الفرنسيون ييبعون هدايا عيد الميلاد.. طابور الانتظار يمتد بعد العيد
كشفت صحيفة "ليبراسيون" عن عادة غريبة للفرنسيين غداة الاحتفالات بعيد الميلاد، موضحة ان الفرنسيين ييبعون هدايا عيد الميلاد غير المرغوبة.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "في متاجر السلع المستعملة التابعة لسلسلة "إيزي كاش" لا يحتاج الأمر إلى وقت طويل بعد ليلة عيد الميلاد حتى يبدأ توافد الزبائن الأوائل".
وأوضحت أنه مع انقضاء أجواء الاحتفال، تتحول الهدايا غير المرغوب فيها إلى مصدر سيولة فورية للبعض، وفرصة ثمينة للآخرين لاقتناء منتجات جديدة بأسعار مخفضة.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن شهادة أحد الفرنسيين الذي يبيع الهدايا، ويدعي كارل، 22 عامًا، قوله: "لم يسبق له أن أعاد بيع هدية عيد ميلاد من قبل. ومع ذلك، وجد نفسه صباح الجمعة 26 ديسمبر واقفًا عند شباك البيع في متجر إيزي كاش بحي شاتليه، في قلب باريس".
وقال كارل: "والدتي رفضت هاتف أيفون 17 الذي أهديته لها، لأنها لا تشعر بالراحة إلا مع هواتف سامسونج، موقف قد يبدو محرجًا للبعض، لكنه لا يراه كذلك".
وأضاف مبتسمًا: "كنت سأشعر بإحراج أكبر لو تظاهرت بأنها تحبه، أو لو انتهى به الأمر منسيًا في درج" في نهاية العملية، يغادر كارل المتجر وفي جيبه 700 يورو، يخطط لاستخدامها في تمويل شراء سيارة.


وعلى مقربة منه، تتقدم زبونة ثانية نحو الشباك، مرتدية معطفًا من الفرو وتحمل بيدها حقيبة من علامة "ديور"
وقالت أليدا، 60 عامًا، إن الحقيبة تعود إلى هدية من أحد أعياد الميلاد السابقة. هذه السيدة، وهي مراقِبة في مجال اللوجستيات وهاوية لاقتناء المنتجات الفاخرة، اعتادت بيع بعض مقتنياتها في متاجر السلع المستعملة كلما احتاجت إلى سيولة مالية.
وتابع: "أتيت اليوم لأنني أحتاج إلى المال فورًا لاستكمال شراء الهدايا".
أليدا، وهي أم لأربعة أطفال، تصر على تلبية جميع رغبات أبنائها حتى آخر القائمة. تقول بنبرة حازمة: "ما زال علي شراء طاولة زينة، وهاتف، وحاسوب محمول لهم".
وبالنسبة لها، بيع بعض القطع الفاخرة ليس تخليًا عن الرفاهية بقدر ما هو ترتيب للأولويات، خصوصًا في فترة ما بعد العيد التي تتكثف فيها النفقات.
وتكشف أليدا أنها فكرت أيضًا في عرض حقيبتها على منصة "فانتد"، لكنها فضلت في النهاية خيار البيع المباشر في المتجر. فالسرعة، حسب قولها، هي العامل الحاسم: "هنا أحصل على المال فورًا، دون انتظار مفاوضات أو شحن".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن هذه المشاهد اليومية تعكس ديناميكية خاصة تميز الأيام التي تلي عيد الميلاد في فرنسا، حيث تتقاطع حاجات مالية ملحة مع رغبة مستهلكين آخرين في اقتناص صفقات مغرية.
وأوضحت أن الهدايا الجديدة، التي لم تستعمل قط، تجد حياة ثانية بسرعة، فيما تتحول متاجر السلع المستعملة إلى فضاءات تعج بالحركة، وطوابير تمتد أحيانًا عبر كامل المتجر. وبين بائع يسعى إلى سيولة فورية ومشترٍ يبحث عن تخفيض ذكي، تتشكل دورة استهلاكية جديدة، عنوانها "ما بعد العيد".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز