"مو صلاح مو صلاح".. أشعر وكأني سمعت هذا الهتاف من قبل.. تخلّل مسامعي وشعرت به يهزّ كياني ويقشعر له بدني.. لكنه لم يكن بهذا الاسم.
"مو صلاح مو صلاح".. أشعر وكأني سمعت هذا الهتاف من قبل، تخلّل مسامعي وشعرت به يهزّ كياني ويقشعر له بدني، لكنه لم يكن بهذا الاسم، كأنه حمل اسمي أنا، فالملك المصري لم يكن صلاح، بل كان أنا والوصف خاصتي.
خُطوة واحدة تفصلني عن طعن المستحيل للأبد.. أراني أصعد منصة التتويج في "لندن" أمدّ يدي لأحدهم مصافحاً لأجد بين يديه كأساً فضية تناديني للقرب منها "ها أنا ذا أيها الملك المصري".
أشعر وكأن الأحداث قد سبقت لي رؤيتها، ذات المشاهد بلحظاتها الحُلوة والمرّة، اللحظات الصعبة والمعاناة، الحلم الذي داعب خيالاتي، أولى الخطوات نحو المستحيل، لحظات المجد الأولى وحلم الملايين الذي طوق عُنقي، ها أنا ذا أراني أعيشه بجسد واسم رجل آخر، لكن الروح روحي.
وطئت قدماي بلاد القارة العجوز، من سويسرا إلى بلاد الضباب ومنها إلى أرض الطليان، فهناك بدأ الحلم يُغلّف ببعض الحقائق، ها أنا ذا أخطو خطواتي الأولى نحو المستحيل، إيطاليا تحتضنني وتشهد نفحات من أحلام الطفولة.
الآن أصبحت بطل أحلام الصغار في بلادي المحروسة، الأرض التي لفظتني خارجها لأعود لها بذهب القارة العجوز، وكأنها أرادت تدوين اسمي في صفحات كُتب التاريخ بنعتٍ هو الأقرب لقلبي "قاهر المستحيل".
خُطوة واحدة تفصلني عن طعن المستحيل للأبد، أراني أصعد منصة التتويج في "لندن"، أمدّ يدي لأحدهم مصافحاً، لأجد بين يديه كأساً فضية، تناديني للقرب منها "ها أنا ذا أيها الملك المصري".
المشهد صاخب على غير العادة، عيناي تتسعان لإدراك حقيقة اللحظة، لحظات وأحمل الكأس التي تضعني في الصفحة الأولى من كتاب التاريخ، المصري الأول الذي يصنع المعجزة، بيده قاد الإنجليز للمجد، والآن يُتوج موسمه بجائزة لم يسبقه إليها عربيٌ كان أو أفريقي.
همسات أكاد ألا أسمعها تقترب من أذني.. وكأنه مشهد شوهد من قبل.. أنصت جيداً ليزداد الصوت عُلواً.. ليصبح المشهد الأخير في عقلي وحدي، "شوهد من قبل" بروحي دون جسدي، حتى جاء أحدنا لينقله إلى عالم الواقع بهيئته هو، لكن لا يهم أي جسد سيُلامس الفضة طالما كان مصرياً، بلحيته وشعره الأشعث، المستحيل خضع لأحد ملوك الفراعنة وتهيأ له في ثوب كأس تُمنح للأفضل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة