ليبيا و"براك الشاطئ".. جراح لم تندمل ومطالبات بالقصاص العادل
أربعة أعوام مرت على ذكرى مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين وعسكريي الجيش الليبي، دون قصاص لهم، أو كشف نتائج التحقيق في الواقعة.
ليس هذا فحسب؛ بل إن عددًا من المتهمين في "مجزرة براك الشاطئ" التي وقعت في 18 مايو/أيار 2017، ما زالوا يتقلدون المناصب فيما الآخرون طلقاء، في تحدٍ واضح لأية خطوات تقودها السلطة الانتقالية الجديدة نحو المصالحة الوطنية.
بداية الأحداث
وتعود أحداث واقعة "براك الشاطئ" جنوبي ليبيا، إلى التاسع من أبريل/نيسان 2017 عندما أصدرت وزارة دفاع حكومة السراج المنتهية ولايتها، بياناً أعلنت فيه رسمياً انطلاق عملية عسكرية، قالت إنها تهدف لتحرير قاعدة براك الشاطئ الجوية، مما وصفتها بـ"عصابات بن نائل والمرتزقة"، مدعية وجود فلول من تنظيم داعش بين صفوف الجيش.
"العين الإخبارية" ترصد سقوط قادة الإرهاب منذ بدء عملية الكرامة بليبيا
وفي الـ18 من مايو/أيار 2017، شنت مليشيات القوة الثالثة التابعة لوزارة "دفاع الوفاق"، ومليشيات أخرى متحالفة معها، هجوما على مقر قيادة اللواء 12 التابع للجيش الليبي، في قاعدة براك الشاطئ، تخللته عمليات قتل وتصفية جسدية لجنود عزّل جرى أسرهم، بالإضافة إلى مدنيين، ما رفع حصيلة القتلى إلى 148 شخصًا، في جريمة اهتزت على وقعها ليبيا من أقصاها لأقصاها.
إدانات دولية ومحلية
وقوبلت "مجزرة براك الشاطئ" والتي تعد من "الذكريات السوداء" في تاريخ ليبيا المعاصر، بإدانات دولية ومحلية واسعة، وإعلان فتح تحقيق في الحادث، إلا أنه وبعد 4 أعوام خلت، لم تظهر نتائج التحقيق، فيما بعض المتهمين فيها طلقاء، والآخرون يتقلدون مناصب في السلطة الحالية.
كوبيش في أنقرة.. هل ينجح المبعوث الأممي في إخراج المرتزقة من ليبيا؟
ورغم وجود أدلة تفضح المتورطين في الواقعة، إلا أن "حكومة الوفاق" المنتهية ولايتها، عطلت أحداث التحقيق في القضية، كون المتهم فيها المليشيات التابعة لها، واكتفت بتوقيف وزير الدفاع حينها المهدي البرغثي، وآمر مليشيات القوة الثالثة العقيد جمال التريكي وتحويلهما إلى التحقيق.
تدويل القضية
وأمام امتناع حكومة "الوفاق" السابقة عن إعلان نتائج التحقيقات، دعت بعض الأطراف إلى تدويل القضية، وأسس أهالي الضحايا منظمة "شهداء مجزرة براك الشاطئ"، للمطالبة بحقوق أبنائهم وتحريك الدعاوى القضائية ضد المتهمين.
بعد تهديد أمريكي.. ما فرص إجراء انتخابات ليبيا والعقبات المتوقعة؟
وتتكون منظمة "شهداء مجزرة براك الشاطئ"، من أعضاء ولجان قبلية تتواصل مع كل المكونات الاجتماعية الليبية وتتحرك في خط قانوني وآخر عرفي واجتماعي، ولها صلاحية العمل داخل وخارج ليبيا.
محاكمة المتورطين
يأتي ذلك فيما لا يزال سكان الجنوب متمسكين بمحاكمة المتورطين في مجزرة "براك الشاطئ" بعد 4 أعوام من الواقعة، بحسب عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، الذي أكد أن "الليبيين لن ينسوا ثأرهم ولا دماء أبنائهم الزكية التي أزهقتها المليشيات الخارجة عن القانون".
وطالب السعيدي، في تصريحات صحفية، النائب العام بضرورة فتح ملف مجزرة "براك الشاطئ" من جديد، ومحاسبة المتورطين فيها، أيًا كان موقعهم من السلطة، واصفًا ما حدث بأنها "جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وفق المواثيق الدولية".
هل طالبت واشنطن حفتر بالانسحاب من المشهد الليبي؟ السفارة توضح
ووصف البرلماني الليبي، "مذبحة براك الشاطئ" بـ"العمل الإرهابي الشنيع والذي لم تفرق فيه المليشيات المسلحة بين المدنيين والعسكريين، وقتلت الجميع بدم بارد، أثناء تأدية عملهم وواجبهم المكلفين به"، مشيرًا إلى أن "أبناء فزان لن يهدأ لهم بال حتى يتم الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم للمحاكمة، للقصاص للشهداء".
إعادة التحقيق
وجدد تكتل فزان النيابي في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، مطالبته النائب العام بضرورة إعادة فتح التحقيق في "المجزرة"، التي راح ضحيتها "الأبرياء" من أبناء فزان وتقديمهم للعدالة.
وأكد أن بيئة الحروب والنزاعات المسلحة تساهم في انتعاش الإرهاب من جديد وتستثمرها التنظيمات الإرهابية لتقوية شوكتها، مشددًا على أن مكافحة الإرهاب تظل قاسمًا مشتركًا بين أبناء البلد الواحد.
احتفالات ضخمة
من جهة أخرى، تستعد ليبيا لإقامة احتفالات عسكرية ضخمة، خلال الأيام المقبلة، للاحتفال بالذكرى السابعة لثورة الكرامة، بحسب المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، الذي دعا مواطنيه للتفاعل معها.
في الذكرى الـ 5 لإطلاقها.. خبراء: عملية الكرامة أنقذت ليبيا من الإرهاب
وكان الجيش الليبي، أطلق في 16 مايو/أيار 2014، "عملية الكرامة" لتطهير مدينة بنغازي من الإرهابيين ولإنهاء محاولات سيطرتهم على المنطقة الشرقية والجنوبية، لتتمكن بعد أعوام ثلاثة من إنجاز مهمتها.
عرض قوي
وقال اللواء أركان حرب أحمد المسماري، في تصريحات الأسبوع الماضي، إنه ستتم إقامة عرض عسكري "قوي"، من أجل تعريف الشعب والعالم بقوة الجيش الرادعة، محملا المجتمع الدولي مسؤولية تأخر تركيا في إخراج مرتزقتها من ليبيا.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA=
جزيرة ام اند امز