"دون كيشوت" يؤكد تخلصه من النحس بعرضه في افتتاح كارلوفي فاري
بعد 17 عاما من النحس تخلص فيلم "الرجل الذي قتل دون كيشوت" من لعنة التأجيلات بعرضه في كان السينمائي والآن يفتتح دورة كارلوفي فاري
يستعد صناع الفيلم الإنجليزي "الرجل الذي قتل دون كيشوت" للمخرج تيرى جيليام، لتأكيد خروجه من دائرة النحس التي لازمته طيلة 17 عاما، وتقرر عرضه في افتتاح مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي، بدورته الـ53 التي تعقد خلال الفترة من 29 يونيو/حزيران، وحتى 7 يوليو/تموز المقبل بدولة التشيك.
الفيلم الذي عرف بأنه الأكثر نحسا في تاريخ السينما حصل على العرض الأول بمهرجان كان السينمائي بعد انتهاء تنفيذه الذي استغرق 17 عاما، واجه خلالها ظروفا صعبة، ومر الإنتاج بكوارث عدة، بدءا من مرض الممثلين الرئيسيين، وصولا إلى غرق معدات التصوير، واتهامات بالتسبب في ضرر بموقع للتراث العالمي في البرتغال، وقد لاحقه النحس حتى في مهرجان كان عندما انسحبت شركة أمازون من توزيعه بسبب الفصل في نزاع قضائي خاص بالفيلم انتهى بموافقة محكمة فرنسية على عرضه بالمهرجان لتعود الشركة لتوزيعه.
ويعد الفيلم من أشهر المشاريع السينمائية التي تعثرت كثيرا في الانتقال إلى حيز التنفيذ، وكانت محاولة أولى لاقتباس الرواية الصادرة في القرن السابع عشر للكاتب الإسباني ميجيل دو ثرفانتيس بمعرفة الأمريكي جوني ديب والفرنسيين جان روشفور وفانيسا بارادي.
وفي النسخة الجديدة، يجسد الممثل الأمريكي آدم درايفر، نجم "ستار وورز: ذي فورس أويكنز"، "باترسون" دور وكيل إعلاني يعود إلى إسبانيا ويجد رجلا يدعي أنه دون كيشوت، ويجسد الدور الممثل البريطاني جوناثان برايس، كما تشارك في الفيلم الممثلة الفرنسية من أصل أوكراني أولجا كوريلنكو.
وبدأ جيليام تصوير فيلمه في عام 2000، مانحا البطولة للممثل جوني ديب، في دور مدير تسويق عابرا الزمن إلى إسبانيا القرن السابع عشر، ليلتقي الفارس المضلل دون كيشوت، ويعتقد هذا الأخير أن صاحبه سانشو بانزا.
يأتي ذلك بعد عامين قضاهما جيليام لتمويل فيلمه، وفقاً لصحيفة "جارديان" البريطانية، لكن مع بدء التصوير في سبتمبر/أيلول 2000 بإسبانيا، أصيب الممثل الفرنسي الذي يلعب دور دون كيشوت "جان روتشفورت" بالتهاب استدعى إجراء جراحة، كما اكتشف المخرج بأن موقع التصوير القريب من قاعدة للناتو غير مناسب في ظل التحليق المستمر للطائرات، تلا ذلك فيضانات أغرقت المكان وبالتالي معدات التصوير، فتم تفكيكها، واستولت شركة التأمين على النص.
الطريف أن تاريخ الكوارث التي لاحقت هذا الفيلم كانت ملهمة لعدد من الأعمال، منها فيلم وثائقي بعنوان "ضائع في لا مانسا"، الذي تمكّن جيليام من استكماله أخيرا، ليتم عرضه في كارلوفي فاري.