"فايننشال تايمز": الآلاف يفرون من حلب مع تقدم قوات الأسد
قوات المعارضة خسرت نحو ثلث أراضيها في ثاني المدن السورية
عشرات الآلاف من المدنيين يفرون من القتال العنيف في المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة في حلب مع تقدم قوات الأسد
عشرات الآلاف من المدنيين يفرون من القتال العنيف في المناطق المحاصرة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة في حلب، في ظل تقدم قوات الرئيس بشار الأسد في آخر معقل كبير للمعارضة السورية، ويبدو أنها تستعد لتقسيم مناطق المعارضة إلى شطرين، حسب صحيفة "فايننشال تايمز".
وفي تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، الإثنين، على موقعها الإلكتروني، قالت إنه يظهر ان قوات المعارضة المسلحة خسرت نحو ثلث أراضيها في مدينة حلب، وفقاً لتقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يفر المدنيون من عدة مناطق في الشمال الشرقي في ظل تقدم القوات الحكومية في بعض المناطق الأولى التي وقعت تحت سيطرة المعارضة في صيف عام 2012.
وأشارت إلى أن الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، ثاني المدن السورية، تعرضت لحملة قصف جوي شرسة بدعم روسي لمدة أسبوعين، حيث كانت الطائرات تقصف المنطقة ليلًا ونهارًا، بينما حوصر حوالي 250 ألف شخص مع القليل من الطعام أو المستلزمات الطبية خلال الحصار الذي دام شهوراً، وفر منهم كثيرون بعد فتح طرق هروب في الخطوط الأمامية.
وأوضحت أن حلب مقسمة بين القوات الحكومية في الغرب، وقوات المعارضة في شرق البلاد، التي تنفي أنها خسرت مناطق حاسمة يقول النظام إنه استعاد السيطرة عليها، ينظر إليها على أنها أكبر جائزة في الصراع السوري المستمر منذ 5 سنوات، الذي بدأ كثورة ضد الأسد، وتطور إلى حرب أهلية معقدة، متعددة الجوانب.
ويبدو أن رئيس النظام السوري، وفقاً للصحيفة، يأمل أنه إذا تمكن من سحق معقل المعارضة، سوف يعزل قوات المعارضة إلى بقايا تمرد في الريف، وتكون له اليد العليا في أية تسوية سياسية مستقبلية، وفي هذه الأثناء، تعاني حلب من أسوأ أعمال عنف الحرب.
ونقلت الصحيفة عن محمد خندقاني وهو مسعف داخل المدينة، قوله: "هناك حالة من الذعر في جميع أنحاء المناطق المحاصرة في حلب. كل شرق حلب وصلت إلى ذروة المعاناة من الجوع والبرد، وعزلهم عن العالم"، واصفًا الوضع بأنه "أسوأ لحظة منذ قيام الثورة التي بدأت في مدينة حلب".
وأظهرت الصور التي أرسلها نشطاء أعمدة ضخمة من الدخان ترتفع فوق المباني مع احتدام القتال في وقت مبكر يوم الإثنين، حيث يقول سكان حلب، إن حوالى 30 ألف شخص فروا من الأحياء الواقعة على الجبهات الأمامية للقتال، وتوغل كثيرون أعمق في مناطق المعارضة في حين فر ما لا يقل عن 10 آلاف إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو جيوب في المدينة يسيطر عليها المسلحون الأكراد، الذين يقولون إنهم يبقون على الحياد بين المعارضة وقوات الأسد، ولكن المعارضة تتهمهم بالتواطؤ مع النظام، حسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الأسد تحكم قبضتها على الساحل ومعظم وسط سوريا، بما في ذلك العاصمة دمشق، بينما استغلت العناصر المتطرفة مثل "داعش" الفوضى للاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء البلاد.
وأوضحت أن الأسد المدعوم من إيران وروسيا وقوات كبيرة من المقاتلين الأجانب الشيعة، لديه الآن اليد العليا في الوقت الذي يظهر أن مؤيدي المعارضة يفقدون الاهتمام، فتركيا الآن أكثر تركيزاً على عرقلة القوات الكردية السورية التي شجع ظهورها السكان الأكراد في جنوب شرق تركيا.
وفي المقابل، تقول شخصيات المعارضة، إن واشنطن -الداعم المتردد دائماً للمعارضة- كانت غائبة تقريباً في المحاولات الأخيرة للتفاوض على هدنة حلب، ويعتقدون أن هذا يعزى إلى أن الولايات المتحدة غير واثقة بشأن الدور الذي تؤديه في الوقت الراهن بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب، الذي قال في كثير من الأحيان إنه ربما يقطع الدعم للمعارضين السوريين.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن كثيرين في شرق حلب يقولون إنهم لا يستطيعون الفرار إلى مناطق أكثر أمناً عقدت يسيطر عليها النظام أو الأكراد لأن لديهم علاقات مع المعارضة ويخشون على سلامتهم، في حين يقول آخرون، إن قوات المعارضة تدفع المدنيين للعودة، وهو ما ينكره نشطاء المعارضة على الرغم من أحد سكان حلب السابقين الذين وصلوا تركيا أقاربه داخل المدينة يقول إن المعارضة أجبرت المدنيين على البقاء للحفاظ على معنويات المقاتلين.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز