قمة الرياض الإسلامية العربية الخليجية الأمريكية، سمّها ما شئت عزيزي القارئ، فلست هنا كي أسرد عليك أحداثها ونتائجها، ولكنني هنا لأقف معك في تمعن على شاطئ الحق، الذي عرّت أمواجه تنظيم الإخونجية
قمة الرياض الإسلامية العربية الخليجية الأمريكية، سمّها ما شئت عزيزي القارئ، فلست هنا كي أسرد عليك أحداثها ونتائجها، ولكنني هنا لأقف معك في تمعن على شاطئ الحق، الذي عرّت أمواجه تنظيم الإخونجية، وإعلام الإسرائيلي عزمي بشارة ووضاح خنفر، الذين منذ إعلان الرئاسة الأمريكية عن أولى زيارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسمية، والتي أولى محطاتها المملكة العربية السعودية، وهم يشعلون الدنيا كذباً وبهتاناً طعناً وتشكيكاً، ومع زيارة سيدي صاحب السمو الشيخ ﷴ بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للرئيس الأمريكي قبل زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية، تسعرت أفران إعلامهم الحاقد المأجور والعميل لتخبُز الأخبار كذباً وتدسها سماً.
ولعل ما يعلمه ويدركه الإخونجية ويحرق أكبادهم أن زيارة صاحب السمو الشيخ ﷴ بن زايد للرئيس الأمريكي ما كانت لشرب القهوة أو خطب ود بيتٍ أبيض يسكنه أقوى زعماء العالم، بل كانت زيارة ذات ثقل سياسي اقتصادي بتنسيق سعودي إماراتي كامل وواضح الرؤى، مؤداه رسالة صريحة تدفع بالرئيس دونالد ترامب نحو الجدية الكاملة في تعامله مع قمة الرياض والحضور إليها داعماً ومؤيداً ومتخذاً للقرارات، لا أن يأتي للزيارة وقراءة الأفكار ثم العودة إلى واشنطن للاجتماع والتشاور!!
تتـوالى الصفعــــات على الإعــلام الإخونجـــي؛ فكلما رسموا صورة مشوهــة عن العلاقــــات الإمــاراتيـــة السعوديـــة، جاءت الأحداث لتبين عكــس ذلك.
وها هي الصفعات تتوالى على الخد الإخونجي وعلى حاضني الإرهاب وأربابِ الإعلام المأجور، فكلما رسموا صورة مشوهة عن العلاقات الإماراتية السعودية، جاءت الأحداث لتبين عكس ذلك، وتؤكد على مدى قوة وصلابة هذه العلاقة بين البلدين، ولعل الصورة الأكثر تعبيراً للقارئ حين يشاهد العاهل السعودي حفظه ﷲ وصاحب السمو الشيخ ﷴ بن زايد حفظه الله يتوسطهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
قمة الرياض أدمت مدامع الإخونجية ومموليهم وداعميهم، ولك أن تبحث في منابر الإخونجية وإعلام وضاح خنفر وعزمي بشارة عن صدى هذه الصراخ حين ترى الرئيس الأمريكي يخاطب قادة الدول المشاركة في القمة معجباً بدولة الإمارات في تطورها العمراني الفريد وفي قوتها العسكرية القوية والمحترفة مؤكداً حرص الإمارات على مكافحة الإرهاب ودعم الجهود في هذا السبيل، ما يجبر القريب والبعيد على أن يتسابقوا لكسب ثقتها وجعلها حليفاً استراتيجياً لا يشق له غبار، ولك عزيزي القارئ أن تتمحص منصات الإخونجية وداعميهم كيف تطعن في التحالف الإماراتي السعودي ثم تلطمها الأحداث والمواقف لتصرخ ألماً يدفعها إلى أن تصب جل اهتماها وتركيزها على قشور قمة الرياض وتترك لُبّها، فتجدها تارةً تصيغ خبراً عن هز فنجان، وتارةً أخرى تحوم حول زوجة ترامب وابنته، وتارة تطعن في هذا وتروج لخلافٍ بين هذا وذاك، ولا عجب في ذلك كله فلقد أصابتهم اللحمة الخليجية والسياسة الحكيمة والمناهضة لمخططاتهم في مقتل، ولعل أبرزها هو طرح المنظمة الإخونجية على طاولة القمة وأمام مرأى العالم ومسمعه على أنهم عصب الإرهاب وحبله الشوكي، وأن من يحتضنهم ولا يجرؤ على تجريمهم إنما هو راعٍ لهم ومستفيد من خدماتهم الشيطانية ولا يختلف عنهم في شيء، وأن الخناق عليهم اليوم صار أضيق مما كان عليه.
تخبط الإخونجية وارتباكهم الذي أحدثته قمة الرياض جعلهم يعلنون حالة الطوارئ في إعلامهم ليتوزعوا على مجموعات بعضها يشتم ويحقر من مكانة الشعب السعودي، وبعضٌ آخر راح يطعن في العلاقات السعودية الأمريكية واعتبارها هواناً وضعفاً وانبطاحاً، وآخرون راحوا يسوّقون لخليفتهم المزعوم بأن امتناعه عن حضور القمة هو لإدراكه حجم الانبطاح والعمالة الخليجية لأمريكا فأرسل وزير خارجيته ممثلاً عنه!!
وآخرون راحوا يركزون على هز فنجان الملك، وغيرهم راح يصف الاتفاقيات السعودية الأمريكية بأنها تحقيق لوعد ترامب حين كان مرشحاً بأنه سيجعل الخليج يسدد ديون الولايات المتحدة، وذلك كله في دلالة واضحة على ضعف حججهم ودناءة نواياهم.
حين تشاهد العالم يجتمع أهم من فيه في مركز محاربة الإرهاب "اعتدال" الذي تمخضت عنه قمة الرياض، ستدرك أن رجفة الإخوان وصراخهم لم يأتِ من فراغ، فما عاد لهم في خليجنا سوى من باع خليجه لهم وأصبح يساق بين أيديهم كما تساق الدابة وفوق هذا وذاك يُحلب لبنه ويجِف ضرعه ويهزل جسده!!
واعلم عزيزي القارئ، أن الهجوم على دولة الإمارات واتهامها بأنها تخون السعودية في اليمن وتدعم انفصال الجنوب عن الشمال وتمول حفتر في ليبيا وتقوي السيسي في مصر وما إلى ذلك من تصوير يومي مشوه ومزور، إنما هو نتاج حقدٍ دفين تجاه الإمارات وقادتها الذين كسروا شوكة الإخونجية وفضحوا مخططاتهم أينما حلت أجندتها، وأن ما تسمعه أو تقرؤه عن علاقات سعودية إماراتية متدهورة أو عمل إماراتي بالباطن، إنما هو قهرٌ وغِلٌ في قلوبهم لما تتمتع به دولة الإمارات من ثقة غالية وعالية ومتبادلة مع دول العالم على وجه العموم ومع المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على وجه الخصوص، وعلينا أن نتيقن بما أعلنته وتعلنه دائماً وأبداً دولة الإمارات بأنها حليف قوي واستراتيجي للمملكة العربية السعودية، ولا شيء يحدث دون أن يكون هناك تنسيق واتفاق واضح المعالم والرؤى، وحليف لا جدال فيه مع من يريد اجتثاث الإرهاب وشياطينه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة