بدراجة هوائية ولوح أبيض.. شاب يجوب المناطق الوعرة لتعليم تلاميذه
المدرس البوليفي ويلفريدو نيجريتي يسعى لتأمين الدروس للتلاميذ في المناطق الريفية واللذين لا يملكون الإنترنت
يستخدم المدرس البوليفي الشاب ويلفريدو نيجريتي دراجة هوائية ولوحا أبيض ويجوب البلاد عبر تضاريسها الوعرة ثلاث مرات في الأسبوع لإعطاء الأولاد المحجورين في المنزل بسبب فيروس كورونا المستجد، حصصا دراسية.
وقال نيجريتي (35 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية "لدي دراجة هوائية وبما أنني في طريقي إلى السوق على أي حال، أمسكت لوحي الأبيض وذهبت إلى منازل تلاميذي".
يعيش نيجريتي الذي أصبح شهيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، في إيكويلي في منطقة كوتشابامبا في بوليفيا والمعروفة بمهرجان تشارانجو، وهي آلة وترية نموذجية من جبال الأنديز.
ومنذ تفشي جائحة "كوفيد-19" في بوليفيا مارس الماضي، تم تعليق الفصول الدراسية، وسجلت هذه الدولة التي تحد أكثر المناطق تضررا من الفيروس مثل البرازيل وتشيلي والبيرو، أكثر من 19 ألف إصابة بالوباء مع أكثر من 600 وفاة.
وأوصت السلطات بإعطاء حصص دراسية افتراضية باستخدام الإنترنت والهواتف المحمولة، لكن هذه الوسائل تتجاوز القدرة المادية للعديد من الأسر الريفية، ما يؤدي إلى ترك أولادها من دون الحصول على التعليم.
وقد أثبت تفاني نيجريتي الذي يثبّت بدراجته الهوائية عربة لنقل لوحه الأبيض، شعبية لدى أمهات تلاميذه ومعظمهن من عائلات كويتشوا.
وقالت أوفالدينا بورفيديو، وهي أم لولدين "من الرائع أنه يدرّس الأطفال، ويمنحهم وقته".
كذلك، يعطي نيجريتي، وهو راكب دراجات وأب لطفلين، دروسا في منزله بالإضافة إلى قيامه برحلات لرؤية تلاميذه.
وهو وضع الطاولات بشكل يحافظ فيه على التباعد بين التلاميذ كما يوفر معقما لتطهير الأيدي قبل بدء الحصص وبعد انتهائها.
تأخذ بورفيديو ولديها إلى منزل نيجريتي الواقع على مسافة كيلومترين على الأقل سيرا كل يوم لأن "الأطفال ينسون" ما تعلموه.
وأوضحت "لقد بقيوا دون فصول دراسية لأكثر من شهرين وبدأوا يتذكرون الآن ما تعلموه شيئا فشيئا".
عوائق تكنولوجية
قال نيجريتي الذي لا يحصل على أي أموال إضافية في مقابل الذهاب إلى التلاميذ الذين يعيشون في مناطق نائية، إنه يرسل الدروس والواجبات المدرسية عبر تطبيق "واتساب" لكن هذا الأمر لا يساعد أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية.
وأضاف: "لدي 19 تلميذا ومن بينهم هناك 13 لا يملكون هواتف محمولة أو اتصالا بالإنترنت".
وحتى لو كان لديهم اتصال بالإنترنت، فإن الإرسال ضعيف في إيكويلي، وغالبا ما يتعذر على المتصلين بالإنترنت تنزيل الواجبات المنزلية.
وهناك مشكلة أخرى هي أن معظم أولياء الأمور لا يعرفون طريقة تنزيل المواد ولا يدركون أهمية المدرسة لأولادهم.
ومع تأثير تدابير الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا على دخل العديد من العائلات، لا يستطيع إلا القليل شراء جهاز كمبيوتر لكي يتمكن أولادهم من متابعة الدراسة.
وأوضح نيجريتي الذي يتقاضى حوالي 500 دولار شهريا، أن ليس تلاميذه وحدهم يأتون إليه بل تلاميذ آخرون أيضا لعدم فقدانهم المزيد من الحصص الدراسية.
وقال "أجعلهم يفكرون في المرض. على سبيل المثال، أريهم الهرم الغذائي حتى يحسنوا نظامهم الغذائي لمحاربة العدوى" نظرا إلى أن الشتاء يقترب بسرعة.