الأسبوع الثالث للعدوان.. لاءات عفرين تنفجر في وجه أردوغان
تدخل الحملة العسكرية التركية في مدينة عفرين، أسبوعها الثالث، وسط انتقادات كان أهمها الرفض الداخلي التركي.
تدخل الحملة العسكرية التركية في مدينة عفرين، شمال سوريا، أسبوعها الثالث منذ أن بدأت أنقرة عمليتها العسكرية التي تطلق عليها "غصن الزيتون" في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتستهدف أنقرة بتلك العملية المقاتلين الأكراد، والذين تعتبرهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابياً لدى النظام التركي.
هجوم البشر والحجر
أفاد الجيش التركي بأن عدد قتلى صفوفه جراء "غصن الزيتون" بلغ 16 قتيلاً، وكان أمس الأحد الأكثر خسارة للأتراك في عمليتهم العسكرية، فيما شارف عدد المصابين على الـ50.
أنقرة من جانبها قالت إن عملياتها العسكرية أدت إلى سقوط نحو 935 قتيلاً من الأكراد.
وتساند عدة فصائل سورية "غصن الزيتون" وعلى رأسها الجيش السوري الحر الموالي لتركيا، الذي وقع منه نحو 24 قتيلاً في هجمات تركيا على عفرين، وذلك بحسب تصريحات تركية.
الرواية التركية حول عدد القتلى والمصابين يشكك بها مسؤولون أكراد، موضحين أن المقاتلين الأكراد أسقطوا ما لا يقل عن 20 تركياً خلال المواجهات.
الأكراد استنكروا أيضاً الهجمات التركية التي أدت إلى مقتل 129 مدنياً وإصابة أكثر من 310 آخرين.
من جهة أخرى، قال تقرير للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن العملية العسكرية التركية تسببت في موجة نزوح لنحو 5 آلاف مدني من سكان عفرين.
"غصن الزيتون" كانت "شوكة" للمظاهر الحضارية السورية، الأمر الذي أدى إلى إدانة المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية لتلك الهجمات التي أدت آخرها إلى تدمير معبد "عين دارة"، والذي يُعد من أهم الأبنية الأثرية القديمة.
رفض داخلي لافت
قوبلت العملية العسكرية التركية رفضاً وانتقاداً دولياً منذ البداية؛ حيث طالبت الولايات المتحدة وروسيا أنقرة باحترام وحدة الأراضي السورية، معربين عن قلقهم حول تبعات تلك العملية.
وفي هذا المنطلق، قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن حكومة تسيير الأعمال قررت تجميد أي قرار بشأن تحديث دبابات "ليوبارد" ألمانية الصنع في تركيا.
وكانت المعارضة الداخلية التركية لهجوم بلادهم على عفرين أمراً لافتاً على صعيد نقد "غصن الزيتون"، الأمر الذي أدى إلى اعتقال المعارضين من قِبل الحكومة التركية.
وأعلنت النيابة العامة في أنقرة، الإثنين الماضي، فتح تحقيق حول اتحاد أطباء تركيا (عددهم 11) عقب انتقاده التدخل العسكري في سوريا.
وذكرت وزارة الداخلية التركية، اليوم، أنه "منذ بدء" غصن الزيتون" في سوريا "تم توقيف 449 شخصاً لنشرهم الدعاية الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي و124 شخصاً لمشاركتهم في الاحتجاجات".
"رد الصاع صاعين"
وتتجه التصريحات التركية والكردية والعمليات العسكرية على الأرض إلى رغبة تركية في الاستمرار في الهجوم وإصرار كردي على الصمود ورد "الصاع صاعين".
وفي أكثر من مناسبة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن العملية العسكرية التي يشنها جيش بلاده لن تتوقف على حدود عفرين، وإنما ستمتد إلى منبج.
في المقابل، لا يمانع الأكراد التضحية بكل ما يملكون لصد الهجوم التركي.
وفي تصريحات سابقة لـ"بوابة العين" الإخبارية، أفاد مسؤولون أكراد أنهم عازمون على "إفشال المخطط التركي لاحتلال عفرين".
نداءات ومظاهرات
إلى جانب صد الهجوم التركي، لا يتوانى الأكراد عن تنديد العمليات العسكرية ودعوة المجتمع الدولي إلى إيقافها، خاصة مع تزايد النداءات الدولية سواء الرسمية أو غيرها المنتقدة لأنقرة.
وشهدت مدينة عفرين، أمس، مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف بشكل مفاجئ رداً على التجاوزات والانتهاكات التي يمارسها الجيش التركي، ابتداءً من عملية الغزو، فضلاً عن التنكيل بالأطفال والنساء، والتمثيل بجثث المقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية.
ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر تنكيل المقاتلين الأتراك بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني.
ودعت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين، روسيا إلى وقف دعمها للهجوم التركي على المدينة السورية، مناشدة الولايات المتحدة والدول الأوروبية التدخل لوقف تدخل أنقرة.
يأتي ذلك بعد دعوة سابقة من الأكراد للنظام السوري، مطالبين إياه بحماية الحدود من الهجمات التركية.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yMTAg جزيرة ام اند امز