الجولات الافتراضية.. بدائل إلكترونية للنزهات
التنقل بحرية عبر الكاميرا والهاتف المحمول.. تعرف كيف.
الحرية حق أي إنسان على وجه الأرض، ولكن هناك أشخاصاً يحرمون من ممارسة هذا الحق، والأسباب هنا تكون صحية، حيث يصابون بأمراض تمنعهم من السير والتنقل بحرية.
ورغبة منه في مساعدة هؤلاء الأشخاص، فكر المصور الكندي جون بوتريل في تقديم بديل لحرية التحرك يستفيد منه أشخاص تمنعهم ظروفهم الصحية من المشي والتنقل بحرية؛ وذلك عبر كاميرته وهاتفه المحمول.
ويعيش بوتريل عاشقا لأشعة الشمس التي تمر عبر أشجار الغابات المليئة بالحيوانات وللجولات التي يجريها بزورق في البحيرات بمنطقة أونتاريو في كندا، مصطحبا معه فقط كاميرته والهاتف المحمول.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية، قال بوتريل إنه لا يستطيع أن يتخيل حياة بدون حرية، مشيرا إلى أن الحرية بالنسبة له تعني "التنزه عبر الغابات والتقاط صور جيدة" للطبيعة الخلابة.
ويوما ما فكر في وضع هاتفه المحمول أعلى الكاميرا للتفاعل مع العديد من الناس خلال رحلاته.
وعلى سبيل المثال اصطحب بوتريل من خلال هاتفه المحمول وكاميرته في إحدى رحلات التنزه ضيفة خاصة للغاية هي كوري فيسك، التي لا تستطيع المشي على قدميها منذ عام 1992 بسبب إصابتها بمرض يؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان ويتركه طريح الفراش.
وقال المصور الفوتوغرافي إن "كل شيء بدأ عندما طلبت فيسك إخراجها من المنزل".
وذكر بوتيريل أن "فيسك أصبحت فجأة خارج الجدران الأربعة لبيتها في كاليفورنيا، وكانت تركض معي آلاف الكيلومترات بفضل كاميرتي التي تحولت إلى عينيها وأقدامي التي تحولت إلى قدميها".
وأوضح المصور أن فيسك، التي تخرج فقط من منزلها إلى المستشفى ودائما ما تنقل بواسطة سيارة إسعاف، كانت متحمسة لفن التصوير الفوتوغرافي، وأنها كانت في رحلات التنزه الأكثر مشاركة من بين أعضاء المجموعة المتابعة للكاميرا، وكانت دائما ما تطلب من بوتيريل إلتقاط الصور وتقول له "التقط الصورة" "هناك انظر إلى هناك".
واستفاد من هذه الجولات الافتراضية أيضاً الطفل دومينيك جاروفي الذي لم يتجاوز عمره سبع سنوات، ويعاني أيضا من مرض مزمن يصيب الأمعاء الدقيقة، ويسبب مشكلات حادة في الجهاز الهضمي.
ومرت ستة أشهر وجاروفي قعيد الفراش في أحد المستشفيات لكنها مرت بسرعة بفضل رحلات بوتريل عبر الغابات المغطأة بالثلوج.
وتمكن فرانك جاروفي، والد الطفل، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "جوجل بلاس" من جذب العديد من المصورين في وقت قليل من جميع أنحاء العالم؛ للمشاركة فيمبادرة بعنوان "Walk for those who can’t” أو "تنزه مختلف لأولئك الذين لا يستطيعون المشي".
وقال والد الطفل "لقد أسعدت هذه الرحلات جاروفي بشكل هائل ودون هذه الرحلات كان سيقضى أياما لا تطاق".
وأضاف "بملابس النوم ومن خلال شاشة الكمبيوتر تمكن من إطعام الخيول ورؤية أشياء أكثر من الموجودة بالقرب من النافذة من خلال هاتف بوتيريل.
ويؤكد بوتيريل أن أي شخص يمكن أن يصبح عيون أشخاص مثل دومينيك جاروفي أو كوري فيسك في أماكن أكثر جاذبية فقط من خلال "سرعة إنترنت جيدة وكاميرا".
وبمساعدة المئات من المصورين الملتزمين بإجراء كل أسبوع رحلتين أو ثلاثة، يشير بوتيريل إلى أنه "يتم الحصول على صور من جميع أنحاء العالم، لأن من السهل أن يرغب شخص في أي وقت في تنظيم وإجراء جولة افتراضية".
وأضاف "العدد القياسي الذي يمكن أن نسجله في يوم واحد هو خمس رحلات".
والآن وبفضل الجولات الافتراضية تمكن دومينيك جاروفي وكوري فيسك من الوصول إلى أفريقيا واقتربا من الأفيال والزرافات السنغالية، وإلى المحيط الهادئ بالقرب من مدينة سانتا كروز في كاليفورنيا حيث استمتعا برؤية الأسود البحرية التي تستريح في هذا المكان، كما قاما أيضا بزيارات إلى سان بطرسبرج في روسيا.
aXA6IDE4LjExNy4xMDAuMTMwIA== جزيرة ام اند امز