ذراعها القذرة الذي وجه سيلا من الإساءات للملكة وملك الحزم سلمان –حفظه الله- عبر رسومات كاريكاتورية أدرك من تابعها كمية الحقد الذي تحمله قطر تجاه المملكة العربية السعودية رغم ما كانت تظهره من تودد، لكن تحركها لم يكن محسوبا بدليل التخبط الذي عاشته بين النشر والحذف والاعتذار والتوضيح، أما التصعيد الذي نراه من الجزيرة ليس بجديد؛ فكلما وقفت المملكة بحزم لعبث قطر تحركت الجزيرة للتخفيف عنها كما فعلت في بثها لأخبار عن سجون سرية في اليمن اتهمت الحليف القوي للمملكة في التحالف الإمارات بإدارتها ومن ثم حذفت الخبر.
ما يجب على قطر أن تعيه أنها لن تستطيع تركيع السعودية من خلال ابتزازها بإيقاف الإساءات مقابل السماح بعبثها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة