إن التوافق أو الاختلاف لا يعني الحرب بين أي دولتين، إلا إذا بدأت إحداهما بالاعتداء على الأخرى بالأساليب المعروفة لبدء الحروب.
على ما يبدو أن الأكسجين بدأ ينقص عن تلك الذبابة المحتجزة داخل تلك الزجاجة والباب لها مفتوح، لكنها تختار البقاء محتجزة تتخبط هنا وهناك، غير أنها لو هدأت قليلاً ونظرت حولها مما وراء الزجاج لكانت أدركت أن الطريق إلى الخروج سهل، لكن الأحداث التي تحيط بها تعمي بصرها، وتعطل تفكيرها عن إيجاد الطريق خارج تلك الزجاجة التي وضعت منذ البداية نفسها داخلها.
وهنا ما عسانا أن نقول؟
منذ أن تسلّم حمد بن خليفة الحكم في دولة قطر وهو متخبط بعضه ببعض، ومؤثر على جميع من حوله بالسلبية، ومسببٌ لزعزعة في الاستقرار على المنطقة ككل، أما بعد أن بدأت الصورة تتكشف عن مآربه ومساعيه وتورطاته المشينة، وبعد أن وُضع قرار المقاطعة حيز التنفيذ، وبدأت كل قراراته لا تؤثر سلبياً فحسب، بل أصبحت خطيرة بشكل واقعي وحسي، فلم يتأخر عن دعم مليشيات الحوثي في اليمن لوجستياً ومادياً، بعد أن رأى الإنجازات المتقدمة التي قامت بها القوات الإماراتية والسعودية على الأراضي اليمنية ضد الحوثيين، حتى باتت التصرفات التي يقوم بها أمراً يتنافى مع سياسة احترام الدول، وخارقاً للقانون، ومنتهكاً للحقوق المدنية، وعلى خلفية التصرفات العشوائية المتصفة بالجنون التي يصدرها النظام القطري إلى فكر الشعب القطري وإلى دول الجوار، والاعتداء على حقوقهم، وانتهاك كل المعاهدات الدولية.
أثبتت قطر مرة جديدة أنها جاحدة، وأنها الخاسر الوحيد من كل هذه التصرفات، حيث تسير طواعية إلى الهاوية إن استمرت بتصرفاتها الرعناء بهذا النحو من الانتهاكات المتكررة، ودعمها المتواصل للإرهاب ورموزه في أكثر من موقف.
إن التوافق أو الاختلاف لا يعني الحرب بين أي دولتين إلا إذا بدأت إحداهما بالاعتداء على الأخرى بالأساليب المعروفة لبدء الحروب، أما أن تقوم مقاتلات قطرية بالاعتداء على طائرتين مدنيتين تابعتين لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن هذا الأسلوب يعد أكثر من رخيص على كل الأصعدة.
وبسبب النضج السياسي والعسكري الذي تتمتع به حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ستقوم بتوفير الأدلة على هذه الانتهاكات واتخاذ التدابير المتعارف عليها بما يتعلق بهذا الشأن؛ للحد من الانتهاكات القطرية التي تتم بتدبير إيراني ضد كل من الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، بعدما رأيناه من انتهاك إيراني بأيدٍ حوثية على العاصمة السعودية الرياض، كما أنها تقوم بهذا الدور مشرعةً أبواب التدخل الإيراني والتركي بالأوضاع الراهنة، بحيث إنها باتت مدللة لدى كل من إيران وتركيا، فإما أنها تسعى للاستفزاز وحسب أو أنها تحاول التغطية على أمر مستتر، أو أنها تقوم بهذه الأفعال لتسهيل عملية تدخل إيراني أو تركي أو كليهما بشكل من الأشكال.
أخشى أن أقول هذه المرة إن قطر فعلاً لا تدرك إلى أين تسير بكل التصرفات اللامنطقية، اللامبررة التي تقوم بها، أو إنها ستكون كبش الفداء الذي ستقدمه إيران أو تركيا لتدخل عسكري لا تُحمد عقباه، فإلى متى ستبقى قطر مختارةً أن تبقى محجوزة في تلك الزجاجة؟ وكل ما يتطلبه أمر خروجها منها بعض التعاون والاعتراف بالأخطاء التي اقترفتها على أن يهدأ الوضع المحيط؟!.
للأسف، أثبتت قطر مرة جديدة أنها جاحدة وأنها الخاسر الوحيد من كل هذه التصرفات، حيث تسير طواعية إلى الهاوية إن استمرت بتصرفاتها الرعناء بهذا النحو من الانتهاكات المتكررة، ودعمها المتواصل للإرهاب ورموزه في أكثر من موقف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة