مثقفون مصريون: الإمارات تلعب دورا رائدا في التسامح وقبول الآخر
زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات تترك صدى واسعا بين المثقفين المصريين تأكيدا على تسامح الإمارات.
أجمع عدد من المثقفين المصريين على أن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية لدولة الإمارات، ولقاءه فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في "لقاء الأخوة الإنسانية" الذي شهدته الإمارات يعد استكمالا للدور الذي تلعبه الإمارات في تعزيز أواصر التواصل الإنساني، وتنمية النواحي الروحانية عند الإنسان.
وقال القاص المصري سعيد الكفراوي، إن ما تفعله دولة الإمارات في مجال التسامح الديني ليس جديدا عليها، ويضاف إلى ما حققته وتسعى إلى تحقيقه من نجاحات وإنجازات اجتماعية وسياسية وثقافية وعلى المستويات كافة.
وأضاف الكفراوي، في حديثه لـ"العين الإخبارية: "هذا اللقاء بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر هو لقاء مهم جدا ليس للإمارات فقط أو على المستوى العربي، وإنما هو لقاء له معانٍ متعددة ورسائل تستهدف العالم كله، بعدما انتشرت فيه الشرور، وأصابته الكراهية والعنف والإرهاب، ومن هنا جاء الدور الكبير لما فعلته دولة الإمارات لمحاولة توحيد الإنسان في العالم كله على مساحة مشتركة يتفق عليها الجميع، لأننا جميعا أخوة في الإنسانية، والحضارة لا تعرف المسلم والمسيحي وحتى الذي يحيا بلا ديانة، في النهاية كلنا بشر، ولكل واحد الحق في اتباع ما يريد من آراء وتوجهات في أي مجال من المجالات".
وأكد الكفراوي أن التسامح الديني وقبول الآخر من الملامح الأساسية لتقييم حضارة أي شعب، وبالتالي فإن ما تفعله دولة الإمارات هو نتاج سنوات من السعي وراء التقدم والرقي ومحاولة خلق حضارة قائمة بذاتها، من شأنها التأثير في المحيط الإنساني كله، ومن أهم معالم الحضارة هو الانفتاح على الآخر بلا قيود أو حدود أو اشتراطات، وهو ما تفعله الإمارات على نحو مبهر.
الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الأسبق، أوضح لـ"العين الإخبارية" أن سعي الإمارات لترتيب لقاء بين شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الكاثوليكية، هو تتويج للدور الإنساني للإمارات في كل المجالات.
وتابع مجاهد: "علينا أن ننظر جيدًا لما حققته الإمارات في مجال الثقافة والفنون والفكر والترجمة، لأن اهتمامها بمسألة التسامح الديني جزأ لا يتجزأ من الصورة العامة، حيث إن هناك اتجاها لتعظيم كل ما هو روحاني، لأن الدولة التي تهتم بتطوير الثقافة ودعم الفن وتستثمر في الفكر والمعرفة وهي دولة تدرك جيدا أهمية وفاعلية الجانب الروحاني والتسامح الديني، وما فعلته الإمارات يجب أن يصبح نموذجا للعالم كله، وأتمنى ألا نتوقف عند ذلك، وأن تستمر مثل هذه اللقاءات".
الروائية سهير المصادفة قالت إن قيام دولة الإمارات بترتيب هذا اللقاء رسالة للعالم كله تحتوي على معانٍ متعددة أهمها أن قبول الآخر والتعاطي معه سيخلق واقعا جديدا لا مكان فيه لداعش وبوكو حرام والجماعات الإرهابية التكفيرية التي خربت العالم كله.
وأضافت المصادفة: "نحتاج إلى المزيد من هذه المؤتمرات، والإمارات تبذل جهدا عظيما في ذلك، ولكن المسألة تحتاج لتكاتف الجميع، إنها قضية تهم العالم كله، وهذا العالم في أزمة كبيرة، وعليه أن يتكاتف ليقف في وجهها، كي لا تزداد الأمور سوءا".
وأكد الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن هذا اللقاء يمثل خطوة من الخطوات الضرورية، من أجل التقارب بين المسيحيين والمسلمين في أنحاء العالم، متابعا: "أتصور أن الفعاليات التي ترتبط بهذا اللقاء تمثل أيضا خطوة مهمة على طريق بحث القضايا والاهتمامات، وأيضا المشكلات القائمة عند البعض ممن لا يقبلون التقارب والتسامح، ولكن مع هاتين الخطوتين يجب أن يكون هناك عمل مشترك ومتصل ومستمر على كل المستويات، بما فيها الندوات واللقاءات والكتابات، وبمشاركة أجهزة الإعلام المتنوعة، من أجل الوصول إلى المزيد من التفاهم، والعيش المشترك في سلام، والتقارب والمحبة، بين أبناء الديانتين".
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز