حملات التشويه الضخمة التي استهدفت السعودية باتت هباء منثوراً، وتدفقت عشرات المليارات من الدولارات إلى أسواق المملكة.
«سيخرج السعوديون من هذه الحملات ضاحكين ومسجلين انتصارا جديدا وتأكيدا على أن بلادهم هي الدولة العظمى بحق في المنطقة، وهي كذلك قائدة العالم الإسلامي التي لا تهزها زوابع الصراخ، أما خصومها فمجرد طفيليات دورة حياتها قصيرة جدا».
المضحك أن بعض أكبر الأسماء في عالم المال والأعمال التي اتخذت موقفاً معاديا من المملكة خلال الحملة عادت تتسول الرياض أمام عدسات مصوري وكالات الأنباء، حتى أن بعض الدول التي ركبت الموجة ولوحت بالمقاطعة الاقتصادية حينها باتت مستعدة لتكذيب نفسها وربما ادعاء الجنون لتجنب الخسائر
الاقتباس أعلاه هو ما كتبته بتاريخ 17 أكتوبر عام 2018 ونشرته «عكاظ» تحت عنوان «ستنتهي المسرحية ويضحك السعوديون»، حينها كانت حملة التشويه الدولية الكبرى التي طالت السعودية على خلفية قضية خاشقجي في أوج زخمها وتتسيد الصفحات الأولى في أشهر صحف العالم، وقد علق بعض الإعلاميين الغربيين على مقالتي باستغراب شديد، معتبرين أن هذه مبالغة كبيرة وأنني أريد التهوين من الموضوع بشكل غير عقلاني.
مرت ستة أشهر على تلك المقالة وذهبت كغيرها إلى الأرشيف، وذهبت معها تعليقات المستائين منها أيضاً، لتخرج صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام قليلة بتقرير مثير أكدت فيه أن حملات التشويه الضخمة التي استهدفت السعودية على خلفية تلك القضية باتت هباء منثوراً، وأنها لم تثنِ المستثمرين حول العالم من الاستثمار في السعودية، بل إن ما حدث هو العكس تماما إذ تدفقت عشرات المليارات من الدولارات إلى الأسواق السعودية؛ وباتت المنافسة أكثر شدة بين المستثمرين الغربيين والآسيويين عليها.
وأكد تقرير الصحيفة الأمريكية التي شاركت بقوة في الحملة الهجومية على الرياض أنه «بعد ستة أشهر من قضية (خاشقجي) لم تستطع الشركات أن تتخلى عن الاستثمار في المملكة العربية السعودية، فهناك مليارات الدولارات تتدفق إلى الأسواق السعودية، لقد كان الأسبوع الماضي واضحاً في خطط الاستثمار داخل السعودية، حيث تجمهر مئات المستثمرين الدوليين لتقديم طلبات بقيمة 100 مليار دولار لأول عملية بيع دولية للسندات المرتبطة بشركة النفط أرامكو»، مضيفاً: «الرياضيات بسيطة: هناك أموال جدية يمكن كسبها من العمل مع المملكة التي تعيش في ظل أكثر الشركات ربحية في العالم، فقبل بضعة أسابيع كشفت أرامكو عن أنها حققت أرباحاً صافية بلغت 111.1 مليار دولار العام الماضي، كان ذلك أكثر من كل من أرباح آبل وشركة شل وإكسون موبيل»، ونقلت الصحيفة عن روبنسون ويست المدير الإداري لمركز بي سي جي لتأثير الطاقة تعليقاً عن سبب توافد المستثمرين والبنوك إلى السعودية مفاده: «لا توجد أمور شخصية إنها تجارة».
المضحك أن بعض أكبر الأسماء في عالم المال والأعمال التي اتخذت موقفاً معاديا من المملكة خلال الحملة عادت تتسول الرياض أمام عدسات مصوري وكالات الأنباء، حتى أن بعض الدول التي ركبت الموجة ولوحت بالمقاطعة الاقتصادية حينها باتت مستعدة لتكذيب نفسها وربما ادعاء الجنون لتجنب الخسائر.. ولذلك أعيد وأؤكد: إنها السعودية العظمى يا سادة.. وقدر السعوديين أن يضحكوا دائماً أما خصومهم فكل شيء يؤكد أنهم مجرد طفيليات دورة حياتها قصيرة جدا.
نقلاً عن "عكاظ"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة