لأن الخطر الداخلي أشد فتكاً وأكثر بطشاً من الخطر الخارجي فإن السعودية والإمارات شرعتا في تقليم أظافر إيران في المنطقة.
لأن الخطر الداخلي أشد فتكاً وأكثر بطشاً من الخطر الخارجي فإن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنذُ شرعتا بتقليم أظافر الإيراني في المنطقة وقصقصة أذنابه في اليمن ولبنان وسوريا ولربما العراق قريباً، لاقتا ما لاقتا من وسائل إعلامٍ محسوبة على "محور شريفة".
تلك الشائعات والافتراءات صباحاً ومساءً هدفها النيل من طبيعة شكل ومضمون المواجهة الشرسة التي تقودها السعودية والإمارات، ولأن لكل نتيجة سبباً فإن الأمر بات مفضوحا ولا يحتاج لشرحٍ مستفيض، فهناك من يجد لنفسه في حضن ملالي طهران موئلاً مقززاً من الخيانة والخيار الخاطئ الذي تلعنه الشعوب ويكرسه التاريخ درساً صعباً لمن يتدبرون.
قد كان حرياً بمن يحكم قطر أن يتراجع عن تلك الرذائل ويراجع مواقفه التي تحتوي على سوء الفعال حيال إخوانه وجيرانه، لكنه ومن معه في غفلةٍ يعمهون وعلى درب خيانةٍ معلنة يمشون.
فقناة الجزيرة على سبيل المثال والتي جعلت من السعودية والإمارات شغلها الشاغل هذه الأيام، فشلت في حصد تأييد متابعيها، فضلاً عن منتقديها؛ لأنها انزلقت نحو حضيضٍ مقرفٍ من خيالٍ مريضٍ سُخِرَت له إمكانيات كبيرة وتقارير خبيثة لا متن لها يقرأ ولا كلمة بها تُفهم، وأغلبُ الظن أن من سولت له نفسه أن يستسيغ طعم الذل الفارسي لن يرتدع عن تأليف الأكاذيب وصناعة الأراجيف في سبيل تعظيم شأن دولة إرهابية كإيران تعيش في عزلةٍ عالمية، مردها لسوء أفعالها وحماقة حكامها الذين يديرون نظاماً طائفياً مقيتاً عفى عليه الزمن، ويحرمون شعبهم من خيرات بلده بغية خلق شخوصٍ إجرامية على شاكلة نصر الله والحوثي.
ولا تكمن المصيبة فقط بأن دولة مثل قطر قُوطعت من قِبل جيرانها وأُغلقت الأبواب في وجه ساستها، نتيجة حجهم المستمر إلى أرض أوهام الولي الفقيه ومخالفتها - أي قطر - للفطرة السياسية الخليجية التي تقتضي الحذر من الخطر الفارسي، وقد كان حرياً بمن يحكم قطر أن يتراجع عن تلك الرذائل ويراجع مواقفه التي تحتوي على سوء الفعال حيال إخوانه وجيرانه، لكنه ومن معه في غفلةٍ يعمهون وعلى درب خيانةٍ معلنة يمشون.
ولعل خلاصة القول وزبدة الحديث تتلخص بكلمةٍ واحدة مفادها أن البوصلة الخليجية اليوم تتجه صوب العدو الأخطر والأقذر ألا وهو إيران، هذه البوصلة وإن كانت على الأقل حتى اليوم تُسيرها دولُ واعية مثل السعودية والإمارات والبحرين، فضلاً عن هواجس الكويت المتماهية كذلك مع هذا الموقف حيال طهران، وإن بنبرةٍ منخفضة قليلاً، فهذه المواقف مجتمعةً كفيلةٌ بتخليص الأمة من هذه الغمة الجاثمة على صدور أبناء الخليج الواحد، طال الزمان أم قصر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة