تصاعدت (الأنا) لدى حكام قطر حتى وصلت إلى مراحل خطيرة أِشبه ما تكون بجنون العظمة، والاقتناع أن الفأر يمكن أن يصبح أسداً، وأنها -أي قطر- أصبحت تتصرف وكأنها أسد حقيقي في حين أن الواقع وكل المؤشرات الجغرافية والديموغرافية والفكرية والحضارية تؤكد أنها مجرد دوي
تصاعدت (الأنا) لدى حكام قطر حتى وصلت إلى مراحل خطيرة أِشبه ما تكون بجنون العظمة، والاقتناع أن الفأر يمكن أن يصبح أسداً، وأنها -أي قطر- أصبحت تتصرف وكأنها أسد حقيقي في حين أن الواقع وكل المؤشرات الجغرافية والديموغرافية والفكرية والحضارية تؤكد أنها مجرد دويلة صغيرة تريد أن تقوم بدور دولة عظمى، وهذا ما جعلها في نظر العالم دولة مهووسة معتوهة ومثيرة للسخرية والضحك، وبؤرة للفتن، ومستنقعا للمؤامرات والدسائس حتى على أبناء عمومتها وأهلها ومحيطها الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي.
قطع العلاقات مع دويلة الإرهاب ما هو إلا تنبيها أولياً، لكن القادم أعظم إن لم تكف قطر عن ألاعيبها وخيانتها للأمة
وأمام هذا المرض العضال الذي يعاني منه حكام الغفلة في قطر لا ينفع إلا الحزم والحسم، وإذا كان للمجانين أن يعربدوا هنا وهناك، فكذلك لدينا من الحكماء والمعالجين النفسانيين من هم على قدرة عالية لعلاج هؤلاء المرضى وحشرهم في زاوية ضيقة تليق بمكانتهم الحقيقية وحجمهم الواقعي، وهذا ما فعلته السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا وعدد من الدول المساندة والمؤيدة لعقاب قطر على شذوذها وتشرذمها وسوادها الذي تريد من ورائه تكريس الفتنة والشقاق بين الأشقاء، وترسيخ البؤس والخراب على شعوب الخليج والعالمين العربي والإسلامي، وهذا ما جنته يدا قطر الآثمة، وما جاء قطع العلاقات مع دويلة الإرهاب إلا تنبيها أولياً أو ما يشبه (الكارت الأصفر) في لقاءات كرة القدم، لكن القادم أعظم إن لم تكف قطر عن ألاعيبها وخيانتها للأمة بوضعها كف التعاون والتآمر مع إيران، وفتحها مجالها وخزائنها وأراضيها لأعتى الإرهابيين وأقذر المنظمات المتطرفة وأشرسها وأكثرها خطراً على أمن الأمة العربية والعالم، فالكارت الأحمر قادم إن لم تصحو قيادة قطر من غفلتها وسباحتها في بحر الخيانة والتآمر.
يكفي قطر عاراً أنها تقف في الخندق المعادي للخليج والعرب والإسلام مع إيران التي أكدت كل التجارب أنها ما تريد بنا إلا الهلاك والفناء وتكريس عقيدتها المنحرفة وتصدير (ثورتها) العرجاء الجوفاء القحطاء، ويكفيها رزية وعاراً أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي افتتحت وعلى رؤوس الأشهاد مكتباً رسميا لحركة طالبان الإرهابية، وأنها الشريان الذي يغذي القاعدة بمليارات الشعب القطري المغلوب على أمره، وهي التي فتحت بوابات جهنم على الشعب السوري بدعمها جبهة النصرة الإرهابية وتحفيزها على تقتيل الشعب السوري وتهجيره، ويكفي قطر عاراً أنها اليد الآثمة التي غذت الفرقة والشقاق في ليبيا وحولت ثورتهم إلى نزاعات وحرب أهلية بتغذيتها الأجنحة المتطرفة والإرهابية في ليبيا مثل (فجر ليبيا)، وتحفيزها هؤلاء على استمرار القتال إلى ما لا نهاية، والعار ثم العار ثم العار الأكبر لقطر كونها وبالأدلة القاطعة وبشهادات الشهود الدولة الوحيدة التي تفتح مخازن أسلحتها لداعش الإرهابي في جميع أنحاء العالم، وقطر تلك الخزنة المشرعة والمفتوحة لكل من اعتنق مذهباً عقائدياً متطرفاً، وفكراً إجرامياً معادياً للإنسانية وللمحبة والتسامح والحضارة، والخيانة ثم الخيانة بأبشع صورها في وقوف قطر مع معاتيه الحوثيين ونصرتهم ضد أشقائنا في اليمن وضد السلطة الشرعية فقط لإرضاء إيران والتمتع بكونها ذيلاً قذراً وتابعاً خسيسا ينفذ أجندة الشر في المنطقة.
وحتى لو كانت قطر بريئة من كل المصائب التي سقناها سالفاً، فيكفيها إجراماً أنها المأوى الآمن لجماعة الإخوان المسلمين وهي المنظمة الأخطر في العالم، ليس على الأمة العربية والإسلامية بل وعلى أمن العالم واستقراره وسلامته، فدويلة (فأرية) وحكام مساطيل مفصولون عن الحقيقة والحق أولى بهم العزلة لأنهم وباء وآفة يجب دحرها وحرقها والتخلص من سمومها آجلا غير أجل.
لقد رفعت قطر راية العداء للخليج والسعودية والإمارات على وجه التحديد منذ اللحظة الأولى التي أطلت بها أفعى الإعلام القذر (الجزيرة) رأس الحربة لحرب قطر على سلام الخليج وأمنه وعلى وحدة الأقطار العربية واستقرارها وسلامها، وعلى معنى الإنسانية، فأطلت رؤوس الفتنة مرة تلبس قالب العروبة ومرة عباءة القومية ومرة جلباب الإسلام وكلها أقنعة أسفرت عن الوجه القبيح المسخ لسياسات قطر ونواياها الظلامية، فكان لا بد من وقفة رجولية في وجه الخسة والنذالة، ولسوف تؤتي هذه الوقفة أكلها ويعود الشعب القطري إلى أحضان محيطه الأخوي الخليجي والعربي والإسلامي والعالمي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة