فشل قمة كوالالمبور لم يكن فشلا عاديا وإنما كان بمثابة فضيحة مدوية، عندما ألغى رئيس الوزراء الباكستاني حضوره القمة
ماذا تحتاج "قطر" لتدرك أنها دويلة صغيرة جداً، لا ثقل لها في المنطقة، لا صوت لها سوى صوت الأموال التي تبعثرها هنا وهناك، لدعم الإرهاب في ربوع المنطقة والعالم، وماذا تنتظر "تركيا" لتعرف أنها دولة مقهورة تحت سلطة حاكمها الديكتاتوري أردوغان، الذي يظن في نفسه أنه أمير المسلمين الجديد في ربوع العالم، وله السمع والطاعة، وماذا تعتقد "إيران" أن يكون موقعها في العالم، غير أنها دولة إرهابية من العيار الثقيل، تنشر الخوف والرعب في ربوع المنطقة، معتمدة على مليشياتها وعصاباتها الإجرامية. فهل يُعقل أن يقود هذا الثلاثي "سيئ السمعة" العالم الإسلامي، بما فيه من دول إسلامية كبرى، لطالما كانت سنداً للإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان.
يبدو أننا نعيش في زمن المسخ، فكيف تجرّأ وأقدم كل من أمير قطر تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني على الإطاحة بتاريخ منظمة التعاون الإسلامي، وما قدمته للإسلام والمسلمين منذ تأسست عام 1969م، واستحدثوا بدلاً منها قمة إسلامية جديدة في كوالالمبور، تناقش الملفات الساخنة، وتتخذ قرارات مهمة، في منأى عن بقية الدول الإسلامية الكبرى، التي لطالما كان لها تاريخ كبير ومهم في الدفاع عن الإسلام والمسلمين في ربوع العالم، وعلى رأسها السعودية ومصر.
فشل قمة كوالالمبور لم يكن فشلاً عادياً، وإنما كان بمثابة فضيحة مدوية، عندما ألغى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حضوره القمة، وهو المسؤول الثاني الذي يغيب عنها، بعد تراجع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو عن الحضور.
لعلي هنا أهمس في أذن قادة الدول الثلاث الفاشلة بأن دور المملكة في حماية الإسلام والمسلمين سيظل باقياً ومحورياً، وإذا كنتم تبحثون عن مجد أو تاريخ، فابحثوا عنه بعيداً عن المملكة، لأنكم الخاسرون في أي تحدٍ تدخلونه مع السعودية وقادتها
لا أستطيع تفسير تنظيم قمة إسلامية في كوالالمبور، سوى أنها محاولة يائسة لضرب جهود الدول الإسلامية مجتمعة، بقيادة المملكة، والتشكيك فيما تقوم به من جهود تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي، في الذود عن حياض الإسلام، هذه المحاولة رغم فشلها، فإن بها دلالات إلى ما تضمره هذه الدول من حقد وغيرة تجاه المملكة، التي نجحت في جمع الدول الإسلامية حولها منذ عقود مضت، هذا النجاح أثار غيرة أعداء الأمة مجتمعة "قطر وتركيا وإيران" فصادقت الشيطان، واستمعت إلى نصيحته باستحداث قمة إسلامية بديلة عن منظمة التعاون الإسلامي بأعضائها الـ57 دولة.
فشل الدول الثلاث قد تجاوز حدود المنطق والعقل، فهو لم يقتصر على قمة كوالالمبور التي أثار فشلها الضحك والسخرية في العالم، وإنما ظهر قبل ذلك، في داخل الدول الثلاث نفسها، فقطر ما زالت تضرب أخماساً في أسداس لطول فترة المقاطعة التي فرضتها عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولا تعلم ماذا تفعل إذا ما اقترب موعد انطلاق كأس العالم في ظل هذه المقاطعة، أما تركيا، فتبحث عن مخرج يخفف عنها نظرة العالم إليها بسبب تخبطات رئيسها أردوغان وتدخله في سوريا، وضرب الأكراد، ومناطحة أمريكا ومعاداة دول الجوار، أما إيران، فهي تكاد تكون الدولة الوحيدة التي يدعم نظامها السياسي الإرهاب علناً، والدولة الوحيدة التي تتدخل بشكل سافر في شؤون دول الجوار، ولهذا أرادت هذه الدول أن تبعد الأنظار عن مشكلاتها الخارجية، بخطوة القمة الإسلامية في كوالالمبور.
ولعلي هنا أهمس في أذن قادة الدول الثلاث الفاشلة بأن دور المملكة في حماية الإسلام والمسلمين سيظل باقياً ومحورياً، وإذا كنتم تبحثون عن مجد أو تاريخ، فابحثوا عنه بعيداً عن المملكة، لأنكم الخاسرون في أي تحدٍ تدخلونه مع السعودية وقادتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة