التعليم في الإمارات.. من "الكتاتيب" إلى الفضاء
الإمارات تعمل بشكل مستمر على مواكبة التكنولوجيا والعلوم الحديثة
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بالذكرى الـ46 لقيام الاتحاد وتوحيد الكيان الإماراتي على يد القائد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبدء عصر جديد من الإنجازات في شتى القطاعات والمجالات تبوأت دولة الإمارات خلالها مكانة مهمة على جميع الأصعدة، وتصدرت المراكز الأولى في كثير من المجالات على مستوى العالم.
"إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره" تلك المقولة الخالدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت الأساس الذي انطلقت منه الإمارات من تعليم "الكتاتيب" إلى الريادة واقتحام عصر الفضاء.
اعتبر الشيخ زايد بن سلطان، أن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة، ونشره واجب قومي على الدولة التي تريد التقدم، لبناء جيل الغد وتعويض ما فاتنا وهذا الأمر يضع العلم في أعز مكانة وأرفع قدر، فالعلم ثروة وهو مادة بناء المستقبل. لذا كان التعليم محور اهتمامه والقيادة الرشيدة، وعملوا على النهوض به، فوفرت دولة الإمارات التعليم مجاناً لجميع مواطنيها ودعمته بالكثير من المشاريع والمبادرات، ليحظى أبناء الوطن بسلاح العلم والمعرفة لمواكبة ركب التقدم وتلبية احتياجاته ليصل به إلى أعلى المراكز عالمياً.
ونستعرض معاً رحلة 46 عاماً، انتقلت خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة الناشئة في النظام التعليمي، من عصر الكتاتيب، إلى بلوغ ريادة عصر الابتكارات والتعليم واقتحام عالم الفضاء.
نظام الكتاتيب
كان "نظام الكتاتيب" هو النظام التعليمي السائد وأول نظام تعليمي ظهر في دولة الإمارات العربية المتحدة، فكان يعتمد على المطوّع الذي يعلم الطلبة القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ويعرفهم بأركان الإسلام إلى جانب القراءة والكتابة.
حلقات العلم
مع "نظام الكتاتيب" حدثت نقلة بسيطة في مسيرة التعليم، فظهر نظام "حلقات العلم" الذي كان يمارسه عدد قليل من العلماء والفقهاء الذين تمتعوا بمعرفة واسعة في أصول العقيدة والفقه والتفسير والإملاء والنحو والتاريخ، وعُقدت حلقات العلم في المساجد أو بيوت العلماء أو بيوت بعض التجار الذين خصصوا ركنا في بيوتهم لتعليم الطلاب فيه.
التعليم شبه النظامي
انتقلت دولة الإمارات إلى التعليم التطوري أو شبه النظامي خلال الفترة 1907-1953؛ بسبب تأثر تجار اللؤلؤ الكبار بحركات الإصلاح واليقظة العربية، ليبدأ افتتاح المدارس التنويرية، واستقدام العلماء لإدارتها والتعليم فيها. ومن أشهر المدارس شبه النظامية المدرسة التيمية المحمودية في الشارقة سنة 1907، والمدرسة الأحمدية في دبي سنة 1912، والسالمية في 1923، ومدرسة آل عتيبة في أبوظبي سنة 1930.
التعليم الحديث
مع افتتاح مدرسة القاسمية في الشارقة سنة 1953-1954، بدأ التعليم الحديث النظامي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان تعليماً منظماً في فصول ومقررات، إلى جانب تقويم الطالب ومنحه شهادة دراسة في نهاية العام الدراسي، أما الانطلاقة الكبرى والنقلة الضخمة في التعليم الإماراتي فكان بقيام الاتحاد سنة 1971، فتأسست وزارة التربية والتعليم، وحرصت على تطوير التعليم والمناهج الدراسية وأساليب التدريس وبناء المدارس وتوفير كل مستلزمات التعليم للطلاب، وشهد التعليم قفزة كبيرة في فترة وجيزة.
ومنذ ذلك الحين ومسيرة التعليم في تطور مستمر في دولة الاتحاد، وحاصلة على الدعم المتواصل والقوي من القيادة الرشيدة. ففي عام 2007 أعلن معهد الإحصاءات التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أن نسبة المتعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة يصل إلى 88.7%. ونسبة الأمية تصل إلى 1% فقط حسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم في عام 2014.
وتصدرت دولة الإمارات قائمة أفضل 50 جامعة في المنطقة العربية، بعدد 10 جامعات، وفقاً لتصنيف مؤسسة «كيو إس» العالمية «2014-2015». وحلت جامعة الإمارات في المركز 390 في قائمة أفضل الجامعات العالمية من بين 26000 جامعة حول العالم بحسب «كيو إس» العالمية لعام 2018، واحتلت المركز الـ10 على مستوى الشرق الأوسط. وصُنفت "جامعة خليفة" في المرتبة الرابعة من بين أفضل 5 جامعات عربية لعام 2017، وذلك حسب تصنيف مؤسسة «تايمز» للتعليم العالي الدولية لتصنيف الجامعات في المنطقة العربية.
وتهدف دولة الإمارات بشكل مستمر إلى مواكبة التكنولوجيا والعلوم الحديثة، فوفرت أحدث التكنولوجيا والمختبرات الحديثة في مدارسها وجامعاتها لتخريج كوكبة من الطلاب المتميزين في العلوم بأنواعها، قادرين على الارتقاء بالوطن إلى قمة المراتب العالمية، ودشنت مشاريع تنافسية مع دول عالمية كبرى لدراسة الفضاء والطاقة النووية والطاقة المستدامة وغيرها من الأبحاث العلمية المختلفة؛ لتوسيع الآفاق العلمية وتحقيق التنافسية العالمية والتفاعل مع متطلبات العصر، وأطلقت مبادرة التعلم الذكي الذي من شأنه تحويل مسار التعليم تحويلاً جذرياً في دولة الإمارات.