في عيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات نتذكر كيف تمكّنت الدولة في 50 عاما من التحول إلى منارة ومركز إشعاع حضاري وثقافي.
جاء ذلك عبر مبادراتها العديدة، التي مكّنتها من مدّ الجسور بين الثقافات والجنسيات المختلفة على مستوى العالم، معززة بذلك مُناخات لقاء وحوار الحضارات والتآلف والتسامح والتقارب بين أبناء الثقافات والشعوب، وأصبحت "دار زايد" وطن الخير والابتكار والعقول والفرص، ما يعكس ويبلور دبلوماسية الإمارات المتكاملة وقيمها المُتسامحة البعيدة عن التطرّف، ويجعلها مركزاً للامتياز المعرفي والثقافي، ونموذجاً رائداً لمجتمع يعتزّ بهويته الوطنية وثقافته عالمياً، ويرسم ملامح مستقبل أفضل للبشرية، يُحفّز الأجيال الشابة على التميز والإبداع.
اللا مستحيل لغة إماراتية وضَع حروفها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فكل الصعوبات الكثيرة تم تجاوزها بحكمة قيادته وبقوة تلاحم شعبه معه.. شعب عاهد قيادته على بذل مزيد من الجهد للحفاظ على مكتسباته ونهضة تشهدها دولة الإمارات، التي صارت نموذجاً مشرّفاً في الانفتاح على الحضارات والتسامح الديني والاحترام والقبول، مع احتفاظها بهويتها العربية كجزء لا يتجزأ من شخصية وقيم وعادات تُعدُّ الأساس لتقدمها في المجالات كافة.
سر نجاح الإمارات خلال 50 عاماً مضت يكمن في السياسة الحكيمة، التي أرسى دعائمها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسارت على نهجها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات من بعده.
من جهة أخرى، فلا شك أن مشاريع ومبادرات ومبادئ الخمسين توضح أن ملامح المرحلة الحالية في دولة الإمارات سيكون لها الأثر الطيب خلال العقود الخمسة المقبلة، لجعل الدولة مركزاً للعقول وأصحاب الخبرات والمبتكرين، إذ تُنمّي قدرات شباب الوطن الناشئ لخلق بيئة تطويرية وتنافسية تؤدي إلى إكمال مسيرة الآباء، ومواكبة التطور لتحقيق السبق والريادة الإماراتية.
لقد استقطبت دولة الإمارات الخبرات العالمية، وقدمت التسهيلات لتنفيذ الخطط والبرامج، وباتت تمتلك مقوماتٍ حضاريةً عالمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.
ونحن إذ نحتفل بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، نبارك لها قيادة وشعباً انطلاق مسيرة الخمسين في عيدها الخمسين، الزاهي البهيّ، ونرفع القبعاتِ احتراما وتقديرا وتثمينا لمكانتها ودورها وإنجازاتها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.. نقدم التحية لمن حملوا أمانتها، ولكل الذين لا يزالون يحملون رايتها ويؤمنون بشعارها ويحبون ترابها ويبذلون كل الجهود المخلصة لرفعتها وتقدمها بين الأمم الرائدة في العالم.
إن مسيرة الإمارات لا تجعلنا فخورين بها وحسب، بل نراها إلهاما ونموذجا عربيا حقق الكثير ولا يزال بإمكانه تحقيق الأكثر.
لقد نجحت الإمارات في تقديم تجربة فذة.. درس في صناعة التاريخ.. وفي عامها الخمسين، الذي أكمل مسيرة الماضي المشرفة، تتواصل مسيرة التنمية المجيدة بخطى واثقة ورؤى طموحة ويد ممدودة للعالم أجمع.. تبدأ الإمارات رحلة تُكمل ما سبق وتُعد لمستقبل أزهى تتحقق فيه بإرادة أهلها وعزيمتهم وبحماس شبابها وعلمهم مزيدٌ من الإنجازات والنجاحات، التي ترسخ الأمل في المنطقة والعالم، بعدما أثبتت دائما أن في كل خطوة تُقدم عليها إنجازا عظيما يليق باسم الإمارات وينبض بالحيوية والتجديد والإبهار والتفوق والريادة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة