على المجتمع الدولي والعربي والخليجي أن يعي أن الأزمه القطرية كانت وما زالت بالنسبة للدول المقاطعة مجرد خلاف سياسي
على المجتمع الدولي والعربي والخليجي أن يعي أن الأزمة القطرية كانت وما زالت بالنسبة للدول المقاطعة مجرد خلاف سياسي خالص، ولا يمكن تصعيده لخلاف عسكري من قبلها لالتزامها الدائم بقانونية القرارات والالتزام الدائم بحفظ السلم والأمن الدولي، منذ أول يوم اتخذت فيه قرار المقاطعة تم التعامل مع الملف القطري بكل أخلاقيات التعامل السياسي والدبلوماسي، ولم يتم تصعيد الموقف لخلاف ذلك، لأن قطر باختصار بالنسبه لهم زوبعة قذرة في فنجان، وما اتخذ ضدها كفيل بتأديبها ولدى هذه الدول من القضايا ما هو أهم وأكبر من خساسة تنظيم الحمدين.
لعبت قطر في البداية باستحياء خبيث دور المظلوم المتفاجئ من القرار الذي صدر ضدها، مُتناسيه عدم التزامها بوثيقة الرياض ٢٠١٤ متجاهلة عملها الإرهابي الذي يزيد عن ٢٠ عاما، حيث خرج النظام القطري على إثره في مؤتمرات صحفية وبرامج إعلامية استغفل بها الشعب القطري محاولاً كسب تعاطفهم عن طريق التسويق لفقاعة فارغة، إن ما يحدث هو عبارة عن فرض وصاية يمس سيادة قطر، وإن ما فرض عليهم هو حصار واعتداء ضد الإنسانية، عبر حملات إعلامية هدفها التلاعب بالرأي العام وكسب تعاطف المجتمعين الخليجي والدولي.
وبفشل النظام القطري الذريع في التسويق لسيادته المغتصبة أصلاً بدأ يمارس هجومه القذر على دول المقاطعة، عبر قنواته الإعلامية الخبيثة وإعلاميه المرتزقة.
ما حدث في الآونة الأخيرة من تصعيد أحمق من النظام القطري إنما يبين حقيقته وحجم عدائيته، غير مدرك أنه دخل من خلاله في مرحلة فقدان الوعي، ووصل به الحد إلى الاستهتار بالقوانين الدولية وتهديد الأمن والسلم الإقليميين، بتصرفاته المتهورة باعتراضه طائرتي ركاب مدنيتين إماراتيتين
في أول مراحل نشوب الأزمة سعت قطر وبقوة حمقاء إلى عسكرة القضية، حيث بدأت عن طريق إعلامها المزيف بتلفيق أخبار عن احتمالية وجود مخطط لهجوم عسكري من دول المقاطعة، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك، زاعمين أن قرار الهجوم العسكري تم اتخاذه بالفعل لولا تدخل أمير الكويت كان الهجوم قد حدث.
أخبار وافتراءات كان الهدف منها إقناع الداخل القطري بضرورة الاستعانة بحلفاء حتى يتم حفظ الأمن القومي لقطر من أي تدخل عسكري، من هذه الافتراءات الوهمية الذي استغفل بها الشعب القطري فتح النظام القطري أبواب التعاون الصريح مع نظام الملالي باستقباله فرقاً من الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، وتمكينها من الداخل القطري، حيث أصبحت حماية تميم نفسه وحاشيته على يد الإيرانيين، ناهيك عن تمكينه الأتراك بإدخال عشرات الآلاف من الجنود والآليات الحربية التركية، وإنشاء قاعدة عسكرية تابعة لأنقرة بزعم حماية قطر من وهم أي تدخل عسكري، والحقيقة أنه سلم سيادة قطر إلى الفرس والترك، بعدما كان يدعي كذباً أن سيادته ليست محل حوار فأصبحت محل اغتصاب.
ما حدث في الآونة الأخيرة من تصعيد أحمق من النظام القطري إنما يبين حقيقته وحجم عدائيته، غير مدرك أنه دخل من خلاله في مرحلة فقدان الوعي، ووصل به الحد إلى الاستهتار بالقوانين الدولية وتهديد الأمن والسلم الإقليميين، بتصرفاته المتهورة واعتراضه طائرتي ركاب مدنيتين إماراتيتين، وهو تطور خطير وأحمق لا يجب السكوت عنه لما ينطوي عليه من تهديد لحركة الملاحة الجوية والسلام الدولي، ضاربا بالاتفاقيات الدولية والأعراف السلمية عرض الحائط، وعلى الرغم من هذا السلوك العدواني الذي يوضح حقيقة قطر إلا أن دولة الإمارات ارتأت أن تستمر على نهجها الذي تأسست عليه بالرد على هذا التهديد الجبان، وفق أخلاقياتها في التعامل السياسي والدبلوماسي بالتوجه إلى القنوات القانونية الدولية لوقف ممارسات قطر العدائية، وخرقها الاتفاقيات الدولية وهنا يتضح الفرق بين دولة خاوية هشة وبين دولة متزنة حكيمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة