مفتي جبل لبنان: دعوات تدويل الحج القطرية "أمر مخزي للغاية"
الشيخ محمد علي الجوزو عبر عن أسفه الشديد لدعوة دولة قطر إلى تدويل الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة
عبّر مفتيان ورئيس مركز إسلامي عن أسفهم ورفضهم لتسييس الحج والمطالبة بتدويل الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأعرب مفتي جبل لبنان، الشيخ محمد علي الجوزو، عن أسفه الشديد لدعوة دولة قطر إلى تدويل الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وعرقلة توجه رعاياها إلى الحرمين الشريفين، لتأدية فريضة حج هذا العام.
- من "إيكاو" لـ"تسييس" الحج.. الدبلوماسية القطرية تنزف فشلا
- الرابطة الخليجية للحقوق والحريات: السعودية تيسر الحج وقطر تسيسه
وقال في تصريحات الأربعاء، إنه "من المؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحد من التهافت والإسفاف، لأن مطلب تدويل المشاعر الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة مطلب إيراني حاقد لا يوافق عليه المسلمون وإذا كررته قطر يكون أمراً مخزياً للغاية، لأن قطر تعرف أن هذا المطلب يحمل مشروعاً طائفياً ومذهبياً ما برحت إيران على المتاجرة فيه لأسباب لا تخفي على أحد".
وأضاف مفتي لبنان: "ولما كانت قطر دولة خليجية عربية فهي تعرف أن هذه المشاعر منذ أن قامت المملكة العربية السعودية أصبحت مصونة ومكرمة ويحافظ على خدمتها وتوسعتها والتجديد في أبنيتها، والأهم من ذلك كله الحفاظ على أمنها وأمن الحجاج والمعتمرين والزائرين جميعاً".
وأشار الى أن "الأمور كانت فوضى قبل أن تقوم المملكة العربية السعودية بهذا الدور التاريخي الكبير، وكان هناك قطاع طرق على حجاج بيت الله الحرام، ويحكي آباؤنا وأجدادنا عما كانوا يتعرضون له أثناء تأدية فريضة الحج وكان الناس يستقبلون العائدين من أداء هذه الفريضة بالأفراح والزينات لعودتهم سالمين".
وطالب المفتي الجوزو قطر بأن تنفي ذلك نفياً تاماً، لأن مكة عربية والنبي عربي، ولا يستطيع أي أعجمي فارسي أن يغير من هذه الحقيقة.
من جهته، رفض مفتي منطقة عكار السابق، الشيخ أسامة الرافعي أي تسييس لفريضة الحج أو المطالبة بتدويل إدارة الحج والحرمين الشريفين.
وقال في تصريح مماثل، إن: "المؤامرة على المسجد الأقصى الشريف تتزايد يوماً بعد يوم ويحاول الأعداء بكل الوسائل طمس المسجد الأقصى من وجدان المسلمين خارج فلسطين وقتل محبته في نفوسهم وهكذا يرُاد لاحقاً لمكة المكرمة وللمدينة المنورة تارة بالاعتداء عليها بالصواريخ الحوثية وتارة بالطعن في جهود المملكة في رعاية الحج وتارة في طرح قضية تدويل إدارة الحج والحرمين الشريفين، والكل يعلم الجهود العظيمة التي يبذلها ملوك هذه البلاد المباركة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في سبيل رعاية الحرمين الشريفين وتسهيل فريضة الحج ومناسك العمرة للحجاج والعمّار والزوار، ولا ينكر جهودهم إلا جاهل أو مكابر أو حاسد".
وأضاف: "ولذلك فنحن نرفض أي تسييس لفريضة الحج أو المطالبة بتدويل إدارة الحج والحرمين الشريفين وهو أمر لا نقبل به أبداً وينبغي أن يبقى الحرمان الشريفان مصدر وحدة وتضامن في جميع العالم العربي والإسلامي تذود عنهما الأمة الإسلامية جمعاء بكل ما تملك وبكل الوسائل المتاحة وهنا لا بد أن تقدر الأمة العربية والإسلامية جهود المملكة العربية السعودية في رعايتهما والعناية بهما وخدمة زوار البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف في مواسم الحج والعمرة".
من جانبه، رأى رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام في لبنان، الشيخ خلدون عريمط أن: "مطالبة قطر بتدويل الأماكن المقدسة هو تأكيد على أن حكومة قطر وأميرها أضحت خنجراً مسموماً بيد المشروع الصفوي الفارسي الذي طرح مثل هذه الخطيئة الكبرى منذ بضع سنين، وكان الموقف العربي والإسلامي من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واضحاً برفض هذه الوقاحة الإيرانية لاسيما أن المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً هم بخدمة الأماكن المقدسة باستمرار، لتكون على الدوام واحة أمن وأمان وسلام واستقرار لضيوف الرحمن، ليتمكنوا من أداء مناسكهم بخشوع وأمان".
وأكد أنه "من المعيب على حكومة قطر أن تكون حصان طروادة لخدمة المشروع الصفوي تارة والمشروع الصهيوني تارة أخرى، ولتعلم قطر وحكومتها ومن يدفعها نحو هذا الانتحار السياسي والتاريخي أن العرب والمسلمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها وجيشها سيبقون سداً منيعاً في مواجهة مثل هذه المشاريع الحاقدة والعاملة لخدمة أعداء العرب والإسلام".