طفل يخترق الأسوار المنيعة.. تسلُل غير متوقع إلى البيت الأبيض

في قلب واشنطن، حيث تُحاط أعلى مقرات السلطة في العالم بسياجات منيعة، تنجح يد صغيرة في اختراق كل هذه الحواجز.
في حادثة لافتة أعادت طرح تساؤلات حول الإجراءات الأمنية بالبيت الأبيض، تمكن طفل صغير من اختراق السياج الخارجي للمجمع الرئاسي.
ووفقًا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي للخدمة السرية، أنتوني جولييلمي، فقد تمكّن الطفل الصغير من التسلل عبر السياج في الحديقة الشمالية نحو الساعة 06:30 مساء.
وحدث ذلك بعد نحو ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات من المكتب البيضاوي.
وأكد جولييلمي أن الضباط تعاملوا مع الموقف بحرفية، حيث أُعيد الطفل إلى والديه "دون حوادث"، مشيرا إلى أن التحقيقات الأولية لم تُظهر نية تخريبية من الصغير، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع ذا هيل الإخباري.
ونشر نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر أحد الضباط المسلحين وهو يحمل الطفل، الذي كان يرتدي سترة زرقاء وقُبَّعة، بينما يسلمه لزملائه قبل إعادته إلى أهله.
ولم تُكشف هوية الطفل أو عائلته، لكن مصادر أمنية أفادت بأن الوالدين خضعا لاستجواب قصير لتوضيح الظروف.
سوابق مشابهة تثير القلق
وهذه ليست المرة الأولى التي يُفلت فيها طفل من الحراسة المشددة حول المقر الرئاسي.
ففي أبريل/نيسان 2023، تسلَّل طفل آخر عبر السياج المعدني نفسه في الحديقة الشمالية، قبل أن تمسك به الخدمة السرية وتُسلمه لوالديه بعد استجوابهما.
وفي حادثة أخرى عام 2022، حاول شخص بالغ تسلق السياج المؤقت المُحيط بالبيت الأبيض قبيل تنصيب ترامب لولايته الثانية، ما دفع السلطات لتعزيز الإجراءات الوقائية.
وتثير هذه الحوادث المتكررة تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية، خاصةً بعد قرار الخدمة السرية عام 2023 بتركيب أسوار معدنية بارتفاع 8 أقدام حول المجمع الرئاسي ومبان حكومية مجاورة، كوزارة الخزانة ومنزل كامالا هاريس نائبة الرئيس السابق جو بايدن.
ورغم هذه التدابير، تظهر الثغرات بشكلٍ دوري، لا سيما في المناطق المفتوحة مثل الحدائق.
بين الإجراءات الأمنية والانفتاح
يُعتبر البيت الأبيض رمزًا للسلطة السياسية الأمريكية، لكنه يشكل في الوقت ذاته وجهة سياحية حيث يستقبل آلاف الزوار سنويًا.
لكن هذا المزيج بين الدور الأمني الصارم والوظيفة العامة يخلق تحديات مستمرة. بحسب المصدر.
فمن ناحية، تسعى السلطات لحماية الرئيس ومن يعملون معه، ومن ناحية أخرى، تُحاول الحفاظ على صورة المقر الرئاسي كفضاءٍ مفتوح للشعب.
ردود فعل الرأي العام
تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع الفيديو بانقسام؛ بين من رأوا في الحادثة لمسة "بشرية" تضفي طابعا مرحا على المشهد الأمني الصارم، وآخرين عبّروا عن قلقهم من سهولة اختراق المجمع الرئاسي في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تصاعدا في التهديدات الأمنية، لاسيما بعد اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
من جهتها، نفت الخدمة السرية وجود ثغرة أمنية جسيمة، مؤكدة أن الحادثة "فردية" وأن الأنظمة القائمة قادرة على التعامل مع الاختراقات غير المتعمدة.
لكن بعض المعلقين استدعوا حوادث تاريخية، مثل محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريغان عام 1981، داعين إلى مراجعة شاملة للإجراءات.
aXA6IDMuMTIuMTY0LjEyMyA=
جزيرة ام اند امز